مواضيع اليوم

مآذن نابلس تودع الشيخ "السايح"

غازي أبوكشك

2012-03-01 08:38:38

0

 

عد أن صدح صوته خلالها لعقدين

M

مآذن نابلس تودع الشيخ "السايح"

 
,
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
"لا أوحش الله منك يا رمضان.. يا معدن الخيرات والإحسان.. يا حيّ يا قيوم لا إله إلا أنت.."، عبارات يرددها الصغير قبل الكبير في مدينة نابلس في الثلث الأخير من كل رمضان، كيف لا وهي تصدح بها مآذن جبل النار بصوت عذب جلي يتردد صداه في كل مكان عبر شبكة الأذان الموحّد.
 
في أوقات الصلوات الخمس؛ يترنم البشر والشجر والحجر بصوت الشيخ الجليل أسعد عبد الرؤوف السايح، الذي ودعته مآذن نابلس بعد أن وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي (21-2).

مرّ عقدان من الزمن وكان للمؤذن "السايح" شرف رفع الأذان عبر عدد من المساجد، وعندما تم تنظيم شبكة الأذان الموحد، كان صوته الرنان العذب هو من يرفع الأذان ويردد التوشيحات والأذكار قبيل رفع الأذان، لا سيما تواشيح أذان الفجر.

 

ومع رحيل مؤذن نابلس؛ يفتقد أهالي المدينة المؤذن أسعد والمعروف بـ "الشيخ صابر"، حيث اعتادوا على صوته الجميل وهو يردد أذكار ما قبل الأذان. 

الحاج محمد محسن صاحب محل تجاري في مدينة نابلس يقول: "موعد الأذان في نابلس له وقع خاص، كل الناس هنا تشهد للشيخ صابر بجمال صوته الذي ينطلق عبر شبكة الأذان الموحد، ليصل لكافة ضواحي ومخيمات المدينة".

 

ويضيف: "عندما تسمع توشيحات الشيخ صابر تشعر أنه يحدثك أنت وحدك .. كلامه وصوته وأسلوبه يشعرك بأن كلامه يخرج من قلبه ويلامس شغاف قلبك، خاصة تلك الأذكار والتوشيحات التي تصدح بها مآذن المدينة قبيل أذان الفجر".

 

أما الشاب أحمد (22 عامًا) من نابلس فيقول: "عند رفع الأذان أطفئ كل ما حولي من أصوات للتلفاز والراديو وأي ضجيج؛ فصوت الشيخ أسعد له مذاق خاص ومميز، ننتظر الأذان بشوق للترنم على صوته، ندعو الله أن يرحمه ويعوضنا بأمثاله".

ويضيف: "منذ أن وعينا على الحياة وصوته الشجي كان من ننتظره في أذان الفجر والمغرب في رمضان، وفي العشر الأواخر نصحو باكرًا حتى نسمع التوشيحات الدينية التي يشدو بها وحفظناها عن ظهر قلب منذ صغرنا".

 

أما الشيخ النائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" بنابلس داود أبو سير فيقول في رحيل السايح: "كوني من أبناء مدينة نابلس؛ فقد عرفنا الشيخ أسعد بصوته الندي وتوشيحاته، خاصة في شهر رمضان المبارك، الكبار والصغار يكونون بانتظار الأذان بصوته في ذلك الشهر الفضيل وكافة شهور السنة، فصوته الشجي تحن له القلوب وتدمع له العيون".

 

ويذكر أبو سير بعضًا من مناقب الشيخ صابر، ويشير إلى أنه كان أول من تعلم قراءة القرآن على طريقة "بريل"، كونه كان كفيفًا، ويقول: "كان الشيخ فاقدًا للبصر لكنه يمتلك بصيرة قوية ومميزة، كان من أوائل من تعلم قراءة القرآن على طريقة "بريل" في نادي المكفوفين في نابلس، حيث كان لوقت قريب عضوًا فاعلا بالنادي".

 

ويضيف أبو سير: "لقد وهب الله الشيخ أسعد بصيرة مميزة تمكنه من معرفة من حوله، فمجرد رد السلام عليه أو ملامسة يده يعرف من الذي يقابله، فهو يتمتع بذكاء وقدرة كبيرة على التمييز رغم فقدان بصره، وصوته يتمتع بروعة الترخيم والقدرة على ملامسة القلوب".

 

وحصل المؤذن الراحل على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة النجاح الوطنية، وكانت له مشاركات واسعة في المناسبات الدينية والموالد وحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم.

 

وكان الشيخ الراحل يتمتع بشخصية محبوبة وذات شعبية كبيرة في المدينة، أكد عليها أهالي المدينة في مشاركتهم في الجنازة المهيبة التي شعيت جثمانه، حيث شارك الآلاف فيها من كافة الأطياف والمستويات الرسمية والشعبية تقديرًا وحبًّا لذلك الرجل.

 

وأكد أبو سير على "وجود العديد من التسجيلات المميزة للشيخ أسعد والتي ستبقى مآذن نابلس على موعد معها من آن لأخر، ليستذكر الناس ذلك الصوت، ويترحموا عليه، فرحيله خسارة لنا لكننا نحسبه قد ربح الكثير إن شاء الله، هو ومن سبقه من كوكبة المؤذنين في نابلس أمثال المؤذن الراحل محمود القدومي، وزكي حنون".




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !