وَقَفتُ خاشِعةً
أُصلي
وَالدُّموعُ تَتَساقَط مِن عينايَّ
كَسُقوطِ قَطرات النَّدى
فَاحمرت جفوني
وتكحلَّت عينايَّ بِسَواد الأَرق
حينها, جاء طيف حبيبي يبكي
وعلى خديهِ الدموع كالدرر
فسَقَطت الكلمات
وانتحرت الآهاات
وَتَبقت عالِقة في حُنجرتي
فنظر اليّ وَقال: أأنتِ عاشِقةً بجنوني؟!
فَذُهلت، وَلم أجب
بل سَألت: هَل من مداوي؟!
فإذ بوجنتاه تُشِع نورًا كالذهب
فاستبشرت السَّماء
وَازدادت بِالضياء
وعمت شُموع حبنا لحنٌ يتلوهُ غِناء
واهتزت الأرض بمن عليها
وتصاعدت ألسِنة اللَّهب
فَسَألت: الهذا الحبّ أساس متين؟!
أم هذه النظرات وسيلةً لإحراق قلبي؟!
دقائِق تمضي
ساعات تمر
وَهُو خلف زنازينه
شعرت بنبض قلبي
إحترت!!
ثم شعرتُ بضربات حبه
تساءلت!!
وإذ برياحٍ تهب من خلف القضبان
وتعصف أمواجًا مالحة
والدمع تحول إعصار
وأنا أصبحت كغيمة سارحه
فوق كتف هضبِهِ
أنتظر رَعدًا يفجّر المكان
أنتظر ماءً ثَجاجًا لينفش المعصرات
ومع هذا لا يعنيني
فجغرافيا العالم لا تغنيني
فهبي يا رِياح ألف ريح
وأعصري الزَّمن الجريح
فلقدومهِ سِحرٌ لا يُقاوم
فَكَرت
فَرَسَمت نِِقاط حُدود المَجال
لِمَنع أشِعَة الإحتِراق لِهذِه اللَّيلَة
تَغَيرَت مَعالِم الوُجود
وَعَجَّت زَوْبَعةً مِنَ المَكان
وَما بَينَ الشَمال وَالجُنوب اختَزَلتُ الزَّمان
وَابتَدا صِراعٌ ما بَينَ الصورةِ وَالمادَة
وَما بَينَ حَرَكَة الفِعل وَالإنفِعال
فَالحَياة ثَوانٍ مَعدودَة
وَالعُمر حَرَكات مَحدودَة
وَمِنَ الحَرَكة تولَد الزَّمن
يا الهي، تَفَجَرت الذاكِرة
وَانقَتَل الشِّعر ظُلمًا
هَل الخَطَأ مِن أهل الزَّمان أم مِني؟!
تَناثَرت النَفس
تَناثَر اللُّجَين مِن شِدة العَطَب
ذُقتُ مِن جَميع الكُؤوس
حُلوٌ, مُرٌ, سَمجٌ, مالحٌ, وَعَلقم
حتى لِساني
لَم يَعُد يُفرق بَينَ الأطعِمَة
نَظَرتُ إِلى مِحبَرَتي
لأُدَوِن ما بِخاطِرَتي
فَجالَت عَينايَّ بَينَ العَقل وَالمِحبَره
مَسَكتُ قَلَمي مُمازِجَةً بَين اللَّون وَالحَرَكة
بَينَ الفِكرَة وَالظِل
أبحَث عَن الشِّعر الأَشْعَت وَالسُحنَة المُغْبرَّه
أبحَثُ عَن قِصَصي المُفزعه
فَقَد فاضَ خاطِري
وَجَفَّ مَدادي
وَأَصبَحَت الأفكار مُتَلَجلِجَةً بِصَدري
وَإذ بِهِ هَرِعَ إلى المَكان
يُنجِدني
فَلِقُدومهِ سِحرٌ لا يُقاوَم
التعليقات (0)