مأساتنا عند الشعوب فكاهة
شعر :محمد بن خليفة العطية
صُمٌّ فمَنْ ذايستجيب ويَسمعُ
ولكلِّ صوتٍ - في الحوادث - مرَتَعُ
ولكلِّ سمعٍ في النشازِ مطيةٌ
وهوىً عليه من الضغائنِ بُرقعُ
جَمعُ العروبة - والتشتت قِبلةٌ -
أنَّى اتجهنا فالمصائرُ تُفْزِعُ
نخطو خُطانا والتقهقر عادةٌ
حال التقدم والتراجع مَرجِعُ
يشقى الزمانُ بما نَوَدُّ ويكتفي
بِمُنىً على أنفاسنا تتقطعُ
نبتاع من رَفه السنين عَذابها
طَمَعاً ونحن من الأسى نتجرعُ
لم يترك الداءُ الدفينُ مناعة ً
للنَّفْسِ إلا دونها ما يوجِعُ
مأساتنا عند الشعوبِ فُكاهةٌ
ونوادرٌ فيها الصحافةُ تُبدعُ
تبدو الإشاعةُ - كالحقائقِ - مُرَّة
فيما يُحاكُ ودون ما نتَطَلَّعُ
من أجل قيصر - والزعامة غايةٌ -
وطنُ يُباعُ وشعبه يتمزَّعُ
طال البكاء وفي الرجاء مهالكٌ
ومسالكٌ للبغي لا تُتَوقَّعُ
نِقَمُ العقود الماضيات بخزيها
وقيود من هم بالإهانةِ قُرِّعوا
ويح الشعوب الكادحات بلا رؤى
تسعى ويحصدُ غيرُها ما تزرعُ
التعليقات (0)