نجلاء محمود عبد العزيز مِحْرِم
1960-08-02
محافظة الدقهلية ـ ميت غمر
بكالوريوس تجارة ـ إدارة أعمال
كاتبة الوظيفه الحاليه
naglaamehrem@naglaamehrem.net
كاتبة قصة ورواية
1ـ استيقظ (مجموعة قصصية أخبار اليوم) 2ـ تعظيم سلام (مجموعة قصصية ـ أخبار اليوم) 3ـ شرشبيل (رواية ـ أخبار اليوم) 4ـ البئر (رواية ـ مركز الحضارة العربية طبعة أولى ـ إيزيس لإبداع والثقافة طبعة ثانية) 5ـ لأنك لم تعرفى زمن افتقادك (مجموعة قصصية ـ مركز الحضارة العربية ط1 ـ إيزيس للإبداع والثقافة ط2) 6 ـ الغزو عشقا (رواية ـ إيزيس للإبداع والثقافة) 7ـ فى شارع القائد (مجموعة قصصية ـ إيزيس للإبداع والثقافة) المؤلفات الأدبيه
جائزة د. سعاد الصباح 1993 ـ جائزة القصة والحرب 1996 الأوسمه والجوائز الحاصل عليها
• تنظيم وتمويل جائزة سنوية فى القصة القصيرة على مستوى مصر والوطن العربى منذ عام 2001 باسم "نجلاء محمود محرم". • إصدار كتاب "الفائزون" للتوثيق للفائزين والمتميزين فى المسابقة سنويا وهو كتاب للإهداء وليس للبيع. • إصدار مجلة "تواصل" لمتابعة الكتاب الذين سبق لهم الفوز فى المسابقة أو النشر فى كتابها "الفائزون" وذلك للإبقاء على العلاقة بين المسابقة والمشاركين فيها بحيث لا يتحول الفوز إلى مجرد بند تذكارى فى السيرة الذاتية للفائز. مجلة "تواصل" للإهداء وليست للبيع. • بصدد إنشاء مؤسسة ثقافية لرعاية الكتاب وطلائع الموهوبين أدبيا. (قيد الإنشاء حاليا) • بصدد إنشاء دار نشر لدعم الكتاب المشاركين فى المسابقة وتوفير ظروف النشر المناسبة لهم، وللمساهمة فى رفد الحياة الأدبية بمطبوعات تذكى المناخ الثقافى الإيجابى الذى نسعى لخلقه ورعايته. (قيد الإنشاء حاليا).
سيرة ذاتية أدبية ـ بقلم نجلاء محمود محرم
كانوا .. لتكونَ!
وماذا أحكى عن نفسى؟
وكيف يكون حَكْىُ الإنسان عن ذاته؟
أيمكن ألا يكون مدحا؟
أيمكن أن يتحيد ضمير المرء لينأى به عن الإعجاب بذاته، فيحكى عنها ما يحكيه الآخرون عنها، لا يتوجها ذاتا ملائكية؟ وفى نفس الوقت لا يجلدها ليمنح نفسه نزاهة زائفة؟
"نجلاء" الطفلة أحبت القراءة..
كثيرة هى المرات التى انهارت فيها صفوف الكتب المرصوصة فى مكتبة والدها فوق رأسها، دون أن تستطيع الوصول إلى الكتاب الذى استهوى عينيها الطفلتين بكعبه الأحمر أو بأوراقه الصفراء المهترئة أو بحجمة الضخم..
نجلاء ولم تكمل عاما
كثيرة هى الصباحات التى أطبق فيها كَفُّ أخيها "هشام" على كَفِّها وهما يتوجهان فى نداوة بكور أيام الصيف الجميلة، إلى المكتبة العامة فى مدينتها الصغيرة الراقدة على الضفة الشرقية لفرع دمياط، وقدماها الصغيرتان ـ فى صندلهما المكشوف ـ تجاهدان لتواكبا خطوات أخيها الواسعة..
كثيرة هى الهدايا التى فاجأها بها أشقاؤها لتجد ـ حين تفض غلافها ـ قصصًا ملونةً ومجلاتٍ ملأى بالرسوم الحلوة..
كثيرة هى الليالى التى أسندت فيها رأسَها إلى صدر أمها وهى تقرأ لها قصصا جميلة من كتب كبيرة كبيرة ما تصورت أبدا أنها تضم هذه الحكايات الجميلة..
وكثيرة هى الجلسات التى جلستها مع أبيها، تقرأ أمامه بصوت مسموع، كانت تظن أنها تدهشه بقصصها وأنه متشوق لسماعها لكنها أدركت فيما بعد أنه كان يربيها قارئة سليمة النطق سليمة الضبط..
الآن.. تتذكر "نجلاء" هذه الأيامَ البعيدة.. فينسكب الرضا فى قلبها.. وتـُفـْعَمُ نفسها بالامتنان.. أىُّ أسرة كانت تتمنى أن تنشأ فى أحضانها خيرٌ من هذه الأسرة؟ وأىُّ محبة ورحمة وحدب كان من الممكن أن تجدها أكثر من هذه؟
بنتٌ هى.. وثلاثة أشقاء
هى الصغرى.. وهم الكبار.. الكبار بفارق عمرى ليس صغيرا..
والآن حين تسمع ما يُقَالُ ويُكْتَبُ ويُحْكَى عن اضطهاد الإخوة لأخَواتِهم والآباء لبناتهم والأزواج لزوجاتهم، حين تشيع فكرةُ عنف الرجال ضد النساء وقهرهن تتساءل:
"ألم أكن طفلة كهؤلاء الطفلات؟ ألم أكن أختا كهؤلاء الأخوات؟"
وترنو إلى زوجها الذى يحب نجاحها ـ ربما ـ أكثر مما يحب نجاح نفسه، ترنو إليه وتبقى روحها تتساءل:
"أولست زوجة كباقى الزوجات؟"
"أمن الممكن أن تكون سيرة الرجال الداعمين فى حياتى مجرد صدفة؟"
"أوَ لا تفقد الصدفة حين ينتظم حدوثها صفتها كـ : صدفة؟ وتصبح قانونا ثابتا؟"
جمال ، نجلاء ، سارة
فى يوم ما.. وفى ظهيرةٍ خريفيةٍ دافئة منذ خمسة عشر عاما.. استلمت "نجلاء" برقية جعلتها فى غاية الدهشة.. فأسرعت إلى قرص الهاتف تديره لتخبر زوجها باستلامها إخطارا بالفوز فى مسابقة أدبية عربية كبرى.. لا لم تكن تخبره وإنما كانت تهنئه..
أوَليْس هو من جَمَعَ أوراقَها المبعثرة ورتبها وطبعها وقدمها للجهة المنظمة للمسابقة؟ أوَ ليْس هو من طَرَقَ بمطرقة الإقدام على قيد الإحجام الذى تَغُلُّ به نفسَها؟ أوَ ليست هى من تقوقعتْ وتراجعتْ وأحجمتْ عن إظهار أوراقها للناس لأنها "لا ترقى لمستوى النشر" كما كانت تردد؟ أوَ ليس هو من قال إنها ترقى؟
من الأولى بالتهنئة إذن؟
نعم هو الأولى.. هو من شرخ القيدَ وشجعها على أن تُدْخِل كتاباتها مراتٍ أُخَر فى اختبارات أخر ولم تُخَيِّبْ نتيجةُ الاختبارات رجاءها.
وبدأت "نجلاء" ـ التى كانت يوما طفلة تحب القراءة ـ أولى خطواتها ككاتبة.
"استيقظ" ..
عنوان مجموعتها القصصية الأولى..
كانت تحس وقتها أنها تفعل شيئا عظيما، هى تكتب، وتقدم نتاج موهبتها للقراء، وسيقرأ القراء، وستأخذ كتبُها مكانَها فى صفوف المكتبات! هى كاتبة! وسيأتى يومٌ تتطلع فيه طفلة ما نحو صف الكتب التى تحمل اسمها وتمد ذراعيها الصغيرتين تحاول الحصول على أحدها.. وربما ينهار صف الكتب لتلمح بعينيها الطفلتين ابتسامة أب سعيد بتطلعات طفلته..
وأُتـْبِِعَ الكتابُ بكتاب..
والغريب أنه بتوالى الإصدارات بدأ تقديرها لما تفعله فى التناقص، وبدأ إعجابها بكونها "كاتبة" يتراجع!
أهذا كل ما يستطيع الكاتب فعله؟ كتابٌ تِلْوَ كتابٍ تلو كتاب.. وصَفُّ إصداراتٍ يطول.. ورفوف تمتلئ.. وهو يعلم تمام العلم أن القراء ينصرفون وأن الأدباء يعانون وأن الحياة الثقافية تئن؟ ألا يمكن لنظرته أن تتخطى حدود ذاته ليؤمن بأن له دورا تجاه الحياة عموما والحياة الثقافية خصوصا؟ ألا يستطيع الكاتبُ أن يرى فى نفسِه أكثرَ من مجرد كاتب؟
مسكينٌ عالم الأدب.. ضاق بأدبائه فانزاح القراء عنه مفسحين المجال للكتاب! حتى صار عالما أحادى الجنس مكتظا بالكتاب مفتقرا للقراء! لم يعد قادرا إلا على حشر الكُتَّاب داخله، ما عاد يبحث لهم عن بقعة ضوء ولا عن نسمة حرية ولا عن مساحة نشر، انشغل ـ فقط ـ بتسكينهم فى نوادٍ واتحادات وكيانات تحمل لافتات ذات عناوين كبيرة!
وسَكَنَ الكتاب فى أعشاشهم المعنوية، ربما لا يعرف الجارُ جارَه..
لم يتوقفوا عن شحن المكتبات بالكتب، بينما بقيت الأسرة الأدبية تـُفْرخ كتابا، والمجتمع لا يفرخ قرَّاءً..
ومثلما يحدث فى كل مدينة مكتظة.. شاعت المشاعر السلبية، وظهر الضيق من الآخرين والتنافر والتباغض والتجاهل والتعصب بل والتطاول أحيانا، وساد إحساسُ المَنِّ على نفوسِ القادرين والمُوكَلِ لهم مسئوليةَُ العطاءِ فى عالم الأدب، وتَفَشَّتْ سلوكياتُ التزلف بين منتظرى العطاء! كل هذا وسفينة الكُتَّابِ مستمرة فى الإبحار بعيدا عن شواطئ القُرَّاءِ، والشواطئ تحتلها سفنٌ أخرى أكثر جاذبية وأكثر توددا وأكثر حرصا على اجتذاب الجمهور والتودد له.
وفى ظل هذا الطقس الغائم الملبد صار هناك كُتَّاب يستحقون أن يُقْرَؤوا.. ولا يُقْرَؤوا.. ولا يعرفون ـ حتى ـ الطريق نحو عالم الكتب! وكُتَّاب آخرون يملأون الساحات بكتب لا يمسها القارئون!
ألم تكن "نجلاء" يوما ما واحدةً من الكُتاب الذين لا يعرفون الطريق نحو عالم الكتب؟ ألم تفتقر يوما إلى شجاعة إظهار حروفها للآخرين؟ ألم تكن اليدُ التى امتدت إليها هى صاحبةُ الفضل فى خروجها من مخبئها؟ أوليست صنيعة المشاعر الطيبة التى أغدقها الآخرون عليها؟
تـُرى.. كم من الكتاب المختبئين خلف حواجز البعد أو الخجل أو الانطواء أو المادة أو اليأس يحتاجون إلى فرصة ليكسرَ كلٌّ حاجزَه.. أو على الأقل يشرخه؟
ومثلما كسرت المسابقاتُ والمشاعرُ الطيبة قيدَ "نجلاء" فكرت أنها ـ ربما ـ تستطيع كسر قيد الآخرين بنفس الطريقة..
ووُلِدَتْ المسابقةُ..
قدَّمت أسماءَ جديدةً وأعادت تقديم أسماء كانت موجودة بالفعل على الساحة.. ووثَّقَت للفائزين والمتميزين بطبع أعمالهم فى كتاب "الفائزون".. ونشرت تقارير لجان التحكيم التى يتوق كل متسابق إلى مطالعتها..
ومرت دورة واثنتان
وحفلٌ لتسليم الجوائز.. وحفلان..
ثم ماذا؟
هل حَرَّكَتْ هذه الحصاةُ المياهَ الراكدة؟
وإذا كانت قد حركتها فهل طالت مدةُ الحركةِ زمنا أطول من زمن حفل توزيع الجوائز؟
وماذا بعد الحفل؟
يعود كل واحدٍ لما كان فيه؟ يضيف إلى سيرته الذاتية بندا جديدا؟ نتقوقع فى أعشاشنا وكأن الحفل ـ بدلا من أن يكون بداية لرابطة ما ـ قد تحول إلى إعلان عن انقطاع الصلة بين المسابقة وأزهارها؟!
أهذا هو الحصاد الذى تطلعت إليه "نجلاء"؟ أهذه هى الحميميةُ التى رَجَتـْهَا والتقاربُ الذى سَعَتْ إليه؟ مجرد بند يضاف لسيرة كاتب؟ المسألة ـ أبدا ـ لم تكن مسابقة وجائزة وحفل، كل هذا كان مجرد وسيلة لتواصل مأمول.. نعم تواصل ودود كريم ـ للأسف ـ لم يتحقق!
المسابقة إذن لا تكفى لخلق هذا التواصل.. بدليل أن الفائزين فى الدورة الأولى لم يحرصوا على الحضور فى حفل الدورة الثانية.. ولابد من إعادة هذه الأسماء لتتلاقى من جديد..
وظهرت "تواصل"..
مجلةُ المسابقةِ المعنيةُ بمتابعة وإعادة تقديم الأسماء التى سبق لها النشر فى كتاب "الفائزون"، وبنشر الدراسات والمقالات النقدية المتعلقة بأبناء المسابقة وإبداعاتهم..
واستمرت الصلة بين المسابقة وكتابها.. لم تتحول إلى بند فى سيرة ذاتية، ولم يقتصر دورها على أن تقول للكاتب "أحسنت" ثم تتركه وكأن لم يكن بينها وبينه سابق معرفة..
وصار حفل تسليم الجوائز حفلا يضم من سبق لهم الفوز إلى جانب الفائزين فى كل عام، وبدأت فى الظهور نواةٌ لصحبة كريمة ودودة راقية..
وصار كتاب "الفائزون" حديقةً تجمع شتلات جديدة كل عام، ومجلة "تواصل" هى ذات الحديقة فى مرحلة لاحقة بعد أن أصبحت شتلاتها أشجارا سريعة النمو سريعة الإثمار..
ومرت دورة.. ودورة..
ثم ماذا؟
يا للرتابة المملة..
الرتابة عدو النمو والتطور..
أليس هناك جديد يمكن به دعم هذا التواصل؟ ألا يمكن إفساح مجال أوسع للنشر والتعارف؟ ألا يمكن ـ مثلا ـ الانتفاع بشبكة المعلومات؟
وكان الموقع والمنتدى..
وأصبح التواصل اليومى بين أزهار المسابقة متاحا، والقراءة الدائمة متوفرة، والمتابعة متجددة..
بينما تأصل التواصل الورقى بإهداء كتاب "الفائزون" ومجلة "تواصل" إلى جميع من يهتم بأمر الأدب وناسه من أدباء ونقاد وإعلاميين وصحفيين وأكاديميين وقراء.. وأيضا ـ وهذا فخر المسابقة الخاص ـ يتم إهداء مطبوعات المسابقة ـ عبر البريد ـ لبراعم مبشرة لم يتعد عمر أصحابها الخامسة عشرة لتكون لهم دافعا للقراءة والاهتمام بعالم الأدب بل ومحاولة الكتابة.. بحيث تستطيع المسابقة أن تزعم أنها بدأت فى تكوين نواة لقراء واعدين لا يستبعد إطلاقا أن يخرج من بينهم كُتَّابٌ يتحدث تاريخ الأدب بعطائهم..
ويحين موعد الخطوة الحلم .. المؤسسة الثقافية التى ظلت تراود الخيال سنين طويلة .. وتُشْهِرُ المؤسسة التطوعية الخدمية .. ويعلن عن ميلاد مؤسسة نجلاء محرم .. أول مؤسسة ثقافية ترعى المواهب بدون مقابل .. وتقيم الورش الإبداعية فى شتى مجالات الإبداع .. والندوات الفكرية .. والاحتفالات الثقافية ..
نعم .. نما الحلم وولد يافعا جميلا مبشرا.. وها هو يحبو نحو أيام يلوح ضياء جمالها من وراء حجب المستقبل..
والآن يا "نجلاء".. ماذا عنكِ أنتِ؟
ماذا عن قلمك وحرفك؟ وهل تَبَقَّى لهما وقتٌ بعد المسابقة والكتاب والمجلة والمنتدى والمؤسسة التطوعية؟
وبعد البيت والأسرة وابن وابنة هما غاية الرجاء؟
هل هناك فائض من الذهن والروح والوقت؟
فائض؟
واللهِ ـ وهذا قسم ـ إن مخزون الطاقة لدى المرء ليزداد ثراء كلما زاد إنفاقه فيما يؤمن بأنه خير وفائدة..
بدليل أنها مازالت تكتب..
ومازالوا يقولون ـ والعهدة على القائل ـ إن ما تكتبه يستحق أن يُقرأ..
وما زالت تترك أوراقها لتعد الطعام لأسرتها.. ولتدير شئون بيتها غير آسفة على قصة تعثرت أو مقالة لم تكتمل..
وما زالت ترتب جدولَها وبرنامجَها ووقتها وفقا لوقت الزوج والابن والابنة..
وما زالت تؤمن ـ كل الإيمان ـ أن نجاحا منقوصا يعنى فشلا من زاوية ما!
ويالها من زاوية أليمة تلك التى نرى من خلالها ـ لا قدَّرَ الله ـ فشل أسرة.
من حق الزوج النبيل أن تحاول زوجته مواكبة عطائه، من حقه ألا تناكده هذه الزوجة رافعة لافتة الاستقلال وشعارات الأنانية..
هيثم ، نجلاء ، سارةومن حق "هيثم" و"سارة" ـ الرائعين ـ أن تكون لهما أُمٌّ يجدانها كلما تلفتا بحثا عنها! نعم بمثل هذا الالتصاق يجب أن تكون معهما، فى الطعام والحديث والتوجيه واللعب والخروج والمذاكرة والزيارات.. و..
بمثل هذا الالتصاق كانت هى..لأعوام وأعوام..
وأبدا.. أبدا لم يخيبا أملها..
وها هو "هيثم" يتخطى سنوات دراسته بتفوق لافت ويجتاز مرحلة الجامعة بترتيب الأول على دفعته طيلة السنوات الأربع ويعين معيدا بكليته "الحاسبات والمعلومات"..
وسارة ما زالت تحث الخطى فى موكب التفوق لعامها الخامس فى كلية الطب البشرى..
لتقر أعينُ أبٍ وأمٍّ بابنين أكثرَ بِرًّا من أن يقال عنهما: "بَارَّان"!
وتستمر "نجلاء" فى القراءة المتواصلة، لا تكل ولا تمل، وحين تجود القريحة بما يستحق أن يُكْتَبَ تكتبه، وأحيانا تطبعه فى كتب تقدمها للقارئ على استحياء لأنها ـ أبدا ـ لم يفارقها الإحساس بالترقب والقلق كلما امتدت نظرات قارئ نحو حروفها.... رأى القارئ ـ ناقدا كان أو متذوقا ـ يعنيها بطريقة لافتة، تترقبه وتهابه وتحترمه وتحتفى به، أوليسوا المرآة التى ترى فيها جمال حروفها أو قبحها؟
"ماسات على شاطئ الخوف" كان عنوان مجموعتها القصصية الأولى الفائزة بجائزة د. سعاد الصباح عام 1993 ، والتى لم تطبع.
"استيقظ" كانت مجموعتها القصصية الثانية كتابةً والأولى طباعة ونشرا ، وتنوعت كتبها بعد ذلك بين القصة القصيرة والرواية، وبين التاريخ والفانتازيا، وبين الاجتماعى والسياسى..
ترى هل قدمت شيئا جيدا؟
هذا ما تأمله.. لكنها أيضا تدرك أن الجودة صعبة المنال.. صعبة جدا، وأن على المرء أن يسعى مخلصا وأن يدع للأيام تقييم سعيه..
هذه هى "نجلاء" تكتب سيرتها الذاتية لتؤكد أنها مجرد نتيجة طبيعية جدا لرعاية أبٍ متفوق وأمِّ متفوقة وزوجٍ وإخوةٍ وابنين فاقوا حَدَّ الروعة، وصحبةٍ مُخْلِصةٍ معطاءة..
هذه هى "نجلاء" التى لم تَجِدْ فى سيرتها نوعا من الاضطهاد تستدر به شفقةَ الآخرين، ولا شبهةَ تـَنـَمـُّر من المجتمع بها لتصرخ مقاومة مدافعة رافضة، ولا حكايات منع وقهر وتمييز تستطيع أن تدعى أنها قاومتها لتبلغ حلمها وتحقق ذاتها..
هذه هى "نجلاء" التى عاشت حياة رائقة سلسة لا يحفزها للقيام بأى دور فيها إلا أن تستطيع من خلاله وضع مسحة من الجمال والمودة فوق وجه الأيام..
هذه هى.. بقصتها الخالية من الألم.. فهل يجوز أن يتحقق نجاحٌ ما بدون ألم؟
وهل يجوز أن يكون حبُّ الإنسان لعالمه محلَّ تقدير حتى لو كان هذا العالمُ قد أحبه أكثر؟!
خريف 2006
التعليقات (0)