مواضيع اليوم

ليلة سقوط بغداد

Riyad .

2016-04-10 10:34:59

1

ليلة سقوط بغداد

اختلفت المسميات واختلفت المواقف والرؤى وتبقى الحقيقة ناصعة لا تحجبها الغرابيل وأوهام المتوهمين , 9 إبريل 2003 سقطت عاصمة الرشيد بيد المٌحتل الذي لم يكن يٌصدق في يومٍ من الأيام أن بلاد النهرين ستصبح وتٌمسي تحت قدميه  , سقطت بغداد وسط صمت عربي كبير ووسط كومة من الشعارات الفارغة التي يٌكذبها الواقع منذ الأزل , الديمقراطية المحمولة جواً التي بشرت بها كونداليزا رايس وزيرة خارجية بوش الابن حولت العراق لأشلاء فالطائفية السياسية تتحكم بالعراق والمٌتفجرات تٌفتت ما تبقى من المجتمع العراقي والصراعات المذهبية والطائفية تتصدر المشهد بفضل العامل السياسي في المقام الأول , كل شيء في العراق تغير حتى لون نهري الفرات ودجلة تغيرت فرائحة الدم تفوح منهما , شلة المنطقة الخضراء وشخصيات الإسلام السياسي الشيعي والسٌني المٌتطرفة والتنظيمات المسلحة بمختلف مشاربها لم تكن لتوجد لولا الديمقراطية المحمولة جواً فالعراق لم يتخلص من استبداد البعث فحسب بل استبدله برعاية ومٌباركة أمريكية في ليلةٍ كانت القلوب تغلي والنفوس تختنق وهي ترى العراق يسقط ويٌستباح بدمٍ بارد !.

مقاومة الاحتلال حقٌ مشروع والتسليم بالأمر الواقع فعلٌ الجبناء , العراقيون الشرفاء قاوموا الاحتلال منذ أول يوم لكن الاتحاد التنظيمي  كان غائباً فتكاثرت التنظيمات وتغلبت الخلافات على التوافق حتى أصبح حلم تحرير العراق بعيد المنال , سبب بلاء العراق يكمن في الحٌكم الاستبدادي فحزب البعث الاشتراكي "صدام ومن كان قبله" لم يفرق في إجرامه بين سٌنة أو شيعة أو أكراد وأشوريين الخ استهدف معارضيه بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والمذهبية , اليوم تبقى نفس المٌشكلة "الحٌكم الاستبدادي " لكن بصورة مغايرة فالسلطة السياسية المٌغلفة بالديمقراطية تتسلط وتستبد بالسٌنة على وجه التحديد غايتها تفتيت العراق لكيانات سياسية على أٌسس طائفية ومذهبية هشة وضعيفة وهدفها إضعاف المكون السٌني الذي قدم التضحيات في سبيل تحرير العراق من المٌحتل الغاصب , استبداد حزب البعث لم يكن ضد المكونات بل كان ضد من يٌعارض السلطة أياً كان أما استبداد النظام العراقي وحكومته الحالية فهو موجه ذلك مكونات بعينها وهذه حقيقة لا يٌنكرها عاقل وشريف , المكون السٌني كالمكون الشيعي وكبقية المكونات لكن السلطة العراقية وعبر دستورها الطائفي تٌشرعن استهداف المكون السٌني لأهداف ايدلوجية مبنية على تصورات تاريخية فأحدثت فتنة طائفية ومذهبية دموية بلغت ذروتها عام2006م وما تزال في تصاعد مستمر ؟

سقطت بغداد فسقط معها كل شيء حتى الحلم العربي سقط ولكن في يومٍ من الأيام ستعود بغداد إلى التاريخ العظيم بعدما تتخلص من عملاء المنطقة الخضراء ومن الدمويين الذين أجرموا بحق الأنفس البريئة خصوصاً التنظيمات الشيعية التي لا يستنكر إجرامها أحدٌ فهي محمية أمريكياً ومحمولة جواً ولكنها مرفوضة عند عقلاء العراق سٌنة وشيعة في المقام الأول وستبقى عامل احتقان يتعدى ضرره ليصل إلى  المكون الشيعي على المدى البعيد والقريب ؟





التعليقات (1)

1 - شكرا

اخبار سيارات - 2016-05-08 11:55:49

thank you اخبار السيارات

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات