حين أستمع إلى الإخوة اليمنيين، وهم يتحدثون عن (حسمٍ) لثورتهم الشعبية، فيما لايزال صالح يتصدر واجهة الساحة السياسية اليمنية !.. ويتم تكريمه مِن طرف هيئات المجتمع المدني كالبطل المغوار الذي أنقذ اليمن من براثن التخلف والفساد، لاكالسفاح الذي لم تجف دماء ضحايا زبانيته وجلاديه بعد ؟!..
وحين أستمع إليهم، وهم يحتفون بقاتل أطفالهم، ومنتهك أعراضهم، وناهب مقدّرات وطنهم، ويرفعونه فوق أكتافهم وينادونه بـ (الزعيم) ؟!..
وحين أستمع إليهم وهم يفتخرون بنموذج اليمن الذي لم يكتمل .. أستغرب من قيامهم أساسا بالثورة على نظام علي عبدالله صالح إذا كانوا في النهاية سيكرّمونه على إضطهاده لهم ؟!.. ويرفعون من شأنه وهو الذي داس عليهم بالجزمة القديمة ؟!..
صالح اليوم (رئيس ظل)، يمتدحه اليمنيون أكثر بكثير مما يمتحدون الرئيس عبد رب منصور هادي صاحب الظل الذي إنتخبوه (نكايةً) في الظل ؟!..
لكن !..
إذا كان خروج صالح من الساحة السياسية اليمنية من نافذة المبادرة الخليجية، وعودته إليها من باب قيادة حزب المؤتمر الوطني الذي لايزال يعشعش في كل ركن من أركان المؤسسات اليمنية المدنية والعسكرية، يُعدّ إنتصارا لليمنيين، فلا بأس !..
وإذا كان منظر صالح (المشوه) وهو مُحاطٌ بكاميرات المحطات اليمينية الرسمية والشبه رسمية وحتى تلك التي تدّعي الإستقلالية، ويُدلي بدلوه في مختلف قضايا الساحة المحلية والدولية، ويُؤخذ برأيه كصاحب فكر ورأي سديد، وهو الذي خلّف وراءه يمنا وشعبا أقل ما يمكن قوله عنهما أنهما بائسين !.. يُعجب الإخوة اليمنيين المثقفين قبل المتخلفين .. فلا بأس !..
وإذا كان إسقاط النظام الفاسد والمتعفن بمفهوم اليمنيين، يعني ضمه إلى صدورهم واحتوائه بينهم .. فلا بأس !.. لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
18 . 03 . 2012
التعليقات (0)