غابت الجميلة عن عيني أكثر من خمسين عاما كاملة ولما حانت الفرصة لأن أراها واقترب الموعد تخيلتها نضرة بضة كما كنت أراها في خمسينات القرن الماضى
إقترب يوم اللقاء فلبست أغلى الثياب وتعطرت بأفخم العطور ونسيت أنني كبرت واشتعل رأسي شيبا واقترنت العصا بساقي فصرت أسير أسيرها وأقوم بالاعتماد عليها ولكن لم يخطر ببالي أن أتخيل الجميلة إلا في شبابها ونضارتها وحسن محياها وبسمتها المشرقة
ركبت سيارتي وذهبت إلى يوم عرس ابن أخي على بنت اختها
بحثت عنها في الحاضرين وهالني أن أرى سيدة تشبهها بدينة نوعا ما ...تقارب فكها الأسفل مع الأعلى واختفت شفتاها وغطت رأسها حيث يختفي تحته شعر أبيض يطل في خجل من خصلة أمامية نفضت عنها الحجاب بغير عمد ولا قصد
هل هي هي؟ نعم إنها بعينها ...عيناها شديدة الزرقة ولكنها تحتجب تحت نظارة طبية سميكة وتحملق في الحاضرين حتى تراني
ألقيت عليها تحية مؤدبة محترمة فبادلتني بأحسن منها وقالت : ياااه إنت عجزت كده أوي؟ قلت نعم ولكنك ما زلت في جمالك ويبدو أنك لا تزيدين في عمرك على الثلاثينات!!
ضحكت وقالت أما زلت على حالك من المبالغات والمجاملات؟
قلت لها المثل يقول (الوردة إن دبلت ريحتها فيها) قلت الله يجازيك أما زال قلبك شابا كما كان؟
قلت في ذكرك ولكنه قد أثخنته الجراح ولم ينس أيام الزمن الجميل......ليتها تعود!!
قالت يالله حسن الختام
قلت أطال الله في عمرك يا زينة النساء قد عدت شابا منذ رأيتك الليلة
ثم أنهيت حديثي سريعا حتى لا أفقد وقار الشيخوخة وألفت نظر أحفادي المرافقين
التعليقات (0)