إذا استطعت أن تخلق لك مسافة بين السماء والأرض فافعل،تلك المسافة القابضة على فراغين تحتويك بزخم من الذكريات قد لا يتجدد ذات ليل يتمادى فيها الولع حتى يغدو نارا في روحك تتقد باحثة عن منفذ للهواء.
وإن واتتك الفرصة للاقتراب من السماء حد قراءة التفاصيل فافعل،في الشتاء ..يحلو للشتاء.. ارتداء حلّة الإغراء الذاهب بك نحو الأرحب من الفضاء،واستمع إلى أحاديث الروح وهمسات الخلايا النابتة في ضلوعك تلك الضلوع المكتنزة بمواجع لايعرف أسرارها سوى ليل طويل جدا،جدا.
وإذا ما أهدتك الأيام فرصة حقيقية للذهاب قليلا نحو الماضي القريب ،فاختر قبلتك أقرب مكان للأرض،وأبعد هنيهة عن سماء،خاطِب :النقطة الفاصلة بينهما وتذكر حكايا قديمة سكنتك منذ نعومة الألم،وما زالت غافية في الروح حتى يبزغ قمر،،وأي قمر.
وإن صفا ذهنك فأطفئ الأنوار المستعارة،واذهب ببصرك نحو القمر ستجده مبتسما والسماااء صافية كقلب طفل صغير،مد يدا نحوه إنه ينتظر ليتواشج مع اللحظة فيبوح بالسر الكبير،ويغزل لك نظرة حانية ،غافية على غيمة،لفرط شجوها ما برِحت تكتب شعرا،وتنام.وانظرها تخجل حين يعيدها إليك مغسولة بحلم،بك يذهب بعيدا نحوالصرخة الأولى للحياة،لتبتسم ،فابتسم.
وإن جاءت بك صدفة نحو حكاية قديمة فاستمع،إنها أنت ذات لحظة كنت ترتع فيها مرِحا، يافعا،يانعا.لاشئ يشغلك سوى ابتسامة تنثرها هنا وفرحة تعيشها هناك،اقتنص الحالة ،إنها نادرة الحدوث ،واستمع : بإنصات إلى دقّة قلب،ونأمة حب،كن مستمعا جيدا لاتترك للتفاصيل فرصة الهرب منك كي لا تهرب الابتسامة،إنها رهانك الأخير.
وإن بعد كل هذا... شعرتَ برغبة في البكاء،انتحب،اغسل الروح بدمع ٍ طاهر،وكن محلّقا ،واضحا،صريحا،صريعا من نوع فريد خالص النقاء،وابتسم تلك هي الحياة
التعليقات (0)