منى حلمى
منى نوال
لن أعيش في جلباب أبي!!
لا يختلف منطق الإبنة عن الوالدة وبالأخص بشأن القضايا الشائكة ، حيث فجرت مني حلمي وهي كاتبة صحفية وابنة نوال السعداوي البكر مفاجأة لم يتوقعها أحد في مصر أو في العالم العربي حيث أعلنت في مقال لها بمجلة روزاليوسف تغيير إسم أبيها وتسمت باسم أمها فأصبحت "مني نوال" بدلاً من "مني حلمي" طالبة من قراءها أن يتأقلموا مع أسمها الجديد الأكثر عدالة على حد تعبيرها.
وبررت ذلك قائلة: "إن يوم الثلاثاء القادم يكون يوم 21 مارس عيد الأم فإنني منذ ذلك اليوم سانتزع حاقاً من حقوقي وسيكون الهدية الحق لأمي، ومن اليوم سأحمل اسم أمي" ، وأصبحت "مني" تكتب إسمها ونسبها الجديد "مني نوال" علي مؤلفاتها والمقالات التي تكتبها أسبوعيا بمجلة روزاليوسف! المثير أن الكاتبة مني حلمي أو مني نوال قالت أنها مستعده أن ترفع قضية لكي تصحح نسبها إلي أمها أولا ثم يأتي اسم الأب بعد ذلك!، والأكثر إثارة هو تأكيدها علي أن اسم الأب لا يعنيها في شيء .. لأن الأم هي الأصل والحياة وحدها من وجهة نظرها!.
وعن رأي نوال السعداوي فيما فعلته ابنتها قالت في حوار صحفي عندما سألت هل توافقين على ما قامت به ابنتك قالي: " طبعا موافقة علي هذه الفكرة العظيمة.. التي اشدت بها منذ سماعي لها.. وقد مررت بنفس التجربة التي تمر بها ابنتي الدكتورة مني من قبل.. فمنذ نشأتي الاولي وكان عمري لا يتجاوز السادسة أو السابعة.. قمت في كثير من المرات بكتابة اسمي علي الكراسة والكتاب المدرسي وذكرت نوال زينب حيث كنت اكتب اسم امي بعدي كفكر طبيعي وبديهي جدا".
وكانت الدكتورة نوال تنادي منذ زمن بأنه يجب أن يتسمي الأولاد بأسماء امهاتهم لأننا يوم القيامة سوف ننادي بأسماء امهاتنا.. وكذلك الدكتور شريف حتاتة الزوج الثالث لنوال السعداوي كان قد وافق علي تسمية ابنه "عاطف نوال" بدلا من "عاطف حتاتة" في حوار أجريته معه عام 2001 وقال: من رأيي أن علاقة الطفل بأمه اقوي فهي التي تلده وهي التي ترعاه والغاء هذا الجهد ظلم لها.. أنا من رأيي ان الأم اولي إذا كنا نريد العدالة وسبنا من أي اعتبارات اخري وقال: ممكن يسمي ابني عاطف بـ "عاطف نوال شريف" وحتي يعني ده حلو وظريف جدًَا.. والمثير أن فضيلة المفتي كان قد أفتي الاسبوع الماضي بهذه الفتوي "لا يثبت نسب الطفل إلي الزاني وانما ينسب لأمه لأن ماء الزنا هدر لا يعتد به شرعًا".
وعلقت نوال السعداوي علي الفتوي بقولها "من يحمل اسم أمه في مجتمعنا يظل ابن زنا للأسف الشديد" والغريب في مفاجأة د. مني نوال "د. مني حلمي سابقًا" أنها تعلم أنها ليست ابنة زنا وانها إذا تسمت باسم امها ستخالف بذلك فتوي المفتي لأن أباها أحمد حلمي كان الزوج الأول للدكتورة نوال السعداوي وكتبت عنه في مذكراتها "أوراقي.. حياتي" صفحة "223" طبعة دار الهلال تقول: التقت عيوننا أنا واحمد ألحان خفية غير منطوقة تهز القلب" و"كان أحمد مملوءًا بالحلم الطفولي مثلي وكنت مثله". وتقول: "عيناه بلون العسل المصفي".
الجدير بالذكر أن الدكتورة مني حلمي هي ابنة الدكتورة نوال السعداوي الأديبة المثيرة للجدل باستمرار، وتخرجت مني في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة، وحصلت علي ماجستير من جامعة لندن بانجلترا، اسمها بالكامل "مني أحمد عبدالحميد حلمي" سابقاً .. أما الآن فاسمها "مني نوال حلمي" تحب العلوم الانسانية بكل أنواعها.. تكتب الشعر والقصص القصيرة.. ولها عدة مقالات.. خاصة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وبشكل أوضح المرأة العربية.. تربت ونشأت في بيئة والدتها التي تؤمن بالحرية دون التقيد حتى بالنصوص الدينية أو القرآن .
التعليقات (0)