.. مائلة .. رابح التيجاني
خرجت سهام من العواطف مائلة،
سهما فسهما ودعت أقواسها
مستعجلة،
خرجت مصممة كعادتها
من فجرها
متوكلة،
ستعود بعد نهارها مقتولة،
أو قاتلة،
ستعود محبطة تماما
فاشلة،
ستعود منهكة تماما
ذابلة،
ستعود
بالرأس الثقيل المثخن المصدوع
تلتمس اللجوء
مولولة،
هربانة من الوحوش الصاهلة،
من الحياة القاتلة،
من ياترى يصغي لنشيجها
وخمودها
إلا ترقب واشتياق العائلة،
وهطول سيل الأسئلة،
ظلت تناغي جنها
متخيلة،
فيض الحكايا والشروح
مفصلة،
ومعللة،
وتأخرت
ملعونة هي الطريق وناسها
والحافلة،
ماذا تراها قائلة؟
ماذا عساها فاعلة؟
في حضرة الدنيا العاجلة،
والغيبيات الآجلة،
ذهبت بلا هدف
بلا معنى
أسيرة يأسها القاسي
وحاجتها الضروس الموغلة،
في صدرها جثم السعال
وسلسلة،
ورافعات خافضات
كالهباء مهلهلة،
وتأخرت
عن عودة للبيت
عن شرب الدواء
وعن تصالحها مع الدنيا
لتندب حظها المشؤوم
إني مهملة،
لا لا
أنا؟
أأنا تراني مهملة؟
متخاذلة ؟
متكاسلة ؟
حالي فصيح كالمرايا
فاضح كالقنبلة،
ومضت إلى المقهى مضت
برثائها
بهجائها
بفنائها
مشيا على الأيام
تلتمس المودة سائلة،
لا
هي صابرة وهي عاقلة،
لا
هي تعلم أنها ليست غبية
وغير مغفلة،
ولكنها
هيهات أجرتها تفي
هيهات
أجرتها لحاجتها تكون معادلة،
وأنفقت ما أنفقت
بل أنفقتها كاملة،
ترطيب شعر واتساع لواحظ
والنفخ ثم النفخ
حتى يكمل الجسد الشفيف تكامله،
وحلاقة وصباغة
وركام ثياب معاصرة
وأحذية مسايرة
لها
أشياء من أشياء
هي أمثلة،
مامن دواع لاستعراض القافلة،
كانت كموجة وردة مسترسلة،
تمشي تدور تنحني
حينا بخفة نسمة
أو تنثني متثاقلة،
وتأخرت
ناديتها فتلفتت
واستهدفتني سهامها متوسلة،
ومغازلة،
صبرا قليلا صاحبي
صبرا قليلا
أنت أرحمهم
بدون مجاملة،
هاها ، إذن تأخري وتأخري
حتى تهل القابلة،
كانت مع الوجدان تصغي للأغاني
حلوة ومفضلة
وتحب عبده حين يشدو
" مذهلة"،
فلها يغني عاشقا
إياها يعني
وهي وحدها محبوبة ومدللة،
ورأيتها
ورأيته
كانت يداه في انتشاء
راحلة،
صوب المسالك والهضاب القاحلة،
بين المماشي الظامئات الواجلة،
والمسكينة البلهاء عنه غافلة،
متغافلة،
اجفانها بالدمع حبلى مثقلة،
والمعضلة،
تحلو البداية بالوعود معسلة،
والمعضلة،
ان النهاية مهزلة،،
يانادلة،
متى سنشرب كأسنا
وأتت أتت
متهللة،
متطاولة،
متسائلة،
ماذا أحب ؟
أحب هذا الحب
كل الحب
مامن جنة إلاه
يامتجاهلة،
أحببتها
ياويلها
من أمنياتي" الباسلة"،
أحببتها
ومشاعر مابيننا متبادلة،
كانت نصحتني بأن أهواها
فهويتها
لابأس إن القلب كالأطفال
لن يرتاح إلا مرهقا
فاسمع وبادر واستبق
كن شاغله،
إن أنت أرخيت اللجام له
كفاك مشاكله،
هي التي أفتت وتفتي
بالذي أوحت به قلوبها في النازلة،
حطته فوق الطاولة،
كأسا تصاعد غيمة
متململة،
خلف المدى متجولة،
حطته دمعا كالحا
وتماوتت حركاتها سكناتها
بمكاشفات كالزمان مخاتلة،
ومضت مضت
عني وعنها
بيننا
متنقلة،
مبشورة متفائلة،
تصارع الاشباح
تفنى أو تعيش لتفنى
تختال مدبرة وتضحك مقبلة،
مسكينة
تستجمع الدريهمات بأناة
دريهما دريهما
وتشكر الكرماء
من زادوا عليه أنملة،
أوكي وميرسي
ألف شكر للقلوب الفاضلة،
نهرت بعجرفة عربيدا
سقت متسولة،
يانادلة ،
ناداها مولاها مهتاجا
يكفي حنانا زائدا ياجاهلة،
يا سافلة،،
ملت عراء مناوشاته
كم تمجها وكم
وإلى متى
ومتى تصد تحايله،
ضحكت بكت
لتختم اليوم القديم بمشكلة،
كما أطل بمشكلة،
عادت لأضلعها
لغمدها
إليها قافلة،
دخلت مكامن روحها متوغلة،
كان الحياني يغني "راحلة"،
والإدريسي "هائلة"
خرجت سهام بكل روعتها
مهمومة مكلومة مهزومة
بدمعتها ترقرقت سنا
تغشى البحيرة جائلة،
سقطت هوت
غارت يداها في السماء
وأينعت أقدامها شجرا توارى
في الثرى
والأعين ترمقها بحزن ذاهلة،
وخيالها في خاطري يغفو مديدا
جنب رعشة مقصلة،
حتى إذا ماتت
تمادت في تفتتها
تماهت في التماهي والمتاهة
وانتفت
ثم انبرت
تعدو وتعدو
مائلة،
أبدا ودوما مائلة،
آه وآه
مـــــائلة.
التعليقات (0)