ثورة 25 يناير مثل السيارة الجديدة لها محرك قوى سريع هم الشباب ومكابح قوية تحد من سرعته عملا بالقول (إمش على مهلك توصل بدري) وتمسكا بالحكمة (في التأني السلامة) هم الشيوخ الكبار فوق الستين ...يريد الشباب تحقيق الأحلام في أيام ...ويريد الشيوخ تحقيقها في أعوام....والسباق بين النظرتين لم تحسمه الأصوات العالية في ميدان التحرير .....ولا الأصوات الهادئة في قاعات التنظير....ولكن الأمل قد لاحت بوادر أضوائه الباهرة واشرقت أنواره المبهرة ...وصارت أنظار الشعب المصري تنظر إلى الغد مستبشرة بما تحقق بالأمس القريب من زوال الغمامة الخالية من ماء السماء كأنها التي حملتها الريح العقيم تنذر بتدمير كل شيء بإذن ربها ...ولكن رحمة الله شاءت أن يأمرها أن تنقشع قبل أن تنشر الدمار في آخر لحظات العهد البائد ....ولبست مصر ثوبا آخر غير الذي تسربلت به زمنا اختفت فيه محاسنها وكأنها تلبس ثوب الحداد ...كان الحداد على نصر يعاني سكرات الموت اسمه نصر 73 وكان الحداد أيضا على وفاة مصانع وشركات القطاع العام وكان الحداد على زواج الأرض المصرية البكر بسفاحي الاستثمار العالمى والبدوى وعصابة علي بابا والأربعين حرامي ...لقد طالت أعوام الحداد حتى ظن أهل البيت أن الموت اتخذ الدار سكنا والبحر قبرا للسفن العابرة والأرض قرارا لأجساد من يعترض...وتحول أهل البيت إلى هياكل ليس فيها حياة وإلى جثث تجري في عروقها قطرات المرارة ....وصار الحزن الوطني يسيطرعلى الغادي والرائح ...ولم يلد الحزن الوطني سوى الحزب الوطني ولم يصنع لنا الحزب الوطني سوى الحزن الوطني ...وفجأة سمعنا من تصرخ بالزغاريد فسألنا: ما الخبر فقيل لنا ...هي تزغرد لأن زوجها مات
التعليقات (0)