ليلة سعيدة يا سعيد

ليلة سعيدة يا سعيد !!!

بقلم محسن الصفار

استلقى سعيد في فراشه مع زوجته وهو يمني النفس بنوم عميق لأن الغد هو يوم اجازة وليس بحاجة الى الاستيقاظ باكرا للذهاب الى عمله و تحمل ازدحام الطرق وبقي يمني النفس بالبقاء في الفراش الوثير بل وحتى حلم بأن زوجته تجلب له طعام الافطار في السرير مثل الافلام الرومانسية  ولكنه وحالما غفت عيناه سمع صوت صراخ وسباب و شتائم من الشقة المجاورة فقال لزوجته :

- ها هم جيراننا وقد بدأ الشجار بين الزوج والزوجة ولن يدعنا صراخهم ننام حتى الصباح وعاملين مثل جلسات البارلمان صراخ و سباب و شتائم ولا احد يفهم على ماذا المعركة

نهضت زوجته وخرجت الى البلكونه وصاحت :

- يا ابو انس يا ام انس وحدوا الله ولا تخلوا الشيطان بينكم ناموا والصباح رباح وانا وسعيد نجي نصلحكم ان شاء الله والا نتصل بالشرطة وتنامون انتوا الاثنين بالحجز

شكر سعيد زوجته على التدخل السريع في الازمة بعد ان اختفى الصراخ و عاد الهدوء

- والله يا حبيتي ياريت الامم المتحدة تتدخل في الازمات مثلك وتعيد الهدوء والسلام ولكن على العكس تزيد النار اشتعالا

استلقى الاثنان في السرير ولكن بعد دقائق سمعا صوت نباح الكلب في البناية المجاورة نهض سعيد وقال

- لا حول ولا قوة الا بالله هاهم الجيران تركوا كلبهم جائعا وسينبح طوال الليل

نهضت زوجته وذهبت الى المطبخ و اخذت بضعة عظام و رمتها للكلب من البلكونة فسكت الكلب فشكر سعيد زوجته مرة ثانية وقال

- انت يا نور عيني بالضبط مثل الحكومات العربية حالما تسمع صوت الشعب يرتفع  ترمي له بعظمة كي يسكت

عاد الاثنان للاستلقاء عندما سمعا صوت موسيقى مرتفعة من احدى الشقق المجاورة فقال سعيد

- استغفر الله هاي اكيد بنت الجيران الشابة مشغلة الموسيقى بصوت مرتفع و راح تهرينا موسيقى و رقص للصبح

نهضت زوجة سعيد واسرعت للبلكونة وصاحت

- يا ريم وطي صوت الموسيقى جارنا اللي في الطابق الثالث ناوي يجي مع اهله يخطبك واذا سمعوا هالاصوات راح يغيرون رأيهم لانهم ناس متدينين ولك انتي عارفة انه فيه ازمة عرسان هالايام

انقطع صوت الموسيقى فورا وشكر سعيد زوجته مرة اخرى قائلا

- احسنت يا حبيبتي انت بالضبط مثل وزارة الاوقاف  لا تلجأ لتذكير الشعب بالفضيلة  والاخلاق الا في الازمات .

دخلت زوجته السرير وأطفأت النور وفورا علا صراخ طفل رضيع فقال سعيد :

- يا عيني ها قد بدأت الوصلة الموسيقية طفل رضيع و أم شابة لا تعرف كيف تسكته و وداعا للنوم

نهضت زوجته فورا وذهبت الى البلكونة وصاحت :

- يا حبيبتي سناء هذا اكيد عنه غازات اعطيه شوية ماء غريب وهو يهدا ويسكت وينام للصبح واحنا كمان ننام

بعد دقائق سكت الطفل فقال سعيد:

- حبيبتي انت مثل وزارة الصحة علاج كل شي عندهم البانادول

بعدما رقد الاثنان علت اصوات من الشقة المجاورة تدل على ممارسة الغرام فقال سعيد :

- جدران هذه الشقق كانها مبنية من الكرتون الله يصلح حال وزارة الاسكان لا ادري اين يعثرون على مقاولين بلاضمير بهذا الشكل  و هؤلاء عرسان جداد واليوم ليلة الخميس وهات يا عم و شيلني استغفر الله ربي العظيم و اتوب اليه

نهضت الزوجة وصرخت من البلكونة

- خف علينا شوي يا روميو والا تحب اروي زوجتك صور البنات اللي كانوا يزوروك في شقتك وانت اعزب

اختفت الاصوات تماما فقال سعيد

- والله انت مثل جهاز المخابرات ماسكة زلة على كل مواطن وبس يطلع صوته تهدده بها كي يخرس

واخيرا اختفت كل الاصوات واغلق سعيد عينيه عندما ايقظه صوت شخير زوجته المرتفع حاول النوم ولكنه لم يستطع فتحسر وتنهد و قال

- البلكونة السحرية في بيتي مثل وزارة الخارجية الامريكية ترى مشاكل حقوق الانسان في كل البلدان و تنسى بلدهم وهاهي سهرة ممتعة مع شخير أم الاولاد .

وكل ليللة سعيدة وانتم بخير  

* حقوق النشر محفوظة للكاتب