د .ازهار رحيم
ـــــــــ
النظر الى تجارب الماضي وأخطائه يجنبنا الوقوع في السلبيات، خاصة ونحن بصدد بناء
الكثير من المؤسسات المدنية بأسلوب حضاري يتماشى مع التطور الذي تخلفنا عن ركبه لسنوات طويلة، أول خطوة يجب الانتباه اليها ونحن نتقدم بإصرار نحو الهدف المنشود هي اختيار الأشخاص المناسبين من ذوي المؤهلات والخبرة الكافية لتحمل مسؤولية العمل المناط إليهم.
التصفيق والهتاف وإلقاء القصائد صفة لصيقة بالمؤتمرات في أيام النظام البائد، ليخرج بعدها المؤتمر بتوصيات مطبوخة بإتقان مكرس لتمجيد ما يريده النظام. لكن ان تتكرر مثل هذه السلبيات الان ومن قبل البعض الذين مازالوا يتحلون بسجايا حاشية النظام البائد والذين كانوا يزينون افعاله ويطبلون له هو ما يجعلنا نتوقف ونتساءل لماذا يخطى البعض باستقدام مثل تلك العناصر لتناط اليهم مهمة تنظيم او ادارة مؤتمر تأسيسي لمؤسسة مدنية؟ مثل هؤلاء يحتار المرء في تسميتهم .. سكرتير ام مساعد فتراه يرفع يديه بعد كل جملة ينطق بها راعي المؤتمر ليصير حماس الحاضرين على التصفيق وبإلحاح علما ان الموضع المطروح مكرر في كثير من الصحف والقنوات الإعلامية ، فعلام التصفيق اذن؟ اما برقيات المجاملة التي كانت ترفع من قبل الحاضرين أنفسهم في المؤتمر فتنزل مدرارا كالمطر للتهنئة بتأسيس المؤسسة المدنية التي من اجلها عقد المؤتمر حيث كانت تقرأ على الحضور بزهو وإعجاب كانها اتيه من كوكب المريخ، وليس من الحاضرين أنفسهم في المؤتمر.. وبين حين واخر تنطلق الزغاريد من قبل مجموع من النسوة ربما استقدمن لهذا الغرض لتقاطع الخطابات التي ألقيت من قبل بعض المدعوين للمؤتمر والتي كان معظمها مبتورا وسطحيا، مما اثأر عاصفة من الانتقادات حتى انسحب نصف الحاضرين قبل نهاية المؤتمر هربا من وجع الرأس والفوضى التي خيمت على المكان..
ليس الهدف من المؤتمرات الدعائية والإعلان للجهة التي ترعاها وتمويلها وليس بالهتاف والتصفيق والزغاريد نضع أيدينا على الجرح ونضمده لنبدأ من جديد.. العمل من اجل هدف نبيل لا يؤتي ثماره ان لم يقترن بالأشخاص المناسبين لمثل ذلك العمل، واعتماد المنهج السليم والجاد البعيد عن النرجسية وتكريس الواقع لخدمة مصالح شخصية هو الذي يحملنا بسلام الى بر الأمان والتقدم...
التعليقات (0)