مواضيع اليوم

مأساة الثلاثين - قصه قصيره

ملحوظه : شاركت بهذه القصه فى مسابقه القصه القصيره على البرنامج الاذاعي بي بي سي اكسترا

قبل يومين بلغت عامي الثلاثون ومضت خمسه اعوام كامله منذ ان انهيت دراستي التي احببتها.
كل هذا لم يشفع لى عند القدر فما زلت الهث وراء اعلانات التوظيف – بالامس قرات احداها فحزمت اوراقي المهترئه وعزمت الذهاب.
المكان عبار ردهه طويله فى نهايتها يقبع رجل غليظ الملامح من وراء شباك اوسطه مخروق ’ لم يكن المكان بالضِيق الذي يظهر عليه ولكن انفاس الناس المحرقه ورائحة العرق المتصبب اعطتا طابعا من التجهم على اوجه الناس والمكان.
وقفت فى الصف الذي لم يكن طويلا وتقدمني شخص واحد تقريبا لحظت تحت اخمص قدميه خطا باهتا قد رسم على الارض فتبينته كان خطا اصفرا فسرعان ما خطر على بالي اني قد قرات عنه ذات مره ولكن لم يكن يخطر ببالى انه موجود فى بلادي ’ التزمت مكاني حينا من وتململت عساني اشعر ان اعضائي ما زالت تعمل - اخرجت منديلي المبلل بالعرق وتلمسته بأطراف اناملي باحثا عن بقعه من الجفاف ارشف بها انهار العرق المتدفق وما ان اطبقت المنديل حتى لامست انفي لسعات حارقه من دخان كثيف لسيجارة رجل الامن الذي بمحازاتي ادركت وقتها ان ثواني معدوده باتت تفصلني عن رجل الشباك – تقدمت فى غير اكتراث ودققت النظر فى عينيه مستنجدا كل ما بي من ثقه لكن كلماته المثقله اتت علي كالماء البارد ’ اومأ بيده طالبا اوراقي - اجبته بان اعطيته اياها تفحصها جيدا ثم بدا يقلبها كأنه يبحث عن شيء بعينه ثم رفع رأسه ويده خارج الشباك تحمل اوراقي – أعادها الي غير آبه وهو يقول : لم تستوفي كل الاوراق استوفها وعد لاحقا.
قرأت مرة ان صدى الصوت لا يحدث الا بتوفر شروط معينه ، ولكنه هذه المره حدث دونما شروط ، تردّدت الكلمات فى اذني مرارا وساد صمت يصحبه طنين وجدت نفسي بعده قد غادرت المكان.
دخلت البيت منهكا ، وجهي العابس جهل ابي يتهرب من السؤال، وكعادتي ارتميت على السرير دون ان اخلع حزائي ولم استطع النوم لاني عقلي كان نشطا بالتفكير.
تبدأ الاحلام كبيره فى صغرنا وثم تبدأ تخبو كلما كبرنا ، اشبه ببالون يبدأ صغيرا ثم يكبر ويكبر الى ان تأتى لحظة الانفجار ، شعرت وقتها ان لحظة الانفجار باتت تدنو منى وان احلامي اكملت اطوار الاختباء.
استطلع الصحف صباحا وأقرأها متهكما بالوعود السياسيه الكاذبه، وغير آبه بإعلانات التوظيف الفارغه ومتابعا لأخبار الفن الجوفاء ، واجد نفسي بين صفحات التسليه اقضي فيها لحظات عادة ما تمر سريعا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !