مأساة طلاب صعدة في جامعة صنعاء
أحمد أحمد الرازحي
صعب على من لا يملك ذاته أن يفرج الكربة ويزيل الغمه ويقتلع العبره عن أبناء صعدة في جامعة صنعاء لكن ثقافة الصمت وصناعة عباءة الخوف والرضاء بأنانية المأمن والمسكن وإنتظار المقرب من البلاط والإستماع الى وعود المتمصلحين ليست حلولاً ولا مقدمات أمل وإنما تزيد حياة الطلاب أكثر أحباطاً ويأساً , كما أن فاقد الشيئ لا يعطية لكني لا أفتقد قلماً وإن كان جافاً لكنه ربما يساعد هؤلاء الفقراء المعدمين المنسيين في مباني سنان أبو لحوم ومباني السكن الجامعي الذين يتعرضون للسرقة من المكلفين بحمايتهم0قلم يعايشهم في الآلامهم وأحزانهم المتشبعة ويكون عزاءاً لمصابهم ومشاركاً لعبراتهم عندما حاولت وتوصلت الى اللقاء ببعض الطلاب بعد شق النفس وإستسهال الصعب وإدراك المنى .. كل هذا ليس لبعد المكان ولا لضيق الزمان لكنهم يخافون من التجمع أكثر من أثنين .. لا حُباً للعزلة والإنفراد وربما توصلوا الى مرحلة الهروب من الذات وتمنوا من الله أن يأخذ الروح الموهوبه لأجل أن لا يعبثوا بها وينتهجوا منهج أبني آدم حُباً لحياة أبدية الناس فيها سواء .. يخضعون لقانون إلهي مباشر لا يحتاج الى وصفات البشر المقننين بأسم اله تنزه عن ظلم العباد والمآساة ليست تكمن هنا , إنما المآساة الحقيقية التي تصيب المرء بالذهول عندما تجلس معهم وتسمعهم وتقرأ المآساة على وجوههم التي أصفرت وذبلت وجفت وكأنها وجوه لألهة آمون المحنطة .. يتوارون خجلاً من شعرهم المبعثر المتسخ لطالما بللوه بالماء والجل المتماسك والآن يصعب عليهم شراء الشامبو لتنظيف الرأس من أتربة صنعاء المتطايره .. يمشون الى الجامعة على أقدامهم الحافية لالنصيحة من طبيب ولكن لإفتقاد المواصلات ومن يمتلكها يشتري بها رغيفاً يبقيه على قيد الحياة وأنا من هنا أريد أن الفت النظر الى عزيز قوم ذل وجاع وتألم ومنعته كبرياء الإعتزاز بالنفس والرؤية الى الناس من داناهم هان عندهم ومن اكرمته عزة النفس اكرما , وأنا لست مبالغاً فتعالوا نجلس مع هؤلاء الطلاب لنسمع منهم مآسي وإن كانت حصى من جبل من المعاناه يتجلى لناظريه الأوفياء ولن تخرون صعقا وستنهالون على الأرض سجدا لإله أودع في مخلوقاته هذه القدرات من الصبر والتحمل على المعاناة وانا الضمين إذا سجدتم لن تُتهموا بأنكم تلقيتم السحر على أيدي هؤلاء الطلاب الذين لا يملكون عصا كعصاة موسى ولن تقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف وربما حظيتم بمكانة لطالما ناضلتم من أجلها لأن المشكلة مشكلة حاشية تردد دوماً ( الامور على ما يرام) وحقاً على مايرام وما يناسب مزاجهم ..
الحاقدين الحالمين بحلم فوق أحجامهم شكلاً ومضموناً .. احلام لا تعدو أن تكون أحلام العصافير .
فهذا الطالب ع. ص من أبناء صعدة مديرية رازح قائلا . .. الجميع يعلم أننا نكره العُنف ونبغضه ونأمل أن نعيش حياة هادئة مستقرة لكن على ما يبدو لي أننا نمشي على غير إرادتنا رضينا أم أبينا وأننا كل ما بحثنا عن مخرج لقينا أمور أصعب .. لا دستور .. لا قانون .. لا ديانة موسى تغرق أهل العنف في البحر ولا إنجيل عيسي يحيي موتانا ويبرئ الأكمه ... لا قرآن محمد يهاجر بنا الى أرض الله الواسعة ويترك هذه الأرض الظالم أهلها .. لا مهاتما غاندي وتعاليمه الإنسانية (أن أية جريمة أو إصابة بغض النظر عن القضية أرتكبت أو سببت لشحص آخر هي جريمة ضد الإنسانية ) .. لا كتلة صعدة البرلمانية المحنطة بمقاعد خيبتهم . عندما عجزت الدساتير والقوانين وقل الشرفاء وبطلت الحجج وتاهت الديانات وبيع الله والرسول وحرفت الكتب عن مواضعها وأقفلت السماء أبوابها .. ظهر الأمل وكان عن طريق جمعية الأمل التي تقطن بالسنينة لكن للأسف هذه الجمعية وإن كان مديروها رازحيون لكنه لا تعد ان تكون مصيدة لحزب الإصلاح الفاشل الذي أجهض في صعدة وأصبح يطفق ليواري سوءته عبر جمعية الأمل أول ما سمعت بأن هذه الجميعة تؤوي أبناء صعده وخصوصاً أبناء رازح أويت أليها لعلي آتي بقبس منها فأتيت بالخيبة . جمعية أمنية عنصرية مذهبية يديرها أبناء الدعي ابن الدعي وكأننا في عصر إبن زياد على فكرة هناك اختبار قبول في الجمعية يتكون من نصف شفوي ونصف تحريري أسئلة وأهم الأسئلة كما يلي : هل أنت سني أم شيعي ؟ ماهي الصحف التي تقرأها ؟ هل أنت عنصر في حركة التغيير ؟ ما رأيك في السعودية ؟ فإن كانت الإجابة بغير مذهبهم وغير صحيفتهم كان كرت أحمر ووداعاً الى الأبد والطالب م . ح . م من مديرية غمر يدرس في جامعة صنعاء إنما يثير إستغرابي عندما أرى قوافل الإغاثة بالمئات تنزل الى صعدة ونحن نقطن في العاصمة أكثر من ثلاثمائة طالب صعداوي نكاد نموت جوعاً ولا منظمات مجتمع مدني ولا سلطة ولا شخص يسأل عنا بإستثناء الأستاذ محمد عزان الذي أحيانا يقف الى جانبنا عندما تقتضي......
الطالب ض . م . ض يدرس في كلية المجتمع .. إنما يقلقني هم أسرتي الذين لا أعرف هم في قائمة الأحياء أم الأموات والغياب طال وأشتد الشوق ونحن منقطعين عن أسرنا وبدل ما كُنا نستقبل العام الجامعي بالورود أصبح قدومه علينا خزي ٌ وأمر من المُر . الطالبة (م . ض . س ) تقول : عندما دخلت جامعة صنعاء قررنا أن نكون نموذجاً ناجحاً للمرأة اليمنية المهضومة وبالأخص المرأة الصعداوية وكنا نظن أننا سنحظى بدعم , لكن للأسف أصبحنا نتوارى خجلاً مما نتعرض له من إقصاء وإنما يقلقني أكثر من أهلي وأبناء محافظتي هُن زميلاتي اللاتي يُصعب عليهن الخروج من صعدة الى صنعاء لمواصلة الدراسة .
الطالب ع0ج...كيف يكون المخرج ونحن نقع بين سندان السلطه ومطرقة الحوثي سلطه تنظرالينا كخلاياٍ نائمه لكوننا من صعده0وحوثي ينظرالينا كمخبرين لكوننا نرفض حمل السلاح ونحلم بميلاد مجتمع لابقى فيه لعلي ومعاويه الطالب ع 0ع هناك الكثير من الانسانيين الذين قدم الدعم لنا طلاب صعده لكن للاسف لم يصل الينا شي مافيا صعده من مشائخ ومتمشيخيين ورجال دين يقفون لبلمرصاد أنهم يسرقون ببطائقنا الجامعيه ويشحثون لانفسهم على حساب
كرامتنا وعزتنا التي ذلت على أيديهم فجأةً .. رن جوالي فأعتذرت للمتحدث لأسمع حديث بلادي من أرض الموت أرض واق الواق وحاولت أن أؤجل الإتصال معه لوقت آخر مُشعراً له بأني أجلس مع الطلاب جلسه ذو شجون فقاطعني في كلامي قائلاً (يا من تصيحون يا ويلي ويا لهفي والله لم يأت الويل واللهف ) وأنحدر يصور لي الواقع الصعداوي وكأنه يصور القرن الأفريقي بعدسة حسين لاري .. مجاعة تقطع الأمعاء .. حصار أعنف من حصار غزة .. السعودية من أمامنا والجيش والحوثي بين أظهرنا .. اسعار خيالية .. وجيوب فارغة .. بشر ينقرضون في عصر الإنقراض جريمة بحق الحيوانات المفترسة والثعابين القاتلة . شبح الموت يخيم في صعدة عموماً وفي رازح خصوصاً ناصباً خيام الموت بدلاً من خيام السلام لرفضهم النزوج وإهانة المخيمات ... تجاعيد الشيخوخة لا ترحم الصغار في المهد ثم تكلم بكلام أشجاني (إن إبنائي يرفرفون من الجوع كالطيرالمذبوح) بغض النظر عن مدى همجية الطيران السعودي وإختراقة للسيادة اليمنية وأصبح الموت على الطريقة اليمنية خيار بالنسبة لنا من الموت على أيدي الأعراب الأشد نفاقاً ودماراً ثم أسهب في شعراً يحفظه للبرغوثي وكأنه رأى فيه عزاءاً لمآساة (قفي ساعة يفديك قولي وقائله .. ولا تخذلي من بات والدهر خاذله .. أنا عالم بالحزن منذ طفولتي .. رفيقي فما أخطئ حين أقابله ... وإن له كفاً إذا ما اراحها على جبل ما قام بالكف كواهله.. أرى الموت لا يرضى سوانا فريسةً .. كأنا لعمري أهله وقبائله ) بعد ذلك الإتصال قررت أن الصمت أحجى وأغضيت على القذى وشربت على الشجى وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمر من العلقم , وأعتذرت للطلاب بأني لا أستطيع الكتابة في هذا الموضوع المآساوي لأني إن كتبت سأخرج عن المألوف ولا توجد لدي الشجاعة الكاملة في الوقوف بصفهم لإفتقادي لمن يحميني في هذه الغابة ( سلطة معصومة وحوثي خلق الكون له وحده) .
التعليقات (0)