ليلة ليلاء
كتبها: خليل الفزيع
فــي ليلةٍ مجــنونةِ الـرياحِ والمـطـرْ
تنوحُ في ســمائِهـا عـواصـفُ القَــدَرْ
وذلك الفقـيرُ يحتمي بكـوخِهِ الصـغيرْ
وفـي الشـتاءِ كــم يـَئِـنُّ ذلك الفـقـيرْ
وكـوخـُهُ لـم يـحتمـلْ تسـرّبَ المـياه
كـأنمــا علـيه أن يـخــاصـمَ الحياهْ
وكم رأى جحافلَ الأشـباحِ في الظلامْ
تلوحُ من عـيـونِهـا الشــواظُ كالسـهامْ
أطفالُهُ من خوفِهم في الرّعْبِ يَغْرَقون
بأمِـهم تمسـكوا وبالحـنانِ يَـحـتمـونْ
وأمُـهم يـفـري حشاها الجوعُ والسقمْ
بــجسـمـِهـا مـراتـعٌ للــداءِ والألـمْ
تمزقـتْ أسـمالـُهم فمـا تـَقي الجسـدْ
من غضبةِ الـرياحِ أو من شدةِ الكَمَـدْ
ينكـِّسُ الأبُ الملـتاعُ طـرفـَهُ الحَسـيرْ
ويندبُ الأنواءَ إذ يجورُ طقسُها المطيرْ
من فقـرِهِ وجــوعِـهِ وقســوةِ الـزمــنْ
تراكمـتْ هـمــومُــه وزادتِ المـحَـنْ
أكـفـُّـه مـمـدودةٌ مـرفـوعــةٌ إلى السـماءْ
لسانـُهُ.. بل قلبُهُ المـكلومُ رَدّدَ الدعاءْ
فلـيس غــير اللهِ وحده يُـبـدِّدُ الأســى
ومـا أفاد المـرءُ قـولـُهُ لعلّ أو عســى
لله في سَـمائِِه عـدالةٌ يهدي بها البشر
لكنه الإنسانُ في ضلالِهِ لا يعرفُ الحذرْ
يا عـابدَ الأموالِ فـي مـكانِكِ المـنـيفْ
هلاّ رحمـتَ مُعْدَمـاً في حالِهِ الضعيفْ
يا من يموتُ مُتخمـاً مـن كثرةِ الطعامْ
ألا ترى أخاك جائعـاً لا يعـرفُ المنامْ
وعبءُ ذلك الفقـيرِ إن شكا مَنْ يحملُهْ
أنا.. أم أنتَ.. أم جمـيعُنا سـنخذلُـهْ؟
التعليقات (0)