محمد فريد أبو حديد (1893م - 1967م) كاتب مصري راحل له كثير من المؤلفات الشهيرة أشهرها كتاب صلاح الدين وعصره.
نشأته
ولد محمد فريد أبو حديد في الأول من يوليو عام 1893م بالقاهرة، وبدأ دراسته المضطربة في المكتب ثم المدرسة، إلي أن تخرج في سنة 1914م في مدرسة المعلمين العليا.
حصل على ليسانس الحقوق عام 1924م، عين مدرسا بالتعليم الحر ثم تدرج في وظائف التعليم بوزارة المعارف وعين عميدا لمعهد التربية بالقاهرة، تولى منصب سكرتير عام جامعة الأسكندرية عند انشائها عام 1942م ثم أصبح وكيلا لدار الكتب عام 1943م ثم وكيلا لوزارة التربية والتعليم فمستشارا فنيا للوزارة، واختير عضوا بمجمع اللغة العربية ومنح في عام 1952م جائزة الدولة في القصة.
اشتغل بالادب منذ تخرجه عام 1914م، وكتب في مجلات السفور والسياسة الأسبوعية والهلال، وكان من مؤسسى مجلة الرسالة ثم مجلة الثقافة في عهدها الأول حتى أصبح رئيسا لتحريرها، وقد اشترك محمد في إنشاء لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1914م، ثم في إنشاء الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية عام 1937م، وقد وكل إليه إنشاء التجربة التعليمية بقرية المنايل.
شارك أبو حديد في عدد من المؤتمرات مثل: مؤتمر التعليم الابتدائى بالقاهرة كما اشترك في مؤتمر التعليم الأولى في بومباى بالهند. كان أبو حديد عضوا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية كما تولى منصب مقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس حتى وفاته. كان مميزا بكتاباته وبحب اللغة العربية والادب العربى والتاريخ الإسلامي وأبطال وفرسان العرب وقد قال عنه الدكتور مهدى علام في مقدمة كتابه المجمعيون في خمسين عاما: تحية إلى الوداعة والسماحة، والعبقرية المعطاء، الجامعة بين أدب اللغة ولغة الأدب.
مؤلفاته
له العديد من المؤلفات منها:
أولا : في التاريخ والتراجم
صلاح الدين وعصره (1927)
السيد عمر مكرم (1937)
أمتنا العربية (دراسة تاريخية)
فتح العرب لمصر (ترجمة كتاب الفريد بتلر)
ثانيا: في القصـة
ابنة المملوك
صحائف من حياة
الملك الضليل امرؤ القيس
زنوبيا ملكة تدمر
أبو الفوارس عنترة بن شداد
المهلهل سيد ربيعة
آلام جحا
الوعاء المرمرى (سيف بن ذى يزن)
أزهار الشوك
أنا الشعب
مع الزمان (مجموعة قصص)
ثالثا: في قصص الأطفال (سلسلة"أولادنا")
عمرون شاه
كريم الدين البغدادى
آله الزمان (مترجمة)
نبؤة المنجم (مترجمة)
رابعا: في المسرحيةعبد الشيطان (مسرحية رمزية)
مقتل سيدنا عثمان
ميسون الغجرية
خسرو وشيرين (مسرحية في شعر مرسل مستوحاة من قصة الحب الفارسية الخالدة) عام 1934
ماكبث (ترجمة بالشعر الحر عن ويليام شكسبير)
هذا إلى جانب دراسات عديدة في اللغة والاساطير والادب والفلسفة بجانب اشرافه على بعض المجلات والدوريات ومشاركته مع كتاب اخرين.
الجوائز والاوسمة التي تقلدهاوسام الاستحقاق من الدرجة الثانية.
وسام الجمهورية من الدرجة الثانية.
جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963.
وفاته
توفى محمد فريد أبو حديد في 18 مايو عام 1967م عن عمر يناهز 74 عاما مخلفا مسيرة حياة حافلة بالانجازات والابداعات الادبية والمترجمات والابحاث التاريخية والقومية، وقد قررت قصصه على صفوف الثانوية ثم تنبهت الهيئة المصرية العامة للكتاب لاهمية أعماله وأنصفته بعد سنوات من الإهمال والنسيان وقد كادت أعماله تنسى ويطويها النسيان والضياع فبدأت في طبع أعماله الكاملة، وقد صدر منها للان جزءان فقط فنتعشم ان يكون بقية اعماله مطبوعة في متناول القارئ المصري خلال الأشهر القليلة القادمة.
من كتاب آلام جحا
إن كل صناعة اخرى وكل تجارة غير هذه المهنة أجدى على أي شاب يريد أن يحيا . فليكن طبيباً إذا شاء أو حجاماً أو منجماً ، فلن يزاحمه في صناعته إلا من كان له شيء من العلم بصناعته . فالناس يفتحون أعينهم ويسألون عن الطبيب قبل أن يسلموا إليه أبدانهم للعلاج ، ويسألون عن الحجام قبل أن يأذنوا له بأن يسيل الدم من عروقهم ، ويسألون عن المنجم قبل أن يعطوه أجرة تضليلهم . أو فليكن فقيهاً فإنها تجارة رابحة ولن يزاحمه فيها إلا من كابد مشقة الحفظ وأعمى عينيه طول القراءة ، أو فليكن خبازاً فالناس لا يتدسسون بين الخبازين إذا لم يكونوا قادرين في صناعة الرغيف . فليكن أي شيء من هذا أو غير هذا لأنه عند ذلك يصير صاحب حرفة محدودة معروفة ، لها قيود وفيها أسرار تمنعها عن الدخيل وتحميها من الدعي ........
على أن ولدي قد فهم من الأدب القشور وغاب عن اللباب . رأيته يوماً يشتري معجماً ثم رأيته يقبل عليه كلما وجد فراغاً فيحفظ من ألفاظه كل ما شذ واستعجم . وتعود بعد ذلك أن يستعمل تلك الألفاظ في كتابته وحديثه . وولع بعبارات يجمعها في قراءته من كل ما هب ودب من كتب هؤلاء المساكين المخدوعين الذين يحسبون أن الأدب لا يزيد عن طمس المعاني وإلقاء الألفاظ سحباً سوداء عليها تجعلها غامضة مبهمة . فإذا قرأ القارئ مثل هذه الكتب ولم يدرك منها معنى فلا يسعه غلا أن يتهم نفسه ويسيء الظن بفهمه ويدفعه اليأس إلا أن يقول مع القائلين إن هؤلاء الكتاب من نوابغ الأدب
من كتاب فتح العرب لمصر
التعليقات (0)