مأذن رمضان
أيام قليلة ويطل على المسلمين شهرٌ الرحمة والمغفرة والسلام والسكينة والوقار , شهرٌ القرآن والطاعة والنفوس المطمئنة , في ذلك الشهر لا يتغير نمط الحياة اليومي فحسب بل كل شيء يتغير و كل فرد يعيش روحانية تلك الأيام يٌلاحظ ذلك التغير الذي يتمنى البعض إستمراره طوال العام , شهر رمضان كغيره يأتي والصراعات السياسية والإيديولوجية تطغى على السلام والمستضعفين يدفعون ثمن الحماقات ومع ذلك يستقبله المسلمون بالتهنيئة والتبريكات وخالص الدعوات رغم كميه الكراهية المنصوبة على قارعة الطٌرقات , أشياء كثيرة تٌميز ذلك الشهر لكن هناك حالة يضعها البعض بخانة المميزات ويضعها أخرون بخانة السلبيات , تلك الحالة ليست مٌقدسة فهي سلوك كاي سلوك أخر حتى وإن كانت من طقوس رمضان التعبدية , مأذن المساجد ستكون على موعدٍ مع الأصوات والإرتفاعات الغير مقبولة والغير مستساغة وستكون على موعد مع الأدعية التسلطية على الأخرين من المٌخالفين والمختلفين جماعاتٍ وأفراد , المجتمع السعودي بينه وبين المأذن إرتباطٌ وثيق فصوت الأذان يسمعه خمس مرات في اليوم وما بين الصلوات هناك المحاضرات والمواعظ والدروس الدينية الوعظية وحلول رمضان يعني دخول صلاة التراويح والتهجد قائمة العبادات وهما صلاتين ليستا بواجبة وإنما سنة مستحبة لكن المأذن ستكون في حالة عمل دائمة وسيكون المجتمع في حالة ضوضاء دائمة يسمع الأئمة والدعوات من كل حدبٍ وصوب من أمامه وخلفه وعن يمينه ويساره , أكثر الفئات عرضة للإزعاج والضوضاء هم جيران الجوامع والمساجد فبعد أن كان المرء يستميت في السكن بجوار مسجد أو جامع اصبح يهرب من الجوار ليس كٌفراً أو معصيةً أو جنوناً كما يعتقد البعض بل هرباً من الضوضاء الصوتية وهرباً من سلوك المصلين الذين يغلقون الطرقات بسياراتهم ويتبعون الإمام قيامأً وركوعاً وإثم قطع الطريق يلاحقهم حتى يخرجوا من حالة الطقوس التعبدية , تخفيض درجة الأجهزة الصوتية ليست من التغريب في شيء وليست بالأمر المٌحرم بل تلك الأجهزة ماهي الأوسيلة كان البعض يحرمها عندما ظهرت ووجودها ليس من الطقوس التعبدية بل من التكنلوجيا المٌستخدمة كالإنارة وأجهزة التكييف , تخفيض المكبرات والمناداة بذلك لا يعني أن المجتمع ينفر من سماع الذكر ولا يعني أن المجتمع أو بعض فئاته المنادية تٌريد تقييد الطقوس بقيود بل يعني إحترام حق الجوار وتعظيم الشعائر ومنع التجاوزات اللفظية ومنع تداخل أصوات الأئمة بعضها ببعض , المساجد دور عبادة وتوجية وإرشاد وليست دور للإستعراض اللفظي والإنشائي والإيماني وليست دار تحليل سياسي وإجتماعي في مجتمعات تؤمن بالتحديث والإصلاح في كل شيء , مساجدنا في شهر رمضان وغيره من الشهور بحاجة لإعادة نظر في كل شيء خصوصاً في بعض الممارسات التي لا تنتهي بصوت المأذن والمكبرات المرتفعة ولا تبدأ بالتجاوزات اللفظية على فئات بشرية ومجتمعية لا ذنب لها في الصراعات السياسية والإيديولوجية التي أوجدها وأوقد شرارتها متطرفي الجانبين ؟
ليس بضال ولا مجنون ولا كافر ولا فاسق من يدعو لوضع حداً للتجاوزات اللفظية ويدعو لتخفيض أصوات المكبرات والمأذن فالعبادة سكينة ووقار وهدوء وليست صراخ وتنطع وإيذاء لخلق الله !..
التعليقات (2)
1 - أبتدأت الحرب الموسمية
صادق الزمان - 2016-05-25 19:24:23
كالعادة أبتدأت الحرب الموسمية على العباات والشعائر من بنو الشواذ الذين لا هم لهم سوى هدم القيم والسلوكيات الحسنة .. قبحك الله
2 - تعليق
مؤمن حسن - 2016-05-26 16:25:03
بدأ العلمانين الجهله بالغمز واللمز بالشعائر والعبادات الدينيه عزيري لاتبني مسجدا جانب منزلك المهلهل وان وجد مسجدا بجانب منزلك ارحل بعيد عنه مسكين حقا اصوات الحق والعبادات تزعج هدؤك ولاتجعلك تفكر في قضاياك المهمه الشامخه ياحرام كم انت في مشكله كبيره يجب ان لا نرفع اصوات الحق عبر المنابر علشان مانزعج حضرتك