.....................
وفي ليله من ليالي ايلول..حملوني بين ايديهم..
فجفني مثقل بالإغفاء..
وعيناي مصابه با لإعياء..
والوجع المتوسد فوقهما ..
ولا اعلم الى اين
هم بي ذاهبون ..
تكهنت بالكثير من الامور ..
ربما..
الى شيخ ذو لحية
سوداء يتفنن في ضربي..
ويردد ( اخرج .. اخرج )
ومازال يقنعهم بأن ذاك السوط
لا يمس جسدي..بل ان المستهدف
ذلك الجني الذي اصر على وجوده
داخلي ..
أتألم وأصرخ وأستنجد..
لكن لا فكاك..
هراء ورب السماء هراء
..................
وربما ااصبحت في عداد الموتى..
وهم ذاهبون بي الى المقبره..
ليوارى جثماني..
وينطلقوا بعدها الى اقامة
مراسيم عزائي..
وليتباكو على رحيلي..
ولينهو ذاك النهار بالإلتفاف
حول مائدة الطعام على شرف
مماتي..
وربما ..
وربما..
ااه لقد وصلت
سكنت الاصوات..
الا صوت واحد لا اعرفه..
.. : مابك
فتحت عيناي على مضض..
رجل بمعطف ابيض
لقد فهمت اين انا..
اعاد علي السؤال بصيغة اخرى ..
.. :مما تشكين..
.... :لا شيء.. نعم لا شيء لم تحدق بي هكذا....
.. :استلقي على السرير..
واحضر خشبه توضع على اللسان
ثم نطق
لا باس.. لا باس..
ألم سيزول..
اصرفو لها هذا الدواء..
ولا تحجبو عنها الهواء..
وغدا سوف تأكل معكم العشاء..
هراء وخالقي هراء..
...................
اتعلم ايها الدكتور انك من يحتاج
الى علاج..
فأنا علاجي ليس هنا ..
فعيادتك بكل اجهزتها الحديثه
لن تستطيع كشف خفايا القلوب..
ليس عيادتك وحسب..
بل الطب بأكمله سيقف عاجزا ..
لستُ مريضه انا كما يظنون..
ولستُ معتوهه كما يدعون..
أنا انثى يصحو فيها الحنين..
فيقتلها من حين الى حين..
انظر يادكتور الى عيناي ..
لقد كانت يوما منبعا لسحر والجاذبيه..
واليوم لم يعد يرتادها سوى اطياف
منسيه..
نهضت من فوق السرير..
واجهضت الوجع الذي اثقل خطواتي..
التعليقات (0)