ليلة محاصرة الفساد
لم يكن يتوقع المواطنون أن الضربة القاضية سيكون وقتها قريب رغم حجم الفساد ، الضربة القاضية ابتدأت ليلة الأمس واطاحت برؤوس كانت تظن أنها بمأمن عن المحاسبة والمساءلة ، قبل مدة زمنية قريبة وفي إحدى اللقاءات تحدث محمد بن سلمان عن محاسبة المفسدين وقال وبالحرف الواضح "لن ينجو أحد " نعم فبالأمس لم ينجو أحد ، مكافحة الفساد لدينا لم تعد ترف بل ضرورة للإستمرار والإستقرار فالمال العام لم يعد ثروة مخصصة لفئة معينة ولم يعد غنيمة سهلة يقتطع منها المسؤول ما آراد وقتما شاء ، لجنة عليا تتابع ملف مكافحة الفساد تجمع في عضويتها رؤوساء هيئات من صميم عملها مكافحة الفساد المالي والإداري ، تلك اللجنة مهمتها محاصرة الفساد الذي نهب الخيرات ومهمتها أيضاً توحيد الجهود لسرعة التنفيذ ، البيروقراطية هي المرض الذي تعاني منه مؤسساتنا الحكومية ،اللجنة العليا المشكلة مؤخراً ستعمل على توحيد جهود الجهات الرقابية وستسهم في كسر جمود أحاط بملف مكافحة الفساد وستسهم في وضع تصور عن تنظيم يضع الجهات الرقابية المعنية بالرقابة والمحاسبة في مؤسسة واحدة وهذا هو المأمول فتعدد الجهات الرقابية سبب من أسباب نمو الفساد وعدم السيطرة عليه ،الفساد تعطيل للتنمية ونهب للثروات ومعول هدم للخبرات وسبب من أسباب ضياع الحقوق ، الفساد مرض إن حل بأرضِ أهلكها وأهلك من فيها ،بسبب ذلك المرض تعمقت مشاكل المجتمع التنموية والحقوقية وكبرت كورة الثلج ولم يعد للحلم أي وجود في حياة المجتمع اليومية ، تطبيق القانون ومحاربة ومكافحة الفساد عدالة لا يُضاهيها عدالة ولا تكون تلك العدالة بالتمني والحديث المُكرر دون أي أثر على أرضِ الواقع فالعدالة فضيلة سياسية مثلما قال أرسطو ، يقول المفكر السياسى الفرنسى "مونتسكيو": "إن القانون يجب أن يكون مثل الموت لا يستثنى أحداً" وهذا ما بدأت ترجمته على أرض الواقع السلطة السياسية ، المجتمع يثق تماماً أن المرحلة القادمة بتفاصيلها الدقيقة لن تكون مرحلة مؤقتة ويثق أن الخيارات تجاه كثيراً من القضايا لم تعد تخضع لغير سُلطة الواقع ويثق أن لا عودة الى الوراء ، الفساد والإرهاب كليهما خطر ولا يمكن لدولةِ أن تستقر وتنمو وينعم مواطنيها بالخير والرفاهية وهناك خطر يُهددها من كل جانب ، اليوم ليس كالأمس وسعودية اليوم ليست كسعودية الأمس فالوطن أمام مرحلة جديدة عنوانها لن ينجو أحد تورط بقضايا فساد ولن تتحطم وتتبخر أحلام المواطنين بسب ذلك المرض الذي جعل من البلاد ومقدراتها ملك لفئة ظنت أنها ستبقى بعيدة عن عين الرقيب وسُلطته ولم ترى إلا النخلة وغفلت عن رؤية سيف العدالة .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)