مواضيع اليوم

مأساة غزة.. ضياع كبرياء أمة

أحمد ولد إسلم

2009-01-08 20:02:17

0

لم يعد خافيا على أي منا ما آلت إليه أحوالنا من ضعف وهوان في وطننا العربي الذي أنهكته سياسة الذل والاستسلام المشين المفروض علينا عنوة تحت يافطات السلام الذي يتشدق به حكامنا المهزومين القابعين خلف حيطان قصورهم المبنية من عرق معاناتنا وكرامتنا وكبريائنا الموروث عن حضارة عربية أصيلة بناها أجدادنا الذين أبوا في غابر الزمان أن يعيشوا بغير شرف وكرامة ، تلك الشيم التي لم تعد تعني لأصحاب الجلالة والسمو والفخامة في الخليج وأمرائه وحكام الجمهوريات الملكية أي شيء عدى الكرسي المناب عنه باسم شعب بريء يرفض العيش دون عظمة ومهابة، وعزة وكبرياء.!!

لم يعد يخامر أيا منا - ذو نخوة وضمير -أدنى شك في أن العجز الذي أصاب امتنا ليس بفعل عجز في موارد العرب وإمكانياتهم الخلاقة وإنما لترهل النظام العربي المخزي العميل،وما كان لقادة الصهاينة أن يسوموا امتنا صنوف الاهانة والإذلال ويستبيحوا عرضها وشرفها في غزة الصامدة لولا إيمانهم المطلق بالعجز الذي آل إليه الرجل المريض في امة العرب ، فهذه نخبة غريبة عن أحلام وأماني شعبها في هذا القطر او ذاك تتحكم في قرارات شعبها وتصوغها بما يخدم مصالح الأعداء، ويخيب آمال جماهيرها المضطهدة وهناك مومياء محنطة فقدت أهلية القيادة صحيا وفيزيولوجيا لكنها تأبى إلا أن تشيب على ما شبت عليه من خيانة وعمالة ورعاية لمصالح العدو.
ما تتعرض له امتنا هذه الأيام من مجازر وحشية يندى له جبين الإنسانية جمعاء وليست مأساة فلذات أكبادنا في غزة الجريحة وهم يقاومون بكل صمود وعزة حمم الحقد الدفين الذي تمطره به طائرات وبارجات أحفاد القردة والخنازير الصهاينة، ينم عن إذلال لم يسبق له مثيل، سوى ذلك المشهد الذي ضحك له أمراء الخليج المنتفخة بطونهم بالنفط ملأ أشداقهم وقهقهوا له كثيرا عندما دخل الغزاة عاصمة الرشيد في يوم لن تمحوه عوامل النسيان، فهذه الأجسام التي أنابت على كراسي عروشنا يبادر كل منها من موقعه بعجزه الذي يسري في عروقه ودماغه، لإثبات ولائه لبيت بوش الدموي، خطبا لود الماسونية العالمية التي تمثلها عصابات الصهاينة في الأراضي المحتلة من النهر إلي البحر...!!
إن ما يسعى له هؤلاء المتواطئون النفعين العملاء ضد قضية الأمة في فلسطين ارض الرسالات أخطر بكثير مما تقوم به الآلة الصهيونية، فمنذ كامبد يفيد ونحن في خانة للاستسلام والذل يتاجر بنا هؤلاء الغرباء ، بل إنهم يتزاحمون بتصريحاتهم لإرضاء الصهاينة على حساب الدم الذي ينزف يوميا في جميع الأراضي العربية المقدسة، وخاصة في غزة الشموخ ، فما كشفت عنه الأفعى الصهيونية المدعوة ليفني من معلومات عن القادة في مصر، وكذلك مطالبتها حكام مبادرة الاستسلام بتفهم المجازر الوحشية ضد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا البواسل ، وأحرقوا الأخضر واليابس ودمروا بيوت الله على أهلها يشي بما لا يدع مجالا للشك بأن ما حدث كان بتواطؤ هؤلاء العملاء مع أعداء الإنسانية والأمة، وأنذال البشرية وسفاك الدماء وسارقو ابتسامات الأطفال بني صهيون ..!!
اليوم ونحن نكفكف دموعنا ونحثي الثراء على رؤوسنا، ليس لأننا كنا نأمل في هؤلاء الطغاة خيرا، ولا فقط لما تتعرض له غزة من جرائم إبادة جماعية في حق أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وإنما لأسفنا الشديد على شرف انتماء هذه النماذج السيئة، للعرق العربي و الأمة الإسلامية ، وتحكمهم في مصائرنا، ونرجو الله أن يزيل بهم عروشهم، ويكفينا عناء إزالتهم..!!
لكن أملنا في الله كبير بان النصر قادم وان صواريخ القسام والناصر وغراد ستحقق ما تعجز عنه آلاف القمم وخردة الأسلحة التي تغص بها مخازن جيوشهم المعطلة. وستعيد الكرامة لأمة فرط في حقها قلة من الجبناء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

الحسن ولد الشريقي
hchreigi@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !