قرر الزعيم الفذ والقائد العظيم ان يقوم بجولة تنزهيه يقود سيارته بنفسه وبرفقته ثلاثة من أتباعه.. فاخذوا يتنافسون ويتفننون في المدح والإطراء والمزايا التي يتمتع بها فخامته . وانه هبه ورحمه من الله لهذا الشعب وهذا الوطن وقد ضحى بوقته وصحته وأسرته من اجل شعبه ووطنه وانه دبلوماسي محنك وقائد استثنائي وسياسي لا يعلق بذيله نار ولا يشق له غبار .
انتشى الزعيم طربا لسماع هذه الأقوال الشبيهة بأروع الإلحان وأجمل السمفونيات. وهذا النمط من القول المحبب إليه سماعه لأنه يعبَر عن مواهبه وإبراز ما يتمتع به من حنكة وعظَمة وفطنه وبٌعد نظر و... سماع المديح بمثابة النشيد الوطني الخاص لفخامته0وقد عرف ذلك كل من حواليه فاخذوا يهرولون ويتسابقون حتى سقطوا وقالوا المضحكات والمبكيات وصاروا في زمرة شر البلية 0
انسجم القائد المهيب والزعيم العظيم مع أجمل الالحان النشاز وهام مع جنون العظمة في قيادة الأمة ونسي قيادة السيارة التي خرجت عن الخط فصدمة شجرة على جانب الطريق . ولان فخامة الرئيس يسير ببطء وتأني .. لانسجامه مع طرب الحديث فلم يتأثر من الحادث إلا السيارة تلك الشجرة التعيسة .
أسرع احد المرافقين للرئيس بالقول يا سيدي ليس الخطاء خطأك انه خطاء الشجرة0 أنها واقفة في المكان الخطاء.
وقال الآخر مستدركا ومصححا أنها مؤامرة لا بد ان احد وضعها لاغتيال فخامة الرئيس 0
وقال الثالث المفكر الفهمان بعد ان فكر وتعمق في أبعاد الحادث . هذا أمر خطير ولا يجب التسرع فيه أو التكهن فقد يكون وراءه جهات خارجية أو أيادي آثمة داخلية . وانأ أشم رائحة كريهة منبعثة !! لا تبشر بخير0
فقاطعة الأول صدقت وانأ كذلك أشم رائحة.. !
وفي اعتقادي ان هذا العمل الإجرامي الإرهابي ولا يخرج من إطار القاعدة . حيث ان بصمات القاعدة متوفرة فيه ومتواجدة 0
وهنا احمر وجه الرئيس وانتفخت أوداجه وصاح بصوت أنكر من صوت الأنكر.. وهدر وزمَجر
كأنه عنتر
ورعد وتكبر
وازداد وتجبَر
فقال: هناك جهات مختصة سوف تتابع هذا العمل الإجرامي . وتكشف أغواره .
وتفضح أسراره .
ومن يقف وراءه .
فنحن لدينا خبرات مختارة .
ووسائل جبارة .
ثم أمر الرئيس بقطع الشجرة
ونقلها الى جهاز الاستخبارات 0 لمتابعة التحقيقات .
قامت الجهات الأمنية المختصة بجهود جبارة حتى استطاعت استخراج اعترافات الشجرة بعد انتزاع أوراقها وقطع ثمارها0
من اجل معرفة المزيد والمشتركين في تلك المؤامرة الانقلابية الفاشلة لا زالت التحقيقات جارية ومستمرة حتى قراءة هذه الفقرات .
التعليقات (0)