مواضيع اليوم

مأساة "غزة" و صفقات "بشار" و دفن الأشلاء بالأشلاء و غسل الدماء بالدماء

nasser damaj

2009-01-15 23:01:34

0

"غزة" و صفقات "بشار" و دفن الأشلاء بالأشلاء و غسل الدماء بالدماء

مهما يكن الثمن و مهما بلغ حجم الدمار و الهلاك فلن يستسلم "بشار أسد" و عصابته و لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام قطار "المحكمة الدولية" , و لن يعدم هؤلاء القتلة الوسائل لفعل شيء ما للخلاص من هذه المحكمة .

لقد وجد "أسد" نفسه بعد إبرام أمر "المحكمة الدولية" في مواجهة احتمالين لا ثالث لهما :

الأول هو إبرام صفقة ما مع "إسرائيل" تشبه صفقات أبيه الشهيرة و هذا هو الحل الأمثل و الأسلم  بالنسبة إليه.

الثاني هو تدمير "لبنان" و قواه التحررية نهائيا بيد غير يد "أسد" و ذلك تجنبا لمواجهة مفتوحة مع الغرب على طريقة "صدام".

و لقد سار "أسد" في المسارين في آن معا و لعل هذا هو السبب الرئيس في فشله المتكرر و استمرار اقتراب قطار "المحكمة الدولية" من عنق نظام "أسد" المثبت على السكة و إن بسرعة بطيئة نسبيا.

لقد شن "أسد" حملة كبيرة من الاغتيالات لإرهاب قادة ثورة "لبنان" و حملات من الحروب و الدمار و الهلاك دون فائدة و على العكس فلقد وصلت كافة مؤامراته و حملاته التدميرية إلى نهايات زادت الأمور سوءا بالنسبة إليه و أضافت إلى أعباء دماء الرئيس "الحريري" أعباء أخرى أثقلت كاهله بأوزان ساحقة.

البضاعة القديمة التي دأب "آل أسد" على تسويقها مقابل البقاء في السلطة و هي التنظيمات المتطرفة ذات البعد الشعبوي عاد إليها "أسد" الإبن لينتجها أو يشتريها بالجملة من الأسواق المجاورة ليبيعها للغرب بالمفرق مع هامش ربح وافر ، و لقد وجد "بشار" في  منظمة "الإخوان المسلمين العالمية" ضالته هذا المنظمة  التي أصبحت اليوم تحت السيطرة الكاملة لـ "الخمينيين".

"بشار" ورث من أبيه "حماس" و "الجهاد" و بقية "الإخوان المسلمين" و أضاف إليهم بمعونة "إيرانية" و غربية جماعات "القاعدة" و ما شاكلها ، إلا أن هذه البضاعة أصبحت كاسدة و غير مهمة بشكل يسمح للغرب ببيع "لبنان" ثانية لـ "أسد".

طائفية "أسد" الحاقدة حولت "سورية" إلى  المفصل الأهم و القاعدة الأكبر لإنطلاق حركة التشيع "الخمينية"  و جعلها أكبر قاعدة تنطلق منها اختراقات هذه الحركة في العالم الإسلامي.

لقد حاول "أسد" أن يدمر "لبنان" بيد حلفائه "الخمينيين اللبنانيين" و لكنه فشل لأن تطرف و طائفية هؤلاء البشعة كادت تودي بنظام "أسد" نفسه فلقد وصلت الأمور في "لبنان" إلى حافة حرب طائفية كانت ستمتد إلى "سورية" بأسرع من النار في الهشيم و تسحق "أسد" و عصابته بما يشبه أعاصير الكاريبي.

طبعا حاول "أسد" استعمال ورقة "القاعدة" و التكفير السني و لكنه فشل أيضا لأن "لبنان" أرض لا تنبت عشب "القاعدة" و لا يعيش في ترابه غراسها.

بقي في جعبة "أسد" الطلقة الأخيرة و هي "الإخوان المسلمون" و هم جزء حيوي من خطة "الخمينيين" لإنشاء إمبراطوريتهم المهدوية في "الشرق الأوسط" و لقد ضاق الوقت كثيرا أمام "أسد" حتى يتفادى سيف "بيلمار" المفزع.

إذا البضاعة التي ستعرض في سوق صفقات "أسد" هي بضاعة إخوانية و حتى تنزل إلى "البازار" لا بد من تصعيد يجعل هذه البضاعة ذات قيمة مغرية يمكن لـ "بشار" أن يطلب مقابلها حلمه الوحيــد ... "لبـنان".

نزل "الإخوان المسلمون" إلى حلقة نخاسة "أسد" السياسية بعد أن أصدر "بشار" أمره إلى "حماس" لإفتعال حرب ضخمة مع "إسرائيل" تكون من جنس "حرب تموز" ليس فيها سوى صور الدماء و الأشلاء و لكنها ستكون دماء و أشلاء مجانية بالنسبة إلى "بشار" الطائفي الحاقد إنها دماء  "أهل السنة" هذه المرة و سيكون الضحايا فلسطينيون و هذا سيجعلهم عاملا عاطفيا ساحقا يمكن لـ "أسد" أن يستغله لتوسيع دائرة النار لتصل إلى "لبنان" في حال فشل في بيع "حماس" للغرب.

لا بد لهذه الحرب من مسافة زمنية طويلة و يمكن تدبر هذه المسافة بتجاوز الجهود الخيرة لوقف المعارك و القتل من خلال ذرائع تافهة كتلك التي تذرع بـها قادة "حماس" ليرفضوا قرار "مجلس الأمن" و ليدفعوا "إسرائيل" لرفضه أيضا.

هذه المسافة الزمنية و تدرع قادة "حماس" بجثث الأطفال و النساء سيزيد من غضب الشارع الإسلامي و سيكون من السهل جدا إقناع هذا الشارع بضرورة فعل شيء ما و لو كان انتحاريا على خلفية اتهام حكام العرب بالخيانة و التخاذل و على رأسهم المستهدفون من الخطة (أبو مازن – السنيورة) , و من يلاحظ المقاطع المركبة التي تبثها "الجزيرة" و تقرن فيها بين مواقف "السنيورة" و "أبومازن" و تربط بين "هنية" و "نصرالله" يستطيع أن يرى رأس الخيط الواصل إلى الشبكة.

إن أضعف قوس في محيط دائرة الحرب هو "لبنان" و لا حاجة بنا لشرح أسباب هذا التصنيف المعروفة , و يمكن أن يتولى مقاتلوا عصابات "جبريل" و "العملة" و "شلح" مهمة إشعال فتيل الحرب في "لبنان" و ذلك من خلال عملية كبيرة في "اسرائيل" تستدرج ردا هائلا من جيشها ، هذا الرد سيسوغ تدخلا لـ "حزب الله" على طريقة فرسان العصور الوسطى ثم  توريط "الجيش اللبناني" في الرد على هذا الرد ، الأمر الذي سيشعل الحرب إن فشلت صفقة تلزيم "حماس" للقضية الفلسطينية تمهيدا لمسخها على طريقة "هدنة الجولان"...

طبعا سيرفع "حزب الله" و حلفاء "أسد" شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة حال اشتعلت جبهة "لبنان" ليكون ذريعة للقضاء على ما بقي من سلطة "الدولة اللبنانية" و لنشر الفوضى و تصفية المتهمين في قضايا "المحكمة الدولية" و هكذا يضرب "أسد" ألف عصفور بحجر واحد:

يتخلص من أعدائه السنة , و يقدم لـ "إسرائيل" و "أمريكا"  قرابين كبرى من الأحزاب و الحركات و الناشطين الإسلاميين و يتخلص من "المحكمة الدولية" و يعود إلى "لبنان" المدمر ليعيد تجميعه و تركيبه على هواه و ينهي آمال الفلسطينيين في إتمام العملية السلمية و إنجاز دولتهم حتى تبقى قضيتهم سلعة يتجر بها "أسد" إلى ما شاء الله.

من جهة الواقع العسكري فإن طريقة أداء الإسرائيليين في حرب "غزة" لم تكن كتلك في "لبنان" لأنها اعتمدت على أسلوب الحصار البدائي جدا على طريقة الحملات التأديبية في  "العصور الوسطى" و لم تتورط في احتلالات أو مخاطرات كبيرة و هذا جعل "أسد" في وضع محرج جدا و حرمه من إعلان انتصاره على أشلاء "الغزاويين" و أدى إلى دفعه إلى تصريحات إنفعالية مثل تصريحه الأخير المعاكس لكل ما اعتبرته "حماس" ثوابت لا تراجع عنها ، فلقد تحدث "أسد" بوضوح كامل و بعبارات لا تحتمل التأويل عن وجوب وقف نهائي لإطلاق النار و عن وجوب منع تسليح "غزة" ، هذا التصريح الفج   حاول "أسد" من خلاله أن يرسل إلى "إسرائيل" و الغرب رسالة مكررة بأنه قادر على إنجاز هدنة أبدية على يد أتباعه من "الإخوان المسلمين" مثل هدنة "الجولان" و إنما في "غزة" ثم لاحقا في "الضفة" تضمن لـ "اسرائيل" سلاما دائما دون اتفاقية و قيود و دون انسحابات و تغييرات جغرافية.

في قراءة أولية  للمبادرة المصرية أخشى أن "مصر" و العرب قد ابتلعوا طعم "أسد" و عقدوا له صفقته مع "إسرائيل" بأيديهم ذلك أن مشروع الهدنة المصري سيضمن لـ "حماس" تكريس شرعية تقسيم "فلسطين" و سيضيف عاملا مساعدا لـ "حماس" لإنجاز انقلاب كامل في "الضفة الغربية" ينهي "أوسلو" و الإنتفاضات و المفاوضات و يبقى الوضع على حاله إنما دون أدنى إزعاج لأمن "اسرائيل".

و من جهة أخرى  ربما نجح العرب في إنقاذ "غزة" من براثن "أسد" و "إيران" و "اسرائيل" من خلال المبادرة المصرية و سددوا بتحركهم الدبلوماسي ضربة كبرى لمصداقية المزاعم الإيرانية عن الغيرة على مقدسات الأمة الإسلامية و عن السعي لتحريرها من التبعية للغرب و الإستعمار.

لقد تصرف "الخمينيون" و "أسد" في هذه الأزمة بنذالة واضحة عبرت بوضوح عن حقيقة الأصولية "الخمينية" و لم يحذفوا "اسرائيل" بحجر واحد نصرة لـ "غزة" و لم يرسلوا إليها قرشا واحدا أو حبة دواء و لم يبذلوا أي جهد دبلوماسي يذكر لوقف العدوان عليها و لقد قرأ الشارع الإسلامي السني هذه النذالة بأحرف واضحة عبرت عن حقيقة واحدة و هي : "الخمينيون" ينظرون إلى "أهل السنة" جميعا (دون استثناء) على أنهم أعداء مهدوروا الدماء و الأرواح و لا يستحقون أية مناصرة أو تضحيات كتلك التي يبذلها الحلفاء لبعضهم فضلا عن تلك التي يبذلها الإخوة لبعضهم وقت الشدة.

و هذا سيفيد العرب جدا في الصراع على "لبنان" خاصة و أن فريق السنة في "لبنان" الذي شرعن ادعاءات "الخمينيين"  الكاذبة و تباكيهم على "فلسطين"  و هم الفلسطينيون قد انتظروا دون جدوى صواريخ "شهاب" أو "زلزال" أو حتى "رعد" أو حتى قذائف من هاونات "نصرالله" كتلك التي أمطر بها "بيروت" و "طرابلس" في حربه على السنة.

بقي أمام "بشار" طريق واحد أخير فيما لو كانت الهدنة القادمة "مصرية" بحتة (أي دون صفقات) و هو خيار "شمشون" و أعتقد أن هذا الأرعن الجبان لن يتجرأ على اتخاذه و سيظل يتلجلج بأطرافه حتى يصل إلى عنقه قطار "بيلمار" الساحق.

الوطنيون الأحرار السوريون.

الخميس 15 كانون ثاني 2009.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات