ليلة القدر - الحلقة العشرين برنامج (كلمة) للشيخ محمد حسان

برنامج (كلمة ) للشيخ محمد حسان
ليلة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اللهم لك الحمد أنت نور السوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك حق ولقائك حق والجنه حق والنار حق والساعه حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت أنت المقدم وانت المؤخر لا اله الا أنت
واشهد ان لا اله الا الله الموصوف بصفات الكمال والجمال والجلال المنزه عن العيوب والنقائص والمثال تمت كلماته صدقا وعدلا ووسعت رحمته الخلق احسانا وفضلا له الخق والامر له النعمه والفضل له الثناء والمجد له الملك والحمد
واشهد ان سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الانبياء مقاما واحسن الانبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الاصر والاغلال الداعي الى خير الاقوال والاعمال والافعال الذي بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدي الساعه بشيرا ونذيرا وداعي الى الله بأذنه وسراجا منيرا فختم به الرساله وعلم به من الجهاله وهدى به من الضلاله وفتح به اعينن عميى واذانا صمى وقلوبا غلفى وتركنا على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك... اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبي عن امته ورسول عن دعوته ورسالته وصلي اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله واصحابه واتباعه واحبابه واتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين
اما بعد :
فحياكم الله جميعا ايها الاخوه الفضلاء الاعزاء وايتها الاخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبؤتم جميعا من الجنه منزلا واسال الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذه الساعه المباركه على طاعته ان يجمعنا في الاخره مع سيد الدعاه وامام النبين في جنته ودار مقامته انه ولي ذلك والقادر عليه
احبتي في الله (كلمه) برنامج اختار فيه كل ليله كلمة واحده ازرع في بستانها ورد حياتي وازهار انفاسي ورحيق حبي وحلال عليكم ايها الاكارم قطف الزهار وجني الثمار وعدتكم بلامس ان ندخل اليوم ه ونقطف من ازهاره ونسعد بعبيره فتعالو اليلله لنستلهم دروسه وعظاته وعبره وما اكثر الدروس والوعظات والعبر اننا الليله على موعد مع
ليلة القدر:
تعالو بنا كعادتنا لنؤصل لهذه الفظه تاصيلا لغويا واصطلاحيا
ليله القدر لغويا :ليله هي الوقت ما بعد غروب الشمي الى طلوع الفجر هذا وقت اليلل او وقت الليله اما القدر في الغه له اكثر من معنى القدر بتسكين الدال او بفتحها
القدر بتسكينها من معانيه في الغه القضاء والحكم ومنه قول النبي( اللهم اني استخيرك في علمك واستقدرك بقدرتك .... اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خيرا لي في ديني ودنياي ونمعاشي وعاجله امر واجله فقدره لي )أي فقضه لي
القدر هنا اقضه لي
ومن معاني القدر التدبير يقال قدرة الامر اقدره واقدره بضم الدال وكسرها
أي دبرت الامر تدبيرا
القدر ايضا بمعنى التضيق (فاما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه )
(فظن ان لن نقدر عليه )
ومن اجمل معاني الكلمه القدر علو الشأن ورفعه المكانه(وما قدرو الله حق قدره) أي ما عرفوه حق تعظيمه واجلاله
ليله القدر اصطلاحا:
هي الليله المباركه (حم والكتب المبين انا انزلناه في ليلة مباركه ) هذا تعريف اجتهد انا في تاصيله هي ليله القاء والحكم وليله التقدير والشرف والفضل وليله القضاء
ما علاقه التضيق كمعنى لغوي بليله القدر انتبه للجواب :
وعلاقته بليله القدر ليله القدر هي اليله التى تضيق بها الارض بلملائكه قال تعالى ( تنزل الملائكه ) أي افواج بعد افواج من غروب شميس هذه اليله الى طلوع فجرها
قال النبي صلى الله عليه وسلم(ان عدد الملائكه في الارض في هذه اليله اكثر من عدد الحصى ) هذه علاقه التضيق في قوله تعالى (قدر عليه رزقه )
الملائكه تكثر فيها وتزدحم وتضيق الارض بلملائكه
لتشهد الملائكه حفلهم الكريم العظيم مع المؤمنين الموحدين في هذه اليلله المرجوه والمباركه التى لا يعرف قدرها احدا من الخلق
قال تعالى ( حم والكتب المبين انا انزلناه في ليله مباركه انا كنا منذرين فيها يفرقكل امر حكيم امر من عندنا انا كنا منذرين )
اولا ليله مباركه استمدت بركتها من القران الكريم اذ ان الله انزل القران في ليله القدر على قلب النبي صلى الله عليه وسلم
الضمير هنا عائد على القران
(شهر رمضان الذي انزل فيه القران )
وقال تعالى (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)
قال ابن عباس (انزل الله القران الكريم دفعه واحده ليله القدر الى السماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك منجم أي مفرقا على قلب النبي حسب الحوادث والمواقف التى كانت تطرح على النبي ) وبهذا يزول الاشكال لان الحق ينزل من مشكاه حق واحده
لا يعلم قدر هذه اليلله الا من يعلم قدر القران قفالقران اصل سعادة البشر لمن عرف فضله وقدره
ليله القدر ليلة مباركه وليله التدبير والامر فيها يفرض كل امر حكيم وكل امر الله حكيم يفرض يعني يفصل
فضل وجلال لليه القدر هي اليلله التى يفصل الحق تبارك وتعالى فيها اقدار العباد من الموت والحياه والارزاق والاجال حتى يكتب يحج فلان ويموت فلان وفلان وترى الرجل قد يمشي في الاسواق وقد كتب اجله
تتنزل الملائكه بتقدير الله الى الخلقو والعباد وكتابه احوالهم واعمالهم يتنزل الامر لكل بشر من العمال وافعال الى ليله القدر في السنه القادمه
التقادير خمسه قدر ازلي :قال النبي( اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب قال يا ربي وماذا اكتب قال له اكتب مقادير كل شيء الى يوم القيامه )
التقدير في يوم الميثاق : خلق الله كل نسمه هو خالقها فستنطقها ويشهد لله بالوحدانيه فعرف الله اهل الجنه واهل النار
التقدير العمري : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)
إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : رزقه ، وأجله ، وعمله ، وهل هو شقي أو سعيد ، فوالذي لا إله غيره ، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها
التقدير في ليلة القدر:
تقدير حولي في ليلة واحده من كل سنه فيها يفصل من التقدير العمري والعمري يفصل من التقدير في يوم الميثاق والتقدير افي يوم الميثاق يفصل من التقدير الابدي

التقدير اليومي: (كل يوم هو في شأن)
ينزل كل تقدير يوميا في يومه في المكان الذي قدره الملك وفي المكان نفسه
ليله القدر ليله الشرف والرفعه والمكانه (انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خيرا من الف شهر تنزل الملائكه والروح فيها بأذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر)
انا هنا ضمير العظمه
اذا قرات ايه ابتدئها الله بضمير العظمه فعلم ان الله يريد ان يلفت الانظار الى الشيء العظيم الذي سيتحدث عنه
(انا سنلقي عليك قولا ثقيلا)
اجر من يقيم ليلة القدر كاجر رجل تفرغ لعبادة الله 83 عام واربعة اشهر كامله
نعم ايها الاحبه تدبرو معي جيدا كل ليله في هذه اليله الروح هنا بهذه السوره هو جبريل ينزل مع عدد كبير من الملائكه لا يعلم عددها الا الله
قال النبي لجبريل ما لك لا تزورنا وتنزل الينا اكثر من ذلك فنزل قوله تعالى (وما نتنزل الا بامر ربك )
هي هنا الكلمه 27 من سوره الكلمه وعدد كلماتها 30 كلمه فقد تكون ليله 27 او 29 او 21 او 23
يا من تريد ان ترزق ليلة القدر انتبه
ان هناك 40 قولا في تحديد ليلة القدر ارجح الاقوال وااكد هذه الاقوال ما سأصله الان لقد حدد النبي ليله القدر فيما يلي
قال النبي صلى الله عليه وسلم (التمسوها في العشر الاواخر من رمضان )
قال صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الاواخر )
قال النبي صلى اله عليه وسلم(اتاكم شهر رمضان شهر مبارك , فرض الله عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب السماء , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغلل فيه مردة الشياطين , لله فيه ليلة خير من ألف شهر , من حرم خيرها فقد حرم)
لا تضيع دقيقه الا وانت في عمل لله اما في الدنيا واما في الدين والاخره والله لا يضمن مخلوق ان يمر عليه رمضان السنه القادمه في تلك الليالي الخمسه يجب ان لا نضيع ولا أي دقيقه
ونتفرغ للطاعه والعباده والذكر والاستغفار والتضرب لرب الارض والسموات
في الصحيحين ان رجال من اصحاب النبي رؤا في المنام في السبع الاواخر من رمضان فاخبرو النبي وقال(ارا رؤياكم قد تواضئت أي اتفقت في السبع الاواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الالواخر من رمضان )
اعتكف النبي في العشر الاول ثم اعتكف في العشر الاوسط فخرج النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه فقال( اني اعتكفت في العشر الاول من رمضان التمس ليلة القدر ثم اعتكفت في العشر الاوسط التمس ليلة القدر ثم اني اوتيت فقيل لي انها في العشر الاواخر ثم اني انسيتها فلتموسها في العشر الاواخر )
واني قد رأيت في الرؤيا اني اسجد في ماء وطين من صبيحتها فقالو الصحابه فانا راينا المطر يتساقط يقول ابو سعيد فبصرت عيناي الرسول وفي صبيحته اثر الماء والطين في صبيحه الحادي والعشرين
ليله القدر التى راها النبي في 21 من رمضان
عبدالله ابن انيس جاء للنبي وقال له يا رسول الله اني لي باديه وانا اصلي فيها بحمد الله فما هي الليه التى تامرني ان انزل فيها هذا المسجد فقال له النبي(انزل ليلة الثالث والعشرين)
ابي ابن كعب يقسم انها ليلة الثالث والعشرين
يدرك اجر ليلة القدر من عرف اليله ام لم يعرفها ما دام انه قضى الليه في الطاعه والعباده ولا يشترط ان يقوم طوال الليل حتى يحصل على اجرها يكفيه ان يصلي العشاء في جماعه ويصلي التراويح ويصحا الفجر ويقراء القران

علامات ليلة القدر :
انظر الى القمر في تلك اليالي القمريه قال ابو هريره(تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله فقال النبي (من يذكر حين طلع القمر مثل شق جفنه )الجفنه (اناء كبير يوضع فيه الطعام )
قال النبي (ليلة سهلة طلقه لا حارة ولا بارده )
علامات لاحقه لليله:
قال النبي(تطلع شمس صبيحة هذه اليله لا شعاع لها )
ماذا نقول بعد كل هذا ( قالت عائشه يارسول الله ان ادركت ليلة القدر ما ادعو فقال لها (الهم انك عفو تحب العفو فعفو عني )
العفو :لغه المحو والطمس تقول العرب عفت الريح الاثر أي ازالت الاثر بلكليه فالعفو هنا محو الذنب والتجاوز عنه وترك العقوبه عليه
وله معنى اخر في الغه : الكثره والزياده فعفو المال ما كثر وزاد عن النفقه
والعفو هو الله جل جلاله الذي في هذه الليله الكريمه العفو هو الذي يمحو ذنبك ويتجاوز عنه ولا يعاقبك عليه وهو الذي يعطيك ما تسال وفوق ما تسال فهو الذي اعطاك قبل ان بعلمك ان تسال
ايها الاحبه هيا لنقيم اليل واسال الله ان يجمعني واياكم في جنات النعيم

منحني الله واياكم شرفها وقدرها واجرها انه ولي ذلك والقادر عليه اقول قولي ها واستغفر لي ولكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته