في إطار حملات الانضباط والضبط والربط والحرص التام والشامل على راحة وأمن الوطن والمواطن .. وأثناء تفقد قوة من رجال الأمن المخلصين الساهرين على حراسة أنفاس الشعب وأثناء عروج الشاويش (عبد المغني )"بالمصادفة القدرية" لقضاء حاجته تحت كوبري الخديوي عباس .. تلاحظ له أثناء قضاء حاجته جلوس أحد الأشخاص على كورنيش الكوبري حيث يتراءى ضوء "صلعته " في نور القمر وكان صامتاً مما استرعى انتباه الشاويش (عبد المغني) واستدعى الحاسة السادسة عنده كما استدعى بنطلونه رافعاً إياه على الفور ومتوجها للشخص الجالس بطريقة مريبة على الكورنيش !
(وطبعاً في عرف "الإمن "وكما يعلم السادة المواطنون الشرفاء أن أي شخص يقع ناظر أي من أفراد الإمن عليه تنطبق عليه كل أوصاف الريبة والشك فيه سواء كان جالساً أو واقفاً أو ماشياً أو مصلياً أو ميتاً داخل النعش بأمارة الأديب الراحل نجيب محفوظ أديب نوبل حيث تم تفتيش نعشه وتفتيش الجثة بأجهزة كشف المفرقعات )
لذلك توجه الشاويش عبد المغني إلى ذلك الجالس على الكورنيش وكان يرتدي معطفاً للتمويه بزعم أن الجو شتاء كما ويرتدي نظارة مستديرة وله شارب ويبدو عليه أنه شارب أو شارد ..
المهم هجم عليه الشاويش (عبدالمغني) .. وشل حركته تماماً وربما كسر له ضلعين في هذه الحركة لكن ذلك كله يهون في سبيل الوطن .. وحينئذ سأله الشاويش (عبداالمغني )عن سبب تواجده في هذا المكان وفي هذا الزمان وأثناء قضاء الشاويش (عبد المغني )حاجته تحت كوبري الخديوي عباس ؟!
فأخذ المشتبه به يهذي بكلمات غير مفهومة أثارت شكوك الشاويش (عبد المغني ).. حيث قال له أنا الدكتور (البرادعي )رئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية السابق وقد عدت إلى بلدي لأرشح نفسي رئيساً للجمهورية ولا أعتقد أن هناك مانعاً أن أجلس على الكورنيش ليلاً أو نهاراً طالماً لم أخالف القانون وأنا اخترت أن أجلس مع نفسي لأفكر في الحملة الانتخابية .. هنا ضرب الشاويش البطل (عبدالمغني )يده في بطن المشتبه به حتى كاد يخرج أمعاءه .. وسأله حملة إيه يا مذكور اللي إنت عايز تعملها ؟! هو فيه حد في البلد دي يقدر يعمل حملة غير باشوات الداخلية علشان يقفشوا أمثالك؟! فأجاب المشتبه به .. إنها حملة انتخابات الرئاسة! ..
فسأله الشاويش .. رئاسة إيه يا أفندي؟! فأجاب المذكور (رئاسة مصر) ؟!
وهنا تأكد الشاويش (عبد المغني) أن المشتبه به بدأ يهذي وأنه فاقد الوعي فقام بالإقتراب بحذر ليشم فم المذكور ربما يكون شارباً منقوع البراطيش المتعارف عليه علمياً بالسبرتو الأحمر أو أنه قد تعاطى حبوب هلوسة مخدرة متعارف عليها باسم برشام "الصراصير" ..
وقال له الشاويش (عبدالمغني) .. يانهارك اسود ومنيل .. رئاسة مين يا وله .. رئاسة مصر حتة واحدة؟!!..
وقام الشاويش (عبدالمغني) على الفور وبمهارة فائقة تدرب عليها جيداً بتجريد المذكور من جميع ملابسه لتفتيشه وقائياً فعثر في أحد جيوب المعطف على قطعة معدنية مستديرة وغريبة منقوش عليها برموز أجنبية فسأله عن ماهيتها فاعترف المذكور للشاويش (عبدالمغني) ودون ضغط أو إكراه أنها جائزة تسمى (نوبل) حصل عليها من جهة أجنبية ..
واستغاث الشاويش (عبدالمغني) بباقي أفراد الدورية الذين وبمهارة فائقة تمكنوا من السيطرة على المشتبه فيه وأثناء التوجه به إلى سيارة الدورية ألقى المذكور ورقة كانت بيده في النيل بينما سقطت منه "قصاصة ورقية "التقطها بمهارة فائقة الشاويش (عبدالمغني )وفتحها فوجدها تحتوي على (شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية ) ..
وبذلك أضيفت إليه تهمة أخرى إضافة إلى التهمة الأولى وتم اقتياده إلى ما وراء الشمس وجاري التعامل معه وصولاً إلى تطبيق القانون عليه وعلى أمثاله من المخربين وأعداء الوطن ..
هذا وقد تمت ترقية الشاويش البطل (عبدالمغني) بتعليق شريطة زيادة على ذراعه مع جائزة مالية قدرها عشرة جنيهات اشترى بها الشاويش (عبدالمغني) (عيش حاف ) لأولاده السبعة وهو عائد من حفل تكريمه ..
انتهى البيان يا جدعان ...
بعد عشرة أيام بالتمام والكمال ..
تناقلت وكالات الأنباء وزفت الصحف نبأ الحكم على جاسوس ضبطه الشاويش اليقظ (عبدالمغني) وبحوزته قطعة معدنية مستديرة وغريبة منقوش عليها برموز أجنبية بفحصها ثبت أنها تحمل شفرة اسمها "نوبل"سلمتها له جهة أجنبية حيث أحرزها في غير الحالات التي يبيحها القانون ..
وكذلك حيازته ورقة محظور تداولها تحوى شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية ..
هذا وقد تبادلت القيادات الساهرة على أمن الوطن والمواطن التهاني والتبريكات بالقضاء على أحد أعداء الوطن ...
بينما عاد الشاويش (عبدالمغني) ليكمل قضاء حاجته تحت كوبري الخديوي عباس في رعاية الله وأمنه !!!!
التعليقات (0)