مأساة متواصلة

مأساة متواصلة

الصحفي: محمد عبد الحميد الأسطل

خلافاً لغيرهم من أطفال العالم فهم يعيشون في ظل معاناة نفسية صعبة من جراء ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤثر سلباً علي حياتهم اليومية فصور الأطفال الذين يتعرضون للقصف التي تعرض علي شاشات التلفزيون تسبب لهم حالة نفسية صعبة.

وبهذا الشأن في معرفة الآثار التي تنعكس علي الأطفال من جراء ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوضح الأستاذ إسماعيل أبو ركاب ماجستير علم نفس تربوي، أن الآثار النفسية التي يولدها الاحتلال تختلف باختلاف الوسيلة ( فنجد تأثير القصف علي الأطفال يؤدي إلي عدم الاستقرار ويخلق نوع من أنواع اللامبالاة والتصور المعادي و الضغط النفسي)، مؤكداً علي أن الطفل الفلسطيني لا يختلف عن باقي أطفال العالم من ناحية البنية الجسمية إنما الاختلاف في البنية النفسية، فأطفال فلسطين تعودوا علي قسوة الواقع والمأساة ، بينما أطفال العالم تعودوا منذ صغرهم علي الذهاب إلي النوادي والحدائق إلا أطفال فلسطين قد حرموا من ذلك واستبدله الاحتلال بالمفرقعات والعنف المتبادل بينهم.

وبدوره أكد الأستاذ أحمد محمد عوض مدير دائرة الإرشاد التربوي بوزارة التربية والتعليم العالي، أن أكثر من 2000 طالب لديهم أعراض ما بعد الصدمة النفسية، 200حالة تتلقي العلاج في برنامج غزة للصحة النفسية.

هكذا تحولت حياتهم اليومية يلعبون بالأسلحة الخشبية بمختلف أشكالها، و يجيدون لغة السلاح أكثر من أي شيْ آخر، والكثير منهم يفضل شراء ألعاب علي شكل أسلحة علي أي لعبة أخري وهذا ما نراه واضحاً في الأعياد فغالبية الأطفال يحملون الأسلحة البلاستيكية بمختلف أشكالها.

مسدس، صاروخ، دبابة... تلك هي الكلمات التي تلفظ بها مجموعة من الأطفال قابلتهم، فالطفل محمد العقاد قال:( نلعب في الحارة لعبة يهود وعرب بأسلحة علي شكل لعب بنعملها من الخشب)، أما الطفل براء الفرا فشغله الشاغل كيفية عمل لعبة من الخشب علي شكل قنبلة بعد أن عمل لعبة من الخشب علي شكل بارودة .

فجيش الاحتلال الإسرائيلي لم يبقي علي حديقة ولا نادي ليقضوا فيه الأطفال أوقات فراغهم فشبح الموت يلاحقهم في كل مكان،  بل وطغي بمشاهد القتل والقصف التي يتعرض لها الأطفال علي براءتهم، وحرم الأطفال من حياتهم الطبيعية التي يتمتع بها أطفال العالم.