مواضيع اليوم

مائة أديب مصرى ( 49- 100) محمد فريد أبو حديد

الدكتور صديق

2011-05-26 19:14:06

0

محمد فريد أبو حديد (1893م - 1967م) كاتب مصري راحل له كثير من المؤلفات الشهيرة أشهرها كتاب صلاح الدين وعصره.

 

نشأته

ولد محمد فريد أبو حديد في الأول من يوليو عام 1893م بالقاهرة، وبدأ دراسته المضطربة في المكتب ثم المدرسة، إلي أن تخرج في سنة 1914م في مدرسة المعلمين العليا.

حصل على ليسانس الحقوق عام 1924م، عين مدرسا بالتعليم الحر ثم تدرج في وظائف التعليم بوزارة المعارف وعين عميدا لمعهد التربية بالقاهرة، تولى منصب سكرتير عام جامعة الأسكندرية عند انشائها عام 1942م ثم أصبح وكيلا لدار الكتب عام 1943م ثم وكيلا لوزارة التربية والتعليم فمستشارا فنيا للوزارة، واختير عضوا بمجمع اللغة العربية ومنح في عام 1952م جائزة الدولة في القصة.

اشتغل بالادب منذ تخرجه عام 1914م، وكتب في مجلات السفور والسياسة الأسبوعية والهلال، وكان من مؤسسى مجلة الرسالة ثم مجلة الثقافة في عهدها الأول حتى أصبح رئيسا لتحريرها، وقد اشترك محمد في إنشاء لجنة التأليف والترجمة والنشر عام 1914م، ثم في إنشاء الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية عام 1937م، وقد وكل إليه إنشاء التجربة التعليمية بقرية المنايل.

شارك أبو حديد في عدد من المؤتمرات مثل: مؤتمر التعليم الابتدائى بالقاهرة كما اشترك في مؤتمر التعليم الأولى في بومباى بالهند. كان أبو حديد عضوا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية كما تولى منصب مقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس حتى وفاته. كان مميزا بكتاباته وبحب اللغة العربية والادب العربى والتاريخ الإسلامي وأبطال وفرسان العرب وقد قال عنه الدكتور مهدى علام في مقدمة كتابه المجمعيون في خمسين عاما: تحية إلى الوداعة والسماحة، والعبقرية المعطاء، الجامعة بين أدب اللغة ولغة الأدب.

مؤلفاته

له العديد من المؤلفات منها:

أولا : في التاريخ والتراجم

صلاح الدين وعصره (1927)
السيد عمر مكرم (1937)
أمتنا العربية (دراسة تاريخية)
فتح العرب لمصر (ترجمة كتاب الفريد بتلر)
 

ثانيا: في القصـة

ابنة المملوك
صحائف من حياة
الملك الضليل امرؤ القيس
زنوبيا ملكة تدمر
أبو الفوارس عنترة بن شداد
المهلهل سيد ربيعة
آلام جحا
الوعاء المرمرى (سيف بن ذى يزن)
أزهار الشوك
أنا الشعب
مع الزمان (مجموعة قصص)
 

ثالثا: في قصص الأطفال (سلسلة"أولادنا")

عمرون شاه
كريم الدين البغدادى
آله الزمان (مترجمة)
نبؤة المنجم (مترجمة)
رابعا: في المسرحيةعبد الشيطان (مسرحية رمزية)
مقتل سيدنا عثمان
ميسون الغجرية
خسرو وشيرين (مسرحية في شعر مرسل مستوحاة من قصة الحب الفارسية الخالدة) عام 1934
ماكبث (ترجمة بالشعر الحر عن ويليام شكسبير)
هذا إلى جانب دراسات عديدة في اللغة والاساطير والادب والفلسفة بجانب اشرافه على بعض المجلات والدوريات ومشاركته مع كتاب اخرين.

الجوائز والاوسمة التي تقلدهاوسام الاستحقاق من الدرجة الثانية.
وسام الجمهورية من الدرجة الثانية.
جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963.
وفاته

توفى محمد فريد أبو حديد في 18 مايو عام 1967م عن عمر يناهز 74 عاما مخلفا مسيرة حياة حافلة بالانجازات والابداعات الادبية والمترجمات والابحاث التاريخية والقومية، وقد قررت قصصه على صفوف الثانوية ثم تنبهت الهيئة المصرية العامة للكتاب لاهمية أعماله وأنصفته بعد سنوات من الإهمال والنسيان وقد كادت أعماله تنسى ويطويها النسيان والضياع فبدأت في طبع أعماله الكاملة، وقد صدر منها للان جزءان فقط فنتعشم ان يكون بقية اعماله مطبوعة في متناول القارئ المصري خلال الأشهر القليلة القادمة.

 

من كتاب آلام جحا


 

 


إن كل صناعة اخرى وكل تجارة غير هذه المهنة أجدى على أي شاب يريد أن يحيا . فليكن طبيباً إذا شاء أو حجاماً أو منجماً ، فلن يزاحمه في صناعته إلا من كان له شيء من العلم بصناعته . فالناس يفتحون أعينهم ويسألون عن الطبيب قبل أن يسلموا إليه أبدانهم للعلاج ، ويسألون عن الحجام قبل أن يأذنوا له بأن يسيل الدم من عروقهم ، ويسألون عن المنجم قبل أن يعطوه أجرة تضليلهم . أو فليكن فقيهاً فإنها تجارة رابحة ولن يزاحمه فيها إلا من كابد مشقة الحفظ وأعمى عينيه طول القراءة ، أو فليكن خبازاً فالناس لا يتدسسون بين الخبازين إذا لم يكونوا قادرين في صناعة الرغيف . فليكن أي شيء من هذا أو غير هذا لأنه عند ذلك يصير صاحب حرفة محدودة معروفة ، لها قيود وفيها أسرار تمنعها عن الدخيل وتحميها من الدعي ........
على أن ولدي قد فهم من الأدب القشور وغاب عن اللباب . رأيته يوماً يشتري معجماً ثم رأيته يقبل عليه كلما وجد فراغاً فيحفظ من ألفاظه كل ما شذ واستعجم . وتعود بعد ذلك أن يستعمل تلك الألفاظ في كتابته وحديثه . وولع بعبارات يجمعها في قراءته من كل ما هب ودب من كتب هؤلاء المساكين المخدوعين الذين يحسبون أن الأدب لا يزيد عن طمس المعاني وإلقاء الألفاظ سحباً سوداء عليها تجعلها غامضة مبهمة . فإذا قرأ القارئ مثل هذه الكتب ولم يدرك منها معنى فلا يسعه غلا أن يتهم نفسه ويسيء الظن بفهمه ويدفعه اليأس إلا أن يقول مع القائلين إن هؤلاء الكتاب من نوابغ الأدب
 

 

من كتاب فتح العرب لمصر


 


ألف الدكتور ألفريد ج. بتلر هذا الكتاب منذ ثلاثين عاما، وعرفته منذ عشرين، فكان من الكتب التي خلفت في نفسي أثرا كبيرا، يمتزج فيه الإعجاب والتقدير بالرغبة في أن تتملك اللغة العربية بحثا قيما مثله، والأسف على أن يخلو تراثنا الأدبي من كتاب نظيره. وأي شيء أعجب من أن تكون لغتنا العربية وأن يكون الفتح العربي حدا فاصلا في تاريخنا يفتح صفحة جديدة في حياتنا، ثم مع هذا لا نجد وصفا عربيا لذلك الفتح يمكن أن يعتد على دقته، ويوثق بتحريه، فكانت النفس تتطلع إلى ضم كتاب الدكتور بتلر إلى ثروتنا الأدبية..... ثم أتيح لي أن أحقق ذلك الحلم بأن ناطت بي لجنة التأليف والترجمة والنشر ترجمة ذلك الكتاب الذي اختارته من بين الكتب القيمة التي تسعى أبدا في إظهارها ونشرها.... وأرى أن هذا مكان لائق لكلمة أقولها عن تلك اللجنة المباركة التي لم تقف خدماتها عند حد سياسي ولا عند وطن بل كانت خدمتها للناطقين بالعربية أجمعين، بادئة بالكنانة المحروسة، مصرنا المحبوبة، ولو كنت من غير أعضاء لجنة التأليف لوجدت مجال القول فسيحا... كان من حق هذا الكتاب أن ينقل إلى العربية منذ ظهر فإنه يسد ثلمة في تاريخ العرب ما كان لها أن توجد، وما كان أجدر بأن ينقله إلى العربية مصري، إذ أن الكتاب يتعلق بتاريخ مصر.

فمؤلف الكتاب معجب بالعربي ومعجب بالقبطي، فهو يذكر حوادث التاريخ ذكر القاضي الناقد، لا يعبأ أين تميل به الحجة، لأنه لا يقصد إلى نصر فئة ولا الدعاية لشعب، بل يذكر ما كان في الماضي، ويوضح ما فيه من المسائل من غير أن تكون في نفسه مرارة، أو أن يكون في حكمه زيغ. فهو إن رأى الحجة مع العرب أبان عنها بيانا شافيا، وإن رأى الحجة مع القبط كشف عنها كشفا صريحا، وفي نفسه سرور الباحث عن الحقيقة إذا وفق إلى كشفها، إذ ليس في قلبه ما يسخطه على تلك الحقيقة إذا هي تبدت في جانب دون جانب... فالمصريون في هذه الأيام يستطيعون أن ينظروا إلى الماضي نظرة إلى تاريخ جرت حوادثه جريانا طبيعيا، ساقتها إليه الظروف التي كان لابد من أن تسوقها فيه... كان للمؤلف فضل التعرض لبعض مفتريات التاريخ وكانت شائعة بين الناس يأخذونها تلقفا بغير تمحيص، وطالما كانت المفتريات عضدا لمن أراد البغي على المصريين... وإليك مثلين لتوضيح ذلك، فقد تناول في أول بحثه مسألة طالما رددها المؤرخون وهي اتهام المصريين القبط بأنهم كانوا دائما يرحبون بالغزاة الأجانب، وقد أظهر المؤلف... وكذب ما ادعاه المغرضون من المؤرخين، وخلص إلى أن القبط إنما كانوا أمة شاعرة بوجودها متماسكة فيما بينها مستمسكة بمذهبها الديني، وقد اتخذت ذلك المذهب الديني رمزا لاستقلالها، فضحت في سبيله بكل شيء، وكانت، وهي تفعل ذلك، تحافظ على استقلالها وشخصيتها من أن تندمج في أمة أخرى، ولكن المؤلف أظهر أن تلك الأمة التي حافظت تلك المحافظة على شخصيتها، لم تكن لترضى بأن تفتح ذراعيها لسيد جديد وتقف معه في وجه السيد القديم، بل كان كل ما فعلته أن بقيت مكانها لا تحرك ساكنا برغبتها، تاركة ميدان النضال بين المتنافسين، إذ لم يكن لها مصلحة في الدفاع عن سيد أذاقها مر العذاب في محاولته القضاء على استقلالها، وهكذا أظهر الموقف أمة القبط في ثوب العزة والأنفة ورمى عنها ما كان المؤرخون قد ألقوه ظلما عليها من التهم الشنيعة... ولكن هذه الروح العادلة التي حدت بالمؤلف إلى نصرة الحق في جانب أمة القبط، حدت به كذلك إلى نصرة الحق في جانب أمة العرب، فلم يحاول أن يخفي من فضائلها شيئا... ترى إعجابه بقائد القوم عمرو بن العاص، كما ترى إعجابه بروح البساطة والطهارة التي كان عليها غزاة العرب إذ ذاك، ثم نراه تعرض لمسألة خاض فيها المؤرخون المتأخرون ووجدوا فيها سبيلا للطعن في سيرة العرب، وهي إحراق مكتبة الإسكندرية، فأبان هناك عن الحق، راجعا إلى أسانيد التاريخ، حتى أظهر أن العرب عندما غزوا الإسكندرية لم يجدوا هناك مكتبة كبرى، إذ كانت مكاتب تلك المدينة قد ضاعت ودمرت من قبل غزوتهم بزمن طويل.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !