مواضيع اليوم

ليل لطراف الدنيا (2)

أحمد الشريف

2014-03-03 12:30:28

0

 

          ليل لأطراف الدنيا (2)

               أحمد الشريف

ارتميت على السرير ونمت نوماً عميقاً نوماً لم تقطعه الأحلام أو الكوابيس , قطعه فقط صوت مصطفى مرسي فى مقهى المعاشات منادياً على الطلبات : وعندك واحد شاي على ميه بيضا  للمعلم هيمة ..

وشيشة للواد الشقى دوسة , وقهوة على الريحه عشان حمو العضل اللى مشرفنا الليلة وهيدفع على النوتة .

قمت نصف قومة من السرير ألتفت لركن الغرفة حيث يربض سرير سعد , لكن سعداً لم يكن نائماً و احتمال خرج لشراء سجائر أو شيئاً ىخر و ونحن عائدان نسينا شراء ما نأكله , ارتديت ملابسي وخرجت للشارع , اشتريت بسطرمة وزيتون وجبنة رومى , وأنا على عتبة الغرفة رأيت هالة واقفة أمام غرفتها : مساء الخير ؟

أجبتها بنعم . طيب ممكن تساعدنى فى تركيب لمبة جديدة بدل القديمة اللى اتحرقت و استأذنتها دقيقة ,واحدة لأضع ما بيدي فى الداخل . اكتشفت أن غرفتها عبارة عن غرفتين كبيرتين ومفتوحين على بعضهم بهما حمام ومطبخ , سألتها عن ذلك فقالت : إن زوجها اشتري الغرفتين وجعل لهما باباً واحداً من الخارج ثم فتحهم من الداخل استبدلت اللمبة و وتكلمنا طويلاً عن إقامتي السابقة واسمي وعملي وعن زوجها ورغبتها فى ترك البيت والإقامة فى شقة ....

-        أحييه نسيت أعمل لك حاجة تشربها

-        لا مفيش داعى لازم أمشي .

-   وأنا متجه للباب ألحت أن أجلس قليلاً واشرب شاياً أو عصيراً لزوم الضيافة والمساعدة , وضعت يدها يدها على كتفى بتلقائية وكررت دعوتها : فقلت : معلش وقت تانى . ثم سمعنا جلبة وسط البيت استدارت جهة الباب لتري ما يحدث , فاصطدمت مؤخرتها بى عادت مرة ثانية لمواجهتي قائلة : إن بعض الزباين يتشاجرون مع حسن الصعيدي  , كانت عيناها تحاولان معرفة مدي تأثيرها علىّ , ابتسمت وأنا أغادر فردت بابتسامة شجعه : خلينا نشوفك تانى , خرجت من عندها لا أعرف لماذا يفكر الإنسان فى البحث عن كائنات فى كواكب أخري ما دام يوجد على الأرض كائنات بهذه العذوبة ؟ أكلت قطع البسطرمة مع الجبنة وحبات الزيتون بشهية وأنا أفكر فى هالة و طرقات على الباب آه هالة ثانية , فتحت الباب أمامي رضا بخيت و لبرهة فقدت النطق , إيه مالك ؟ تحججت بالأكل وباعتقادي أنه سعد أزاحني مداعباً بيده ودخل عزمت عليه أن يأكل معى

-        حظك حلو أنا اتعشيت فى البيت تقدر تاكل لوحدك .

-        لو مش هتاكل معايا سعد جاي أكيد ناكل مع بعض دا انا حتى قمت من النوم ...

-        لم يتركنى أكمل .

-        - يا بني سعد سافر مرسي مطروح 

تلقيت الخبر بوجوم لم يخبرني و هذه هى  المرة الثالثة او الرابعة التى يقوم فيها بأفعال تخص حياتنا معاً ولا يكلف خاطره بأن يخبرني .

أخبرت رضا بما يدور فى رأسي و هو ده سعد ودي طريقته , لم أجد بداخلي رغبة فى الكلام عن سعد وطبيعته النفسية والجوانب المظلمة فى شخصيته التى لم أطلع عليها ..

توقفت عن الطعام , أدرك ما أنا فيه فأشار بأن نخرج ونجلس على مقهى المعاشات .. فى الركن جلسنا , من مكاني أري مصطفى مرسي يخرج زجاجة خمره صغيرة من أحد جيوبه , يشرب جرعة أو اثنتين ويعيدها لجيبه ثانية , كنت قد عرفت منه أنه لا يمكن ان يعمل دون زجاجته السحرية وجرعة أو اثنتين كل ساعة تعيد له النشاط وتدفعه للعمل بقوة حصان أو حمار , وتلبية طلبات الزبائن حتى انتهاء ورديته فى الثالثة أو الرابعة صباحاً , عند انتهاء الزجاجة الأولى , يطلب من حوده زميله شراء ثانية وثالثة حسب عدد الزبائن وحسب الفلوس التى معه زجاجات مصطفى مرسي وحوده دائما من من النوع الرخيص رأس العبد . رون 30 , 99 عمر الخيام , أبو نواس , الإسعاف  وليس صنف ( بإن كنت ناوي تغيب على طول , ومصطفى مرسي على عكس الذين يشربون هذه الخمره  و معظمهم يشربها لرخصها أما هو فيشربها لذاتها تأكيداً لكلامه أن أحد زبائن المقهى ممن يعملون فى الجمرك جاء إليه بزجاجة ويسكى مستوردة  هدية أخذ جرعة واثنتين ثم رجعها لصاحبها , معلهش أنا جسمي ومزاجى مش قابل دي ز

وحتى لا يسيء الزبون الظن به أخرج من جيبه زجاجته الصغيرة وعب منها

-        مالك يا بني ؟

-        إيه رأيك لو نغير المكان ظ

-   هذه المرة أصر رضا على أن نذهب لشقته و على الأقل نتحدث فى جو أقل صخباً وأشاهد المكان الذي يعيش ويرسم فيه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !