مؤتمر العفر في مدينة أبسالا السويدية في أروبا خلال فترة 27 و29 /12 /2012م لمناقشة الأوضاع السياسية والإقتصاديةالتي يمر عليها عفر البحر الأحمرحالياً في إرتريا وكيفية البحث عن الأُطر الواقعية للدعم اللوجستي والإنساني لهم يُعتبر هذا العمل نَقلة نَوعية وخطوة جبارة وحراك سياسي ذكي ويُشكِّل بادرة تاريخية لأنه جمع شخصيات عفرية وأهم رجالاتها الفكرية والسياسية وشخصيات أكاديمية في الجامعات المرموقة في أروبا بمشاركة شخصيات من المعارضة الإرترية وبحضور برلمانيين والحقوقيين وأساتذة القانون من أروبا وكندا .
وهذا الجُهد بداية حقيقية لوضع عجلة القضية العفرية في الإتجاه الصحيح حيث بدأ عصر تبلور لوبي عفري داعم لقضايا العفر في الخارج.
إذنً التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر قد حقق أحد الأركان المهمة لنجاح النضال الثوري الذي يخوضه منذ 11 عام .
ومن خلال قرآءآتي وتأملآتي لتاريخ الجبهات الثورية ومسير الحركات النضالية حول العالم أدْركتُ أنّ نجاحها يَتَوقفْ في إجْتماع أربعة أركان أساسية مهمة :
الأول:- وجود قضية عادلة تَتَمتع بالجاذبية والقبول الجماهيري وهذا الوصف ينطبق على الرؤية الفدرالية الإثنية العادلة التي طرحه التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الاحمر كأطروحة سياسية تقوم بتعميق إحترام التنوع العرقي والثقافي والاجتماعي والديني واللغوي في البلاد وتضمن الوحدة والسيادة في إطار فدرالية إثنية حيث تَنْعم كل قومية في إقليمها بإدارة محلية يختارونها بإرادتهم الحُرة لكي يُمارسوا شُؤُون السلطة والثروة في أقاليمهم بعيداً عن هَيْمَنة وَوَصَاية القوميات الأخرى علي خصوصياتهم الإجتماعية والثقافية والدينية تحت مظلة جامعة فدرالية عادلة تتسع لكل أبناء الوطن بدستور عصري مدني مستنير يكفل الحقوق للجميع .
الثاني :- وجود جناح ميداني معارض يقوم بتنفيذ الأهداف المرسومة من خلال التوعية وتحريك الجماهير نحو الأهداف المحددة بدقة وهو نفس الدُور الذي يقوم به التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر الذي تَشكّل في عام 1999م وهو الي اليوم يناضل في الميدان بكل أجْنحته سواءٌ كان جناح سياسي أو جناح عسكري أو جناح إعلامي وبالفعل قطع التنظيم شوط كبير في نجاحاته السياسية علي صعيد المعارضة الإرترية وعلي ساحات اقليمية ودولية فمثلاً هذا المؤتمر يُعتبر ثمرة من ثمرات جهودهم الجبارة التي بذلوها خلال 11 عام في ساحات النضال السياسي ونجاحاته العسكرية المستمرة علي النظام لا تخفى علي أحد .
الثالث :- وجود لوبي مؤيد وداعم من الخارج لجناح الميداني وهو نفس الدُور الذي يلعبه اللوبي الذي تَشكل من شخصيات عفرية ومنظماتهم الفاعلة في أروبا وكندا وامريكا لدعم وتأييد التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر نحو التحرر السياسي والإجتماعي والإقتصادي وهذا المؤتمر يُعتبر ترجمة فعلية وحجر أساسي لهذا اللوبي الوليد .
الرابع :- وجود وقود مستقلي لضمان إستمرارية النضال وعدم إنطفاء شُعْلته مع تقدم السنيين وهو بالفعل ما يمكن أن يلعبه جيل الشباب العفري في المستقبل وبالتأكيد ينتظرهم دور الوقود لسفينة النضال الثوري التي غادرت ضفة الاضطهاد العنصري وتدمير الخريطة العفرية مُتجهةً صَوب ضفة الحرية وسيلعب الشباب دور الوقود لأستمرارية الإبحارومقاومة الأمواج العاتية وبالطبع هم ضمان حقيقي لوصوله الي ضفة الحرية.
لذلك فلا بد أن يصقل الشباب خبراتهم ويطوروا قدراتهم وإمكانياتهم لكي يهيئوا أنفسهم لإستلام شعلة النضال الثوري من المؤسين الذين بذلوا الغالي والنفيس لكي تستمر شعلة النضال الثوري مشتعلة وبسببه قاسوا شظف العيش وويلات المعارك الغير متكافئة وعانوا مرارات الظروف الصعبة وقساوة المناخ والبيئات القاحلة وهم بالفعل جسَّدُوا دور الشمعة التي تحرق نفسها لتضئة الدروب الأخرين ويجب علينا نحن الشباب أنْ نستشعر هذه التضحيات الجسيمة ونصطف في المسار الصحيح لاستلام شعلة النضال لكي تبقى مرفوعة حتى نسلمه الي الأجيال العفرية القادمة.
التعليقات (0)