ليلتك " سودا " .. يا جدة ..!
في ليلة جدة " السوداءُ " بعد نهارها " المنيل بستين نيلة " على رأي جماعة الكاتب والصحفي مصطفى أمين مؤلف كتاب " الحبر أسود .. أسود " .. وبما أن الحبر يمكن أن يكون بألوان الطيف إلا أنني لا أُفضل لونا واحدا فقط على الأقل وهو اللون الوردي فقد تركته لمن يسعى لتكون كل الأحلام وردية .
في مشهد تصلح سيناريوهاته لحلقة من حلقات مسلسل طاش ما طاش
" المحرم فتوائيا " للفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي المغضوب عليهما إسلامويا ! إذ أنك حينما تسمع " زغاريد النسوان " وصياح الأطفال "هاي ..هاي ..اشتغلت ! ثم فجأة يقول الأب للعائلة وهم يهمون بدخول البيت : " عوّدوا .. عوّدوا طفيت .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. حتى جوالي انفصل ! " ثم يعود الجميع " للحوش " حاملا كل منهم مخدة نومه .. عند هذا المشهد لا بد أن تتذكر " أبو هزار وأبو نزار " !.
على هذا المشهد الهزلي يمكنك " التفرج " دون أن تخشى خروج أحدهم بفتوى تحرم أعطال الكهرباء بشكل متكرر فتحرمك من متعة المتابعة لهذا المشهد المسرحي لأنه بكل بساطة أحد مشاهد مسرحية شركة كهرباء جدة بعنوان : " لا جت تفرح .... " !
في هذه المسرحية : الشيء الذي أعتدت حدوثه لا يشكل حدوثه مفاجأة بالنسبة لك ، وانقطاع التيار الكهربائي عن سكان أحياء ( معلومة ) من أحياء جدة لا يشكل مفاجأة .. المفاجأة بالنسبة لهم هي : عودة التيار الكهربائي .. هي : ولعت ولعت .. اشتغلت !.
في البلدان التي يحترم فيها المسؤول المستفيدين من الخدمة التي يقوم عليها يستقيل من عمله إن فشل مرة واحدة في تقديم الخدمة لهم بشكل جيد . وإدارة شركة كهرباء جدة تقدم للمواطن خدمة رد آلي مبتكرة " ولم يحمد ربه !" تقول الخدمة : " عزيزي المتصل إذا كنت من سكان أحياء أم السلم والمحاميد والحرزات فهناك عطل جاري إصلاحه !" ، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد كان هذا الرد الآلي نتيجة لكثرة اتصال المواطنين بطوارئ كهرباء جدة وإزعاجهم لموظفيها .. هذه الخدمة ابتكرت بسبب تكرر أعطال الكهرباء في تلك الأحياء بشكل يومي تقريبا على طريقة وصفة الطبيب العام : " حبه صبح ، حبه ظهر ، حبه ليل !"
وبالأمس أمسى سكان تلك الأحياء المغضوب عليها كهربائيا وبلديا ليلة ساخنة ونهار أكثر سخونة .. وبعد ولادة متعسرة على أثر عملية قيصرية ( نورت ) فخرج الناس إلى الشوارع ينبهون من غط في النوم من شدة التعب وهم يصيحون .. ولعت .. ولعت .. ولعت !!
وإلى " المشهد التالي من مسرحية كهرباء جدة
( لا جت تفرح ... !).
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)