مَأْسَآتِيْ أَنِّيْ سَيِّدَتِي
لاَعَبْتُ صَغِيْراً قُطْعَانَ الْثَلْجِ
وَمَضَغْتُ حَبَّةَ سُّكَر
وأنْصَتُّ لِأَشْجَار الْتِيْن وَالْلَوْز
وَتَوَسَّدْتُ الْعُشْبَ الْأَخْضَر
قَرَأْتُ بِكُتُبِ الْتَّارِيْخِ
عَنْ سُلْطَان الْبَحْر الْأصْفَرْ
عَنْ شُطْآنٍ عَنْ خُلْجَانٍ
عَنْ حُكَمَاءٍ سَاسُوا الْعَسْكَر
وَطَرَقْتُ بَابَ الْعُظَمَاء
وَمَرَرْتُ بِأَطْلال تَدْثُر
تَلَوْتُ عُيُوْنَ الْأشْعَار
رَاجَعْتُ بِصُحُفِ الْأَسْفَار
ورَسَمْتُ خَرِيْطَةَ أَفْكَارِي
عَلَى الْرَّمْلِ ... عَلَى الْمَاءِ
وَنَقَلْتُهَا لَيْلاً عَلَى الْدَّفْتَر
مَأْسَآتِيْ أَنِّيْ سَيِّدَتِي
سَافَرْتُ لِكُلّ الْأَمْصَارِ
وَتَفَيَّأْتُ الْأَشْجَار
وَرَأَيْتُ بِلادَ الْعِرْق الْأَصْفَر
رَاقَبْتُ الْدُّبَ الْأَكْبَر
أَصْغِيْتُ لِأَحْلامِيْ لَيْلاً
وَرَصَدْتُ الْجُرْمَ الْأَحْمَر
نَسَيْتُ هُمُوْمِيْ وَأَحْزَانِي
وَعَشِقْتُ كَثِيْراً لا أَذْكُر
مَأْسَآتِيْ أَنِّيْ سَيِّدَتِي
قَدْ أَحْبَبْتُ الْلَوْنَ الْأَخْضَر
أَعِيْشُ بِوَطَنٍ عَرَبِيٍ
يُحْكَمُ مِنْ قِبَلِ الْعَسْكَر
يُسْلَبُ مِنْ قِبَلِ الْأَصْنَام
يُغْتَصَبْ فِيْ سَهْرَةِ مُنْكَرِ
فَبِلادِيْ تُثْمِرُ أَطْفَالاً لِلْنَحْرِ
وَرْداً وَزُهُوْراً لِلْقَبْرِ
وَطَنًا يَحْكُمهُ الْطُّغْيَان
يَرْأَسُهُ الْصَّنَمُ الْأَكْبَر
مَأْسَآتِيْ إنِّيْ أَغْرَقْ
أَغْرَقْ ... أَغْرَقْ ... أَغْرَقْ
أَغْرَقْ بِدُمُوْع الْأَطْفَال
أَغْرَقْ بِدِمَاء الآوْطَان
أَغْرَقْ فِيْ حُزْنِيْ وأَسْكَر
مَأْسَآتِيْ أَنِّيْ إِنْسَان
أَحْبَبْتُ جَمِيْعَ الْأَدْيَان
وَزُرْتُ جَمِيْعَ الْبُلْدان
وَرَضَيْتُ بِكُلّ الأَلْوان
لَكِنّيْ وَحَقُكِ يَا سَيِّدَتِيْ
كَرِهْتُ الْلَوْنَ الْأَحْمَر
التعليقات (0)