نزار جاف من بون
في خضم القلق و التوجس اللذين يطغيان على مسألة الحل السلمي لأزمة مخيم أشرف على الرغم من مضي عدة أسابيع على توقيع مذکرة التفاهم الخاصة بحل الازمة سلميا بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية خصوصا بعد التضارب في التصريحات بين مسؤولي الحکومة العراقية و النظام الايراني من جانب و ممثلي سکان أشرف من جانب آخر، و في ظل الانباء المقلقة الواردة بشأن تشديد الحصار على سکان أشرف، عقد في مقر الاتحاد الاوربي في بروکسل اليوم الثلاثاء 7/شباط فيبراير/2012، و بحضور لفيف من أبرز الشخصيات الامريکية و الاوربية البارزة و نواب رفيعوا المستوى في البرلمان الاوربي من مختلف الکتل السياسية، مؤتمر دولي من أجل إنقاذ الحل السلمي لأزمة مخيم أشرف کشف فيه أن الحکومة العراقية و بطلب من النظام الايراني تحاول أن تحول مخيم ليبرتي الى سجن.
وترأس المؤتمر السيد جيم هيغينز عضو هيئة رئاسة البرلمان الأوربي وكان من المتكلمين أمام هذا المؤتمر عبر القارات كل من السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والسيد آلخو فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوربي والسيد ستراون ستيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوربي والسيد هوارد دين الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الأمريكي والسيد جان بروتون رئيس الوزراء الأيرلندي السابق والسفير السابق للاتحاد الأوربي في أميركا والسيد باتريك كندي عضو الكونغرس الأمريكي (1995 – 2011) والسيناتور روبرت توريسلي (1997-2003).
وقالت السيدة مريم رجوي المتكلمة الرئيسة لهذا المؤتمر: «على الاتحاد الأوربي وأميركا والأمم المتحدة تدخل فعال وعاجل لمنع تحويل مخيم ليبرتي إلى سجن».
وأضافت السيدة رجوي تقول: «كما أعلنا مرات عديدة إننا لازلنا ملتزمين بالانتقال إلى مخيم ليبرتي ولا نطلب إلا التطمينات الدنيا في المخيم الجديد وهي حرية التردد والتنقل إلى خارج المخيم والتمتع ببيئة آمنة خالية من العنف وحق التملك على مقتنياتهم وعجلاتهم, واحترام بحقوق الانسان المعترف بها دوليا والمعايير الانسانية, وعدم تواجد الشرطة في داخل المخيم وهذه أبسط وأقل الحقوق الضرورية للسكان».
وتابعت قائلة: «إني أحذر الاتحاد الأوربي وأميركا والأمم المتحدة من أن النظام الإيراني يعمل جاهدا على إفشال الحل السلمي لأزمة أشرف والذي بذل المجتمع الدولي جهدا حثيثا لتحقيقه، وذلك مهما كان الثمن... ويقف وراء كل هذه الضغوط نظام يحتاج إلى القضاء على معارضته.. إن الملالي الحاكمين في إيران ومثلما فعلوا في الملف النووي يقومون بالتحايل وقتل الوقت ليصلوا إلى ارتكاب مجزرة جماعية أكبر من سابقتيها».
وفي جانب آخر من كلمتها ناشدت السيدة رجوي الاتحاد الأوربي وأميركا استقبال عدد من المرضى والجرحى من سكان مخيم أشرف قائلة: «إن أي تأخير في هذا المجال أمر غير مقبول وغير مبرر... فأناشد الاتحاد الأوربي وأميركا أن يستقبلا فورا عددا من المرضى والجرحى من سكان مخيم أشرف».
كما تم الكشف في هذا المؤتمر أن النظام الإيراني والحكومة العراقية قد دبرا «خطة عمل مشتركة» لتمزيق وتفكيك القوة الرئيسية للمعارضة الإيرانية بفرض ظروف مخيم ليبرتي عليها. وطبقا لهذه الخطة سيتم إرغام السكان إما على الانتقال «الطوعي»! إلى معتقل بدلا عن مخيم للاجئين تحت يافطة الأمم المتحدة أو سيتعرضون للتهديد بمجزرة أخرى.
وأكد المتكلمون أمام هذا المؤتمر الدولي أن الحكومة العراقية وبتوجيه من حكام إيران قد نكثت باستمرار مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) 2011 حيث قامت بتحويل مخيم ليبرتي إلى موقع أشبه بالسجن وذلك ببناء جدران رفيعة حول المخيم ووضع مخفر للشرطة العراقية في داخله من دون السماح للسكان بالخروج من المخيم.
وطالب المتكلمون السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية والسيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة اللذين كانا قد أعلنا تأييدهما لمذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) 2011 باتخاذ خطوة عاجلة لإلزام العراق بأحكام هذه المذكرة.
التعليقات (0)