مواضيع اليوم

مؤشرات قوية على تحول دراماتيكي في الموقف الروسي من "إيران نووية"!

ممدوح الشيخ

2009-12-02 17:03:16

0


على طريقة "دوام الحال من المحال":
مؤشرات قوية على تحول دراماتيكي في الموقف الروسي من "إيران نووية"!
مصدر روسي: مستعدون لفرض عقوبات على إيران "تفوق التوقعات"

بقلم/ ممدوح الشيخ

 

مؤشرات قوية متلاحقة ترسم صورة جديدة مغايرة تماما للموقف الروسي من المشروع النووي الإيراني، قد يكون التقارب الأميركي الروسي الذي صاحب وصول أوباما للبيت الأبيض أحد العوامل المؤثرة في هذا التغير، لكن يبدو بالقدر نفسه أن روسيا بدأت توازن بشكل مختلف بين مكاسبها الاقتصادية (المباشرة) من بيع التكنولوجيا النووية لإيران ومكاسبها السياسية (غير المباشرة) المتمثلة في الموقف الإيراني المعارض للمصالح الإيرانية. وقد أصبح في الكفة أخرى الخوف من تداعيات امتلاك إيران سلاحا نوويا على مصالح روسيا نفسها، والحديث "العلني" عن رغبتها في استخدمه – حال الحصول عليه – في بناء "إمبراطورية فارسية"!
المؤشر الأهم تمثل في تصريح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس (10 – 6 – 2009) بأن أفاق التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال الدفاع المضاد للصواريخ "تحسنت بعض الشيء" على خلفية قلق موسكو من تصاعد التهديد الإيراني. وكشف جيتس عن خطأ التقديرات الروسية لقدرت إيران العسكرية قائلا إن بوتين كان في السابق غير متفق مع الرأي القائل إن إيران قادرة حتى عام 2020 على تصنيع صاروخ يستطيع الوصول إلى أوروبا الغربية والجزء الأكبر من أراضي روسيا الاتحادية، وأكد جيتس أن الجانب الروسي أقر بصواب موقف الولايات المتحدة تجاه التهديد الإيراني
وتشير التطورات الأخيرة – بحسب المراقبين – إلى أن كلا الطرفين حاول استخدام الطرف الآخر لتمرير أجندته الخاصة، ففي مقابل الأهداف الروسية من استخدام "الورقة الإيرانية" كان إيران تريد استخدام الشراكة مع روسيا كعنصر طمأنة للغرب وقال مسئول إيراني إن "قيام مشروع مشترك مع روسيا سيخفف حالة انعدام الثقة العالمية" بشأن البرنامج النووي بعدما قال تقرير لوكالة الطاقة الذرية إن إيران تسير بسرعة في برنامجها لتخصيب الوقود النووي مع إمكانية صنع قنابل نووية.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها قال تقرير عن معهد الشرق الأوسط بموسكو نشر قرب نهاية مايو 2009 إن هدف إيران من إنتاج الأسلحة النووية تحولها لـ "دولة فارسية" تشكل قوة إقليمية جديدة. و قال التقرير إن الفرس – على عكس العرب – يتصفون تاريخيا بذهنية ميالة للتحول إلى "إمبراطورية" ولعب أدوار تبشيرية في المنطقة. ومضي إيران بإنتاج أسلحة نووية أو الإيحـاء بذلك يهدف لتوفير ضمانات أمنية تحول من تعرضها لأي هجوم أو ضغط خارجي. بل إن التقرير يكشف عن حقيقة خطيرة هي أن محطة بوشهر الكهروذرية تعد ستكون "درع حماية" لأن توجيه ضربة صاروخية لها عندما تبدأ بالعمل ينطوي على مخاطر كارثة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط تضاهي كارثة تشيرنوبيل واستبعد التقرير قبول هذا الوضع لا عربيا ولا أوروبيا.
وتدرك إيران استحالة تحولها لقوة إقليمية دون التكنولوجيات الغربية فهي بالأساس تعتمد على أسواق الغرب لتصريف النفط والغاز والحصول على العملة الصعبة، وبالتالي فإن أي انعزال سيلحق ضررا بالغا بالاقتصاد. والمشكلة الحقيقية هي في قناعة القيادة الإيرانية الحالية بأن الأسلحة النووية وحدها كفيلة بضمان هذا الأمن "ولتكن أسلحة نووية غير متطورة، ولتكن أسلحة بدائية ولكنها نووية"
وفي ظل هذا التحول في الموقف الروسي من المشروع النووي الإيراني تتزايد التوقعات باتفاق روسي أميركي لفرض عقوبات على إيران، وحسب مصادر روسية فإن موسكو ألمحت خلال الأيام القليلة الماضية إلى استعدادها لإبرام اتفاق مع واشنطن يفضي إلى مزيد من العقوبات على إيران يفوق التوقعات!
وعلمت "الوطن العربي" من مدير لجنة حزبية تدرس السياسة الأميركية تجاه روسيا ديمتري سايمز أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نبه أمامها "بلغة واضحة" إلى الخطر من نجاح إيران في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء وربطه ببرنامج طهران النووي. وحسب المصدر نفسه قال ميدفيديف إن ذلك "يظهر المدى الذي بلغت إليه الطموحات النووية الإيرانية، وأنه يشعر بقلق شديد إزاء ذلك".
بل إن الرئيس الروسي يرى "أن ذلك يشكل تحديا جليا للمصالح الروسية والأميركية على السواء، وقال إنه يرغب في أن يعمل البلدان معا لمواجهة هذا التحدي".
وبعد أن كان الروس يستخدمون الورقة الإيرانية للحصول على مكاسب من أميركا في العلاقات الثنائية أصبح الروس مقتنعين بأن إحراز أي تقدم حيال القضية الإيرانية من شأنه المساعدة في إزالة مشكلة أخرى تعترض العلاقات الأميركية الروسية، وهي الخطط الأميركية لبناء درع صاروخي في أوروبا الشرقية. وهكذا فإن القادة الروس أصبحوا يبدون اهتماما بعقد صفقة إستراتيجية مع واشنطن، ولكن "إذا كان عليهم أن يضحوا بعلاقتهم بإيران فإنهم سيختارون تحسين العلاقة مع واشنطن"!.
ومن ناحية أخرى تحاول إيران مواجهة التحول في الموقف الروسي بورقة فتح أبواب منظمة أوبك لروسيا ما يمكن أن يشكل أفقا جديد لتحالف روسي إيراني يقود سوق النفط العالمي، ما يعني ضربة قوية للمصالح الأميركية واختراقا روسيا لا سابقة له لمناطق نفوذ أميركية تاريخية.
وفي هذا الإطار فإن المحلل السياسي "مير جافندافار" (إيراني المولد يدير مجموعة "ميباس" المتخصصة في تحليل شئون الشرق الأوسط، وقد شارك مع الصحفي الإسرائيلي "يوسي ميلمان"، في تأليف كتاب بعنوان: "أحجية طهران النووية: محمود أحمدي نجاد ودولة إيران") يرى أن حقيقة أن روسيا وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط ليست عضوًا بمنظمة يشير إلى حجم التأثيرات المحتملة لعضويتها فيها، وأهمها أن يؤدي مجددًا إلى قفزة في أسعار النفط. وهذا جيد بالنسبة لإيران. فارتفاع أسعار النفط يعني لإيران اقتصادًا قويًا وتعزيزًا لفرص الرئيس "محمود أحمدي نجاد" في انتخابه مجددًا. ويؤكد جافندار الصلة بين هذه الخطوة والملف النووي الإيراني، ذلك أن "انضمام روسيا لأوبك سيعزز موقف طهران في مواجهة واشنطن، فيما يتعلق بالمحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وبعضوية "أوبك" فإن روسيا ستعتمد على نحو متزايد على إيران، ليس فقط فيما يتعلق بصادراتها من السلع ولكن أيضًا فيما يتعلق بتعاونها بشأن مسائل هامة مثل تحديد حصص الإنتاج. وتتطلع طهران إلى إمكانية استخدام مثل هذا النفوذ في العمل على مواصلة برنامجها النووي في الوقت الذي ستتفادى فيه أي زيادة محتملة في العقوبات المفروضة عليها. وفي المحصلة فإن حصول روسيا على عضوية منظمة "أوبك" لن يكون فقط نجاحًا آخر لموسكو، بل قد تكون له آثارًا جانبية مزعجة بمساعدته لبرنامج إيران النووي وتعزيز دعم طهران لكلٍ من "حماس" و"حزب الله".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !