أبهرتنا نافذة الضوء تلك التي انبثقت من عاصمة النور العربية بيروت ، حين توهج الحلم الفني اليمني للفنان الشاب فؤاد عبدالواحد ، متقدما على أقرانه من المنافسين حاصدا الاعجاب بمستواه الفني وأخلاقه الرائعة وتقديسه للوطن الأم رافعا علم وطنه عاليا وتمثيله لليمن خير تمثيل دون ان يكلف خزينة الدولة شيئا ، عكس ما يعمله وفود الفضيحة حين ينكسون علمهم و"يشفطون خزينة بيت المال " ولا يعودون الا وهم يجرون أذيال الخيبة والفضيحة من خلفهم.
كانت ليلة يمنية بإمتياز وفرح يماني بهيج ، صنعه شاب تحدى القيود وأنتصر لموهبته أولا وللفن الراقي الرفيع ثانيا ، ..
أستطاع فؤاد ان يصنع جذوة أمل جديدة في زمن ممتلىء باليأس والقنوط من كل شيء ، ابن الحالمة تعز أراد ان يكون ضمن سلسلة المبدعين اليمنيين الذين يجعلون سمو وطنهم في مقدمة أهدافهم بعيدا عن الأنانية الشخصية او احتكار الفرح بإسم فرد او حزب أو عائلة ..
كم أبهجتنا يا فؤاد ، أعدت الينا القناعة ان كل عقل يمني مبدع بحاجة فقط لوطن يحتويه ومؤسسات ترعاه ولا تجعله عرضة للإهمال والشتات كما يحصل الآن مع عديد المبدعين .
بالمناسبة كانت قناة دبي الفضائية في بداية بث حلقة تتويج صاحب الرقم 15 وبالمقابل كانت قناة السعيدة المحلية تبث حلقة ( القلوب الرحيمة) عن انتكاسة الابداع في الوطن وكانت حالة الممثل الكوميدي هزاع التعزي شاهدة على ذلك ، كان الوطن على موعد مع فرحة تتويج فؤاد وبنفس الوقت كان هزاع التعزي يذرف دموع الأسى لنكران أهل الشأن له ولما قدمه طيلة حياته الفنية من أعمال أزدانت بها المكتبة الفنية اليمنية ..انها مفارقة عجيبة في وطن تكثر فيه العجائب والمفارقات .
حالة الفرح التي صاحبت لحظة تتويج فؤاد لم تكن فرحة لليمنيين في الداخل فقط ، لكنها كانت لحظة فرائحية لكل المغتربين في المهجر ، ففي جدة مثلا ، كان اليمنيون أهل كرم في عملية التصويت وكانوا ايضا أكثر كرما في الفرح ..سمعنا صيحات الأسر اليمنية المقيمة حين امتزجت اللحظة بالزغاريد وأصوات فرائحية بهيجة اختلطت بالدموع ، صحيح انه فرح ناقص مالم يكن مصحوبا بإصلاح وطن واستقراره ورفاهية مواطنيه ، لكن لسان حالنا يقول " ان لم نفرح حين تكون اليمن أولاً ..فبماذا يمكن لنا أن نفرح .. وفرحتنا هذه صناعة يمنية بحتة من ميلاد تعز الابداع والثقافة والثورة ..
هنيئا لنا بك يا فؤاد اليمن ، هنيئاً لليمن ، فكل هذا الحب والزخم الجماهيري لم يكن وليد الصدفة ، انما كان نتاج جهدك ومثابرتك ، كنت فارسا لا يشق له غبار حين عملت على تكسير كل الحواجز التي وقفت في طريقك وكنت نعم الفنان ..ونعم اليمني المحب لوطنه ..
عتاب :
العتب ان كان هناك من عتاب فهو على قناة دبي الفضائية حين علمنا ان فؤاد سافر الى سوريا من اجل التسجيل في البرنامج كان هذا محل دهشة لنا كمتابعين ومحبين للقناة وادراتها بسبب عدم إيمان القناة بضرورة فتح مكتب خاص بالبرنامج في اليمن حتى يستطيع الموهوب اليمني من المشاركة في هذا السباق ، أمنياتنا ان يكون فوز فؤاد ونيله لقب نجم الخليج سببا في ان تكون هناك لجنة خاصة في اليمن للتنقيب عن المبدعين .. حيث ان اليمن ارض طيبة تزخر بالمبدعين فما على أهل الشأن فقط إلا اتاحة الفرصة فقط وتذييل كل السُبل امام طموحهم .
التعليقات (0)