عندما لايستطيع الضعيف المصاب بداء العظمة فعل شيء بعد أن فقد كل مقوماته وكلماته واسلحته وبح صوته والتهبت حنجرته.يسخر من هؤلاء وينتقد هذا ويملي على ذلك فعله حتى أصابه مايشبه الجنون . وعندما تمله الناس ولا تُسمع كلماته فهو حتما سيلجاء لغيره لقوي يستقوي به يريده منحازا له ولفكره .وهذا القوي اذا كان حكما عادلا ذكيا وفطِنا وبعيد النظر سيعرف أنه بتكراره الصراخ حاله من حال المثل " ضربني وبكى سبقني واشتكى". ولابد بل ويجب الضرب على يده كما تضرب الأم على يد صغيرها . لكنه لو انحاز له من حال المثل " كثرة الدق تفك اللحام" فيصبح مؤيدا لسلاطته وصراخه فسيكيل بمعيارين. سيحكم بحسب نسبة الانحياز ولمحبته لذلك الضعيف .عندها قد يفرط في حمايته وتدليله أوقد يسايره ويدعمه حينا من خلف الستارخطوة بخطوة حسب رؤيته . لكن الضعيف المُتمسكِن اذا وجد أن المستجار به حكيما بل هو من اخيار الحكام فإنه سيظل مستمرا في صراخه كصراخ الطفل العنيد مع أمه ,سيصرخ كل يوم ليل مساء حتى تُنفذ رغباته هنا وجب على الأم أن تكون حازمة . وإلا فسيتمادى عليها مستقبلا وقد يلحقها منه شيء. وكذلك الحاكم العادل يجب أن يكون صارما يزجره ويُفهمه أن الزن بضاعة مزعجة ورخيصة وعليه الكف عنها, فالنواح والصراخ والعويل والنحيب كألاطفال أوأرامل النساء هوأسلوب لايؤتي ثماره , وهو بخلاف عدالته ومعاييره وقِيَمه فهناك اناس تراقب مايحصل . وبتكرار البكاء مع حكمة الأم وذكاء الحاكم سيفهم أن أسلوبه لم يعد سلاح مجدي لتحقيق الرغبات . فوجب عليه "الكف عن رمي الناس بالحجارة اذا كان بيته من زجاج" يحفظ لسانه ويوقف اذاه .يريح هو ويستريح الحاكم وتستريح الناس.
التعليقات (0)