اسمه : حسين توفيق الحكيم ، والده إسماعيل وجده أحمد الحكيم ( 1898- 1987م )
مولده: ولد في الإسكندرية في حي محرم بك سنة 1898 م
تعليمه :
تلقى علومه الابتدائية في مدرسة محمد علي ثم المحمدية بالقاهرة ثم دمنهور الابتدائية والثانوية بالإسكندرية رأس التين ، ثم العباسية الثانوية بالإسكندرية ثم القاهرة حيث حصل على ليسانس الحقوق سنة 1925 م .
ولما كان والد توفيق من رجال النيابة والقضاء فقد حرصت الأسرة على أن ينهج توفيق نهج والده ، لكنه إلى الأدب أميل وبه أعلق ، وعشق مع الأدب الموسيقى والمسرح والتمثيل .
أقبل توفيق على كتاب ( فلسفة الفن / للكاتب هيبوليت تي ) وكتاب ( تاريخ الفن / للكاتب سالمون ريناخ ) وعلى ضوئهما استشرف إلى متحف اللوفر فغاص في قاعاته وآثاره وأسلمه هذا إلى العصر الروماني ، إلى عصر النهضة ، فمضى متتبعاً كل عناصر التفكير ، ذلك أنه أيقن أن معنى الثقافة التي يجب أن يتزود بها الأديب وفق المفهوم الأوربي هو أن يحيط ويتفهم ويتذوق كل آثار النشاط العقلي الإنساني من فلسفة وأدب وفنون مختلفة من موسيقى وعمارة ونحت على مدار العصور ، بل يراد له الإلمام ببعض مظاهر العلم الحديث ونظرياته ، وكان يحاول جاهداً أن يتفهم شيئاً عن أينشتاين وأخير كتاب في هذا الميدان ترك في نفسه أثراً كبيراً ووسم تفكيره هو عمل كبير من ثلاثة أجزاء للعالم الرياضي ( هنري بوان كاريه / العلم والفرد ، التفكير والعلم ، العلم والمنهج ) .
ومع أن هذه الموضوعات لا تهم الأديب في التأليف الأدبي أو القصصي أو المسرحي إلا أنه أعطت توفيق القدرة على التفكير في الأشياء التي يدرسها والتطور في الفكرة القصيرة وتنميتها قدراً من النمو.. وهنا يبدو فضل الأدباء المتصلين بعلوم ومعارف أوسع من مجرد المهنة الأدبية .. وبمثل هذا بز الجاحظ الأصمعي في الأدب العربي والأمثلة كثيرة .
قرأ الحكيم كتاب الجاحظ ( المحاسن والأضداد ) مرات وعاش الكتاب معه طفولته وشبابه ، وكان له تأثير معنوي لا لفظي فحسب فهو ممن يتأثرون بالكتب من الناحية الفكرية أكثر من الناحية اللفظية ، تأثر بمنطق الجاحظ وتفكيره .
تأثر بـ ( شكسبير ) و ( مولير ) و ( وجوته ) و ( ترلنج ) و ( ابسن ) و ( وبراندلن )
ما قاله النقاد :
-يقول ( شوقي ضيف ): كان طه حسين قد أشاد بهذا الكاتب الفذ حين أخرج أول آثاره المسرحية : (أهل الكهف ) سنة1933م فقال : إنها حَدَث في تاريخ الأدب العربي وإنها تضاهي أعمال فطاحل أدباء العرب .
يقول (زكي مبارك ): توفيق الحكيم هو أديب بالفطرة ، ولكن تعوزه أدوات الأديب ، فاطلاعه على الأدب العربي عدم من العدم ، فهو لم يجد في غير كتاب ( عصفور من الشرق ) وإنما أجاد في هذا الكتاب لأنه نسي أنه كاتب مشهور ، وتذكر أنه الإنسان يحس حيال الشرق والغرب ، فأجاد إجادة لم يكن لها بأهل .
- كتب عدد من نقاد الغرب تعليقاتهم في الصحف الأوربية عام 1937 حين نشرت رواية ( عودة الروح ) باللغة الفرنسية في مقتطفات منها :
كل شيء يسحرنا في هذه الرواية التي ترسم لنا من جديد عظمة روح شعب
( فردبيرلوبلتييه )
إن رواية الحكيم ، وهو من أكبر كتاب العالم العربي ، لتفيض حياةً وتشتمل على كثير من الأسانيد الحقيقة .
(مارك دي لا فورج )
إن قيمة هذه الرواية المصرية ، هي في تلك الصورة التي عبرت عن خلق وعوائد وروح مصر الحاضرة ، وفي ذلك التباين بين ترتخي الفلاح الظاهر ، وقوة روحه العظيمة الكامنة
( شارل بوردون )
محطات :
-سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة.
-كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية .
- منح أرفع وسام في الدولة وهو ( قلادة الجمهورية ) تقديراً لما أسداه إلى العلم والأدب والفكر .
- منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب .
مؤلفاته :
- أهل الكهف
- عودة الروح
- شهرزاد
- أهل الفن
- القصر المسحور
- يوميات نائب الأرياف
- مسرحيات –المجلد الأول – (ويشمل قصص : سر المنتحرة ، نهر
الجنون ، رصاصة في القلب ، جنسنا الطيف )
والمجلد الثاني ( ويشمل القصص : الخروج من الجنة أو الملهمة ، أمام شباك التذاكر ، الزمار ، حياة تحطمت )
- عصفور من الشرق
- تحت شمس الفكر
- عهد الشيطان
- تاريخ حياة معدة ( أشعب )
- بركسا أو مشكلة الحكيم
- راقصة المعبد
- نشيد الإنشاد
- حمار الحكيم
- سلطان الظلام
- تحت المصباح الأحمر
- بجماليون
- من البرج العاجي
- سليمان الحكيم
- زهرة المعمر
- الرباط المقدس
- رصاصة في القلب
- شجرة الحكيم
- الملك أوديب
- قصص توفيق الحكيم
- مسرح المجتمع
- فن الأدب
- ذكريات الفن والقضاء
- عصا الحكيم
- ارني الله
- دقت الساعة
- تأملات في السياسة
- حماري قال لي
- التعادلية
- إيزيس
- المسرح المنوع
- الصفقة
- رحلة إلى الغد
- الأيدي الناعمة
- لعبة الموت
- أشواق السلام
- أدب الحياة
- السلطان الحائر
- يا طالع الشجرة
- الطعام لكل فم
- رحلة الربيع الخريف
- سجن العمر
- شمس النهار
- مصير صرصار
- الورطة
كتب نشرت في لغة أجنبية :
- شهر زاد
- عودة الروح
- يوميات نائب في الأرياف
- أهل الكهف
- عصفور من الشرق
- عدالة وفن قصص
- بجماليون
- الملك أوديب
- سليمان الحكيم
- نهر الجنون
- الشيطان في خطر
- بين يوم وليلة
- المخرج
- بيت النمل
- الزمار
- براكسا أو مشكلة الحكم
- السياسة والسلام
- شمس النهار
- صلاة الملائكة
- الطعام لكل فم
- الأيدى الناعمة
- شاعر على القمر
- الورطة ترجم
- العش الهادئ
- أريد أن اقتل
- الساحرة
- لو عرف الشباب - الكنز
- دقت الساعة
- أنشودة الموت
- رحلة إلى الغد
- الموت والحب
- السلطان الحائر
- ياطالع الشجرة
- مصير صرصار
- الشهيد
- المرأة التى غلبت الشيطان
وفاته : 29 من ذي الحجة 1407هـ = 27 من يوليو 1987م
من رواية الرابط المقدس
من مسرحية شهرزاد
كان أحياناً يلمح فوق غلاف بعض الكتب فقرة أو عبارة أو بيتاً من الشعر
وضع على سبيل الاستشهاد ، فيجعل منه ( نغمة ) يظل فكره يرتب عليها ..
( تقاسيم ) طول النهار ، وكان يجد في هذا شيء من السلوى
غير أن بصره وقع ذات يوم على كتاب ، جعل في رأسه هذا القول لشاعر ياباني :
إنما يبني الشاعر سعادته على الرمال
ويسطر أشعاره فوق جدول الماء
نعم ... هنا كل البلاء الآدمي ! ألا يمكن للنفس
الشاعرة أن تقيم هنائها على دعائم أثبت قليلاً من هذه
الرمال ، التي تغرق فيها الإبل ... وتكتب أغانيها على
صفحات أبقى من صفحات هذا الماء ، التي تطويها في
شبه طرفة العين أنامل الهواء !...
نعم هناك سبيل واحد : لا ينبغي أن نبني شيئاً جميلاً
فوق هذه الأرض !.. هذه الأرض المتغيرة المتحركة
برمالها وماؤها وهوائها !!
استيقظت ( سوزي ) في الصباح ، واتجهت إلى نافذتها مترنمة
كعادتها ، وما كادت تفتحها حتى رأت نفسها أمام ببغاء في قفص
فدهشت ! ... ثم أبصرت الحبل المدلى ، فأدركت من أين هبط
فرفعت عينيها إلى الطابق العلوي ، وإذا الفتى في نافذته يبتسم لها
كأنما كان في الانتظار ، وحياها تحية الصباح فردت عليه التحية
باسمة ، ثم أشارت إلى القفص قائلة :
- لمن هذا ؟..
- لك ! ..
- لي أنا ؟ ... شكراً لك سيدي ... لكن لماذا ...
- هذا ما استطعت أن أقدمه إليك ، اعترافاً بجميلك ، فأرجو أن
تقبليه مني ! ..
- ما أجمل هذا الببغاء ! .. ما اسمه ؟!
- اسمه " محسن " ! ...
- " محسن " ؟ .......
- أتسمحين أن أقدم إليك نفسي .. ولو أن التقدم من هذه
النافذة العالية لا يسمى تقدماً ... فالأصح أن أقول :أن ألقي إليك
بنفسي ! ...
فضحكت الفتاة وقالت :
- يسرني بالطبع ذلك ، غير أني لا أضمن لك الوصول سالماً إلى
نافذتي ، فألقي بأسمك وحده الآن فهو يكفي ...
فقال الفتى :
- اسمي " محسن "
فنظرت إليه باستغراب وقالت :
- كالببغاء ؟!
- نعم ! ... ولي الشرف أن يكون اسمي كاسم ببغاءك ! ...
التعليقات (0)