مواضيع اليوم

ليل المنافي

حكمت الطرابلسي

2011-05-31 10:13:43

0

 

 

 

 

 

 

ليل المنافي

 

ليلُ المنافي جدارْ... 
بردانْ ! 
لانور ٌ على دربي ولانار ْ 
ليليٌ بلا آخر ْ . ! 
وإنْ لاحَ النهارْ 
فإنّ فجرَهُ من غروب ْ 
والقلوب ْ 
كسيرة ٌ 
لما تزلْ 
مفجوعة ً بالذكرياتْ 
كأنما الحياة ْ 
هناك لا هنا ! 
كأنما انا لست ُ أنا 
إذ أخذوني للفناء ْ 
قد قتلوني دونما جدوى 
في الوطن المنفى ، ومنفى الهباءْ 
ما أضيع الدموع فوق ارضهم 
والدماء ْ 
ما أنبتتْ سنبلةًْ ً 
ما أطلـَعَتْ جورية ً حمراءْ . 
بردانْ ليلي طويلْ 
أصابعي راعشة ٌ تدنو الى الاحطابْ 
اشعلها : أعني اصابعي 
أضمها ناراً الى صدري 
لأنها تمنحني الأمانْ 
ما أسعد الصدر الجريح والذبيح بالنيران ْ 
بردان ْ . 
بعدك ِ قد رحتُ الى التمثالْ 
ثلجا ً كان في السريرْ ! 
كنتُ وضعتُ ثغري 
فوق ذاك الثلج والزمهريرْ 
فالتهب التمثال ْ 
وظلَّ ثغري قطعة ً من حديد ْ 
او حجرا ً صلصالْ 
بردان وحدي 
خلف شباك الشتاء الوحيدْ 
أنظرُ من غرفتي للمدى 
سواك ِ عُمري سُدى 
وكل ما أبصره في الفضا 
نديفُ سُم ٍ وأفاعي جليدْ 
هيهات لست أبدأ الرحيل للردى 
بعدك ِ الاّ وحيد ْ 
لتأتي كل الرياحْ 
وتزأر العواصفْ 
فأنت يانجمتي َ النائية َالبعيدة ْ 
كالأمل الخائبْ 
أدري بأن لهفتي بليدة ْ 
وكل ما أرنو له كاذبْ 
لكن برغم الدمع والجراحْ 
تبقى ليالي البرد والرياح ْ 
معطفي َ الوحيدْ 
والموت والظلام والجليدْ . 
حبيبتي طالتْ ليالي البردْ 
ورحتُ كالطفل اُصالبُ اليدين 
ألوّي الجيدْ 
أبصرُ في صورتك ِ الضائعة ْ 
أحلامي َ الدامعة ْ 
فيفتكُ الموت ُبقلبي الوحيدْ 
وتجرف ُالريحُ ، كأوراق الخريف ، الوطنْ 
يضيعُ في غيابك ِ الكفنْ 
والقبرُ والتابوتُ والشهيد ْ 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !