مواضيع اليوم

مائة أديب مصرى ( 25- 100) محمد المخزنجى

الدكتور صديق

2011-05-23 04:37:21

0

ولد الدكتور محمد المخزنجي في المنصورة عام 1946 ودرس الطب في جامعتها، ثم حصل على درجة الاختصاص العالي في الطب النفسي وعلى دبلوم إضافي في "الطب البديل" من أوكرانيا. هجر الممارسة الطبية وعمل محررا علميا لمجلة العربي الكويتية، فمستشارا لتحريرها في القاهرة. هو الآن كاتب حر له مقالة أسبوعية في جريدة الشروق منذ صدورها الأول عام 2009. إضافة لكونه أديبا مرموقا له سبعة كتب قصصية ورواية وريبورتاج عن كارثة تشيرنوبل، وكتابان في الأدب البيئي للأطفال وكتاب إليكتروني في أدب الرحلات. حاز المخزنجي على جائزة أفضل كتاب قصصي صدر في مصر عام 1992، وجائزة ساويرس لكبار الكتاب في القصة عام 2005. كما أنه رجل مشهود له من قرائه ومحبيه بالوطنية والانتماء وحب العروبة والإسلام

من مؤلفاتهرشق السكين.
لحظات غرق جزيرة الحوت 1996.
سفر 1990.
حيوانات أيامنا 2007.
أوتار الماء (حازت على جائزة مؤسسة ساويرس لأفضل مجموعة قصصية نشرت ما بين عام 2002 وعام 2004).
البستان
الآتي
الموت يضحك
حكايات بيتنا الأرض: كتاب يجمع عدد من المقالات التي كتبها في باب "بيتنا الأرض" في مجلة العربى الصغير، وهو يناقش مايفعله الإنسان ببيئته, بعضاً من طرائف العلم وأحدث ما استُحدث في علم الطبيعة.
كتاب - الطب البديل
كتاب إليكتروني عنوانه: جنوبا وشرقا
حصل على جائزة الأدب المصري لكبار كتاب القصة القصيرة عام 2005.

 

عنوان الكتاب: حيوانات أيامنا ( كتاب قصصي )

المؤلف: د. محمد المخزنجي

الناشر: دار الشروق

عدد الصفحات: 128



 

--------------------------------------------------------------------------------


نبذة

غزلان قادرة على الطيران تتبخر، وأسماك تميز الشعر في رنين الصوت. أفيال متبتلة للماء يجتاحها الجنون، وخيول تميتها الرتابة ويحييها الحلم. دببة تفقد أسنانها في عشق النساء، وجواميس تتفجر في غمرة النور. فراشات بحر تغري وتغوي، وأتن يشعل حليبها محارق التاريخ. إنها ليست مجرد حيوانات، بل حيوات، تتجاور مثل شظايا المرايا فتعكس صورة متسعة لإنسان اللحظة، تهمس أو تصرخ بالرؤى، مستلهمة وحدة التوليف في كتب التراث، ومفارقة باستخدام تقنيات الكتابة القصصية في لغة العصر. مجموعة قصصية رائعة ومؤثرة لأحد أفضل كتاب القصة في العالم العربي الآن الدكتور محمد المخزنجي.

 

ملخص الكتاب

الحيوانات، "مخلوقات الله" بعبارة الراوي في قصة "الأفيال ترتوي" (انظر الكتاب، ص 113)، يتكافأ حضورها في عالم/عوالم قصص الكتاب وحضور الشخصيات من البشر. يرتكز عدد كبير من القصص علي نوع من الموازاة بين الحيوان والإنسان، فتلوح للحيوانات أدوار فاعلة في الأحداث القصصية، ويتم التعامل معها بالاهتمام والاحتفاء نفسيهما بالشخصيات الإنسانية. وفضلا عن "مدخل" الكتاب المعنون "لمحتان"، المقتطع من (كتاب الحيوان) للجاحظ، الذي يتوقف عند بعض التباينات التي يراها الناس في هذه المخلوقات المتنوعة من ناحية، وعند بعض الأواصر التي تصل بينهم وبين هذه المخلوقات من ناحية أخري؛ حيث فرق الله بين الحيوانات "في عيون الناس، وميزها في طبائع العباد، فجعل بعضها بهم أقرب شبها، وجعل بعضها إنسيا، وجعل بعضها وحشيا"، والذي يؤكد من ناحية ثالثة أن الإنسان؛ "العالم الصغير سليل العالم الكبير"، "يأكل اللحم والحب، ويجمع بين ما تقتاته البهيمة والسبع"، "فيه صولة الجمل، ووثوب الأسد، وغدر الذئب، وروغان الثعلب...إلخ"، "وربما وجدوا فيه، مما للبهائم والسباع، خلقين أو ثلاثة" (الكتاب، ص 5).. فضلا عن هذا المدخل، فإن كل عناوين النصوص القصصية التالية بالكتاب تتضمن إشارات إلي حيوانات (غزلان ـ مهر ـ جراء ـ سمكات ـ بغال ـ خيول ـ جواميس ـ أرانب ـ فيل ـ أتن ـ دببة)، كما أن هذه النصوص نفسها يتم تشييدها علي التقاطات تستكشف جوانب خفية من عالم الحيوان، وتنطلق من رؤي تنتمي أحيانا إليه، وتستطلع أرضا مجهولة، مشتركة، للتجاور والتقارب بينه وبين عالم البشر.

يسوق الراوي في قصة "الأتن" عبارة واضحة تؤكد أن اهتمامه الراهن بعالم الحيوان قد حجب اهتمامه القديم بعالم البشر: "اتجاهي (...) بات معروفا للكافة في السنوات الأخيرة، وهو عدم الاهتمام ـ شبه المطلق ـ بعالم البشر، والاستغراق في الاهتمام بعالم الحيوان" (الكتاب، ص 82)، وهذا "الاستغراق" يقترن في كثير من قصص الكتاب بتعاطف صريح مع الحيوانات التي أجبرت قسرا علي القيام بمهام وأدوار سلبتها كينونتها أو سجنتها في كينونة مغايرة لطبيعتها الفطرية؛ إذ تحولت إلي محض أداة للاستغلال القاسي من البشر أو وسيلة مؤلمة لتسليتهم. في قصة "دببة بيضاء/ دببة سوداء" يرصد الراوي المتكلم كيفية ترويض الدببة بعد نزع أسنانها ومخالبها؛ حيث" يتحول الدب إلي طفل مقهور أو شيخ كسير" (الكتاب، ص 100)، وبهذا الترويض ـ فيما يقول الراوي نفسه ـ "يتحول دب الهيمالايا الفاتك الأسود إلي مسخرة، لكنها مسخرة موجعة للقلب حينما يمعن الإنسان في دقائقها" (الكتاب، ص 101). هذا الاهتمام الراهن الأخير، وهذا التعاطف الظاهر الصريح، يصوغان نظرة جديدة، حانية وحادبة، تحتوي الإنسان والحيوان معا في وجود متكافئ؛ فيتجاور حضور منظور الإنسان في بعض القصص مع حضور منظور الحيوان في قصص أخري (في القصة الأولي "غزلان"، مثلا، يوازي الراوي شخصيات المنتصرين من "المارينز": "دخل المارينز القصر بعد ليلة طويلة من برق القصف..إلخ" ـ ص 7، وفي القصة التالية مباشرة، "المهر"، يوازي نظرة ذلك الحيوان الصغير: " ورآه (المهر رأي ابن الرئيس). يضرب مرة سائسا ..إلخ" ـ ص 9 ـ و"رأي (المهر أيضا. نفسه يجري مع أمه موثوقين معا في حبل مربوط بمؤخرة سيارة" ـ ص 10 ـ (وهذا التشديد وكل التشديدات التالية من عندنا)، كما قد يتجول السرد في القصة الواحدة متنقلا بين المنظورين، الإنساني والحيواني، بحرية كاملة (في قصة "دببة بيضاء/ دببة سوداء" ينتقل الراوي من منظور الراوي المشاهد:"مدهشة طريقة اصطياد الدببة في الهند.. إلخ" ـ صفحة 98، إلي المنظور المرتبط بالدببة نفسها في الصفحة التالية: "وطويلة هي الرحلة التي تقطعها الدببة السوداء قادمة من ذري هضبة التبت (...) مودعة بريتها المطلقة ..إلخ"). كذلك، في هذا المنحي الذي يحتفي بمثول هذين العالمين معا، يبدأ بعض القصص بوقائع تتصل بالبشر، وتبدأ قصص أخري بأحداث ترتبط بالحيوان، كما يشير السرد دونما تمييز إلي "جمع" من "كائنات" تنتمي إلي العالمين معا (:"تلك الحلقة التي أحاطت بنا كسوار كثيف من الحيوانات والبشر" ـ الكتاب، ص 93)، وفي غير موضع يصل التقارب بين العالمين إلي نوع من التداخل؛ فتسمي بعض الحيوانات بأسماء الناس (انظر الكتاب صفحات 106، 113، 114)، وينتاب الجميع إحساس واحد ويقومون بأفعال أو بردود أفعال واحدة؛ يأتي ـ مثلا ـ "ابن الرئيس" إلي "مضمار القصر" فـ"يرتعش السياس وترتعش الخيول" (الكتاب، ص 9)، ويتواصل أحد الأطباء ـ وهو غير بيطري ـ وحصانا مكتئبا منهكا، ساقطا علي الأرض مشرفا علي الموت، تواصلا خفيا، حميما ورهيفا، عبر لغة الكلام والملامسة والغناء: "إيه يا حصان يا عبيط.. لك حياة واحدة وتريد أن تموت (...) مكثت أمسح علي عنقه براحتي (...) وواصلت نشيدي وتمسيدي وكأنني أنشد لنفسي وأمسد روحي (...) وإذا بالحصان يهم من رقدته الثقيلة، يعتدل ويلم قوائمه وينفض رأسه، كأنه يصحو من نوم عميق" (قصة "اكتئاب الخيول"، ص 49)، بل ويتجسد نوع من النزوع الحسي الذي يرتد خلاله الإنسان ـ امرأة هنا ـ إلي حيوانيته الخالصة: "وجدت المرأة جسدها محوطا به (بالدب).، الجسدية في عرامتها الحارقة، لا رديف الحيوانية المشتعلة بل الحيوانية نفسها، خلاصة الرغبات الوحشية وقد وجدت لنفسها مكانا حارا في غابة النفس الإنسانية الكثيفة المتشابكة" (الكتاب، ص 104). ولا يقتصر الأمر هنا علي "تعليق" الراوي الخارجي علي إحساس يتقاسمه هذان الكائنان، أو علي "تحليله" لهذا الإحساس، بل يمتد لرصد "وقائع" تعبر عن تواصل حقيقي، يخترق الحدود ويجتاز المسافات، بين الكائنين، الحيوان والإنسان معا؛ الدب يتوقف "رافعا إليها عينيه الصغيرتين المغشاتين بالرغبة..إلخ"، "يقف عند قدميها، وهو لا يبصر غير أنثي لدنة منطرحة علي الأرض عند قدميه"، كأنه "مراهق بشري يجمد إذ تنفتح أمامه فجأة أبواب فرصة لا يصدق حقيقة وجودها" (الكتاب، ص 102 و ص 103 علي التوالي) والمرأة التي أرعبها هذا الدب، ثم باغتها حنانه الدافق، سوف تستغني عن عالم البشر ـ الذين سيصمونها بالجنون ـ لتكتشف أعماقها المطمورة، ولتعثر علي ذاتها، وربما علي سعادتها، مع الدببة التي تغدو عائلتها ومجتمعها البديل.

في نفي المسافة بين العالمين، ينزع بعض القصص إلي إعادة النظر في مظاهر "التحضر" التي فارقت بين الإنسان والحيوان، أو ميزت الأول عن ـ أو علي ـ الثاني بتراتب يبدو مجحفا أحيانا؛ فيشار إلي سلوكات تتسم بالرقي يتحلي بها بعض الحيوانات. الأفيال، مثلا، في ورودها الماء، تلتزم بـ"آداب" و"قواعد" واضحة التهذيب؛ حيث توزع نفسها بهدوء حول بركة الماء، الأمهات في الصدارة، والصغار إلي جوار أمهاتهم، بينما الذكور في الأطراف؛ وبعد أن تشرب الأم الكبري ويشرب الصغار يتراجعون عن الماء، فتأتي الأمهات الشابات، "يكررن ما صنعت (الأم الكبري).، ينفخن سطح الماء لتنظيفه، ولا يبادرن بالشرب، بل يدعن الصغار يشربون أولا"، وبعد أن تشرب الأمهات والصغار يتقدم "الآباء والذكور أخيرا" ليشربوا (الكتاب، ص 122). وعند صدور الجميع عن بركة الماء يتراجعون بطريقة يضاهي الراوي بينها وبين "تراجع البشر عند انصرافهم في بلاط السلاطين والملوك"، حيث لا يولون ظهورهم للماء وإنما يتراجعون بظهورهم إلي أن يبتعدوا مسافة. وسلوك الفيلة هنا ينم عن أدب حقيقي فيما يومئ الراوي؛ "كأنهم يعبرون عن الامتنان لتلك المنحة الرقراقة" (الكتاب، ص 123)؛ وفي هذا كله ما يكشف نظاما دقيقا، راقيا، مشيدا علي احترام قيم الأمومة وكبر السن والضعف، ولعل هذا يثير التأمل في سياق آخر خلاله كان بعض "الآدميين" يتباهون بتكالبهم وتصارعهم علي ورود الماء في غير نظام، أو في نظام مبني علي منطق القوة وحدها (نستطيع أن نتذكر هنا بيت عمرو بن كلثوم:

ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا

 

كذلك تنهض (حيوانات أيامنا) في تجسيد عالمها علي مجموعة من التقنيات المتنوعة، التي تتردد وتتكرر في القصص كأنها "تيمات" Themes ثابتة.

من هذه التقنيات التقابل بين ما هو معتاد وما هو استثنائي علي مستوي الأحداث؛ إذ تتوقف الواقعة القصصية عند حدث استثنائي يقطع أحداثا معتادة، سابقة علي هذا الحدث وممتدة فيما بعده. في قصة "جنادب نحاسية" تبدأ الوقائع بحدث استثنائي؛ إذ يسمع الراوي المتكلم صوت جنادب في النهار: "صرير جنادب في النهار؟! ساءلت نفسي مستغربا وأنا أهرول، وأبطأت حين أدركت أن الصرير ينبعث من فوق طاولات باعة الرصيف..إلخ" (الكتاب، ص 14)، وتأسيسا علي فعل توقف الراوي وشرائه جندبين سوف تترتب وقائع القصة كلها. وفي قصة "كان يطارد فراشة في البحر" يرقب الراوي المشهد المعتاد المألوف للبحر "وقت خلو الشاطئ من البشر في الصباح الباكر، قرب الفجر، وعندما يكون البحر في نهايات الجزر". ويقطع هذا المشهد المعتاد مشهد استثنائي؛ رجل علي كرسي متحرك يخوض في الماء ثم يوغل فيه (انظر الكتاب، ص 23)، وهذا المشهد الاستثنائي يمثل فاتحة لوقائع القصة كلها. وفي قصة "بغال" يشير الراوي إلي استيقاظ "العريف فرحان" "مبكرا كعادته"، ثم يؤكد أنه صحا "هذه المرة غير فرحان". وطريقة استيقاظ "فرحان"، المختلفة "هذه المرة" عن سابقاتها، ترتبط ارتباطا وثيقا بالوقائع الاستثنائية التي سوف تتوقف القصة عندها، أو فيما قبلها مباشرة؛ حيث جاءه الأمر غير المسبوق بإعدام المهربين الذين كانت "الأوامر"، من قبل، تسمح لهم دائما بالمرور (انظر الكتاب، ص 37 و 38 وما بعدهما). وفي قصة "الأتن" تبدأ الوقائع بزيارة غير معتادة وبمشهد غير مألوف: "ثمة شيء غير عادي كنت أستشعره في الزائر الغريب، وكأن طيفا من ضوء أزرق شديد الخفوت يمس بشرته الخافتة مسا خفيفا..إلخ" (انظر الكتاب، ص 81 وما بعدها)، وهذا الزائر الغريب سوف يقود الراوي في رحلته العجيبة، التي تمثل الوقائع الأساسية في القصة.. وهكذا. وتوقف القصص، في وقائعها الرئيسية، عند ما هو استثنائي، يمثل بعدا أساسيا من أبعاد العالم الذي تستكشفه هذه القصص في العلاقة بين البشر والحيوانات، وهو عالم يحتفي دائما بما يثير الدهشة ويفاجئ التوقع.


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !