مواضيع اليوم

مؤسسة البلطجة النظامية

محمد سلطان

2011-02-04 11:45:44

0

 

تتكرر كلمة "البلطجة" و"البلطجية" كثيراً هذه الأيام ، خاصة إذا تعلق الأمر بممارسات غير شريفة وغير قانونية للنظام المصري بشكل خاص .
والكثير من ساكني المغرب العربي وغيره من الدول العربية البعيدة عن تخوم مصر قد لا يستقيم عندهم المعنى الحقيقي للفظة بلطجة لأنها ببساطة غير مستعملة في اللهجات المغاربية ، و لعل الكتاب المصريين هم أول من أضافوها إلى كتاباتهم في الصحف والمجلات التي نقرؤها لكن دون تحديد معنى منضبط وواضح للكلمة .
وقد استعملت اللفظة للدلالة على عصابات من المهمشين، ومن المجرمين وأصحاب السوابق من اللصوص تستعملهم أجهزة النظام المصرية لترويع الناس وإخافتهم رغبة من الأخيرة تمرير مشروع أو ثني المعارضة عن بلوغ أهداف لا تنسجم مع النظام وتوجهاته.
ولعل أصدق تعبير عن هذه الفئة هو ما تردد على ألسنة بعض القنوات الأجنبية خلال مواكبتها لثورة الشباب في القاهرة، حيث تم نعتهم بـ" المرتزقة " وهي لفظة لها دلالتها في القواميس العالمية ، وقريبة إلى فهم الرأي العام من خارج الدائرة العربية ...
وأحسن تعليق عن هؤلاء ما تم إيراده في أحد مواقع الجزيرة ، أنقله كما هو للإفادة :
"... يرجع أصل التسمية إلى الأتراك الذين يضيفون في لغتهم "جى" على بعض الكلمات، لتعبر عن وظيفة فيقال مثلا "عربجى" وتعني سائق العربة. أما البلطجي فهو حامل البلطة وهي آلة حادة تشبه الفأس الزراعية وتستخدم لتقطيع الشجر و تستخدم أيضا في أعمال العنف.
وترتبط الكلمة في مصر بممارسات عنيفة يقوم بها أشخاص من عتاة المجرمين أو أصحاب السوابق الجنائية بهدف ترويع الآمنين من السكان أو الأشخاص المسالمين.
ويعتقد أن ضباط مباحث أمن الدولة في مصر استخدموا هؤلاء البلطجية في التعامل مع النشطاء السياسيين، مستغلين حاجتهم إلى المال حيث تنتمي غالبيتهم إلى مناطق وأحياء توصف بأنها هامشية.
ويتم التلويح لهم بالعصا والجزرة من خلال تخييرهم بين أمرين: إما الاعتقال في حال عدم تنفيذ المهام التي توكل إليهم، وإما منحهم بضعة جنيهات في حال القبول والقيام بهذه المهام.
وتتمثل خطورة هؤلاء البلطجية في كونهم "أدوات عنف بلا عقل"، فهي قد تفسد خطط من يستعين بها، حيث لا يقوم ضباط الأمن وكبار قيادات الداخلية بتقديم معلومات حقيقية لهؤلاء البلطجية، بل يعرضونهم إلى عمليات "غسيل مخ" بحيث يتم إقناعهم بأن الخصوم هم أعداء يجب ردعهم، وأن ما يقومون به سوف يحمي البلاد من أخطار الفتنة الكبيرة المحدقة بها، ولذا فإن الاستعانة بهؤلاء البلطجية تبقى محفوفة بالمخاطر.

وفي رأي المراقبين فإن ظهور البلطجية على مسرح الأحداث في الثورة المصرية قد أساء إلى صورة الحزب الحاكم ووصمه بعار تشويه النضال السلمي لشباب مصر الذين رفعوا شعار التغيير".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !