(من سلسلة الكتابات الساخرة)
بعد أن تبين أنه لا يوجد برنامج نهضة لدى جماعة الإخوان المسلمين بل مجرد وهم تم تسويقه بشكل ذكي ، بما يبرز حقيقة معلومة عن تلك الجماعة، وهي إمتلاكها للإمكانيات التنظيمية والمادية الممتازة ، وغياب الإمكانيات الفكرية والمؤهلات ، بدأت بعض القوى حملاتها على الشيخ مرسي وجماعة الاخوان ، متجاهلين حقيقة بروز برنامج نهضة عملي تؤكده سلوكيات الرئيس خلال الشهور الثلاثة الماضية.
ويتجاهل هؤلاء الصورة الرائعة للرئيس وهو يطوف محافظات البلاد للصلاة أيام الجمعة في مواكب مهيبة تكلف الدولة المصرية ملايين الجنيهات ، وحين نشير الى هذا الجانب النهضوي في سلوك الرئيس ، يرد هؤلاء بأن هذا غير كافي . نعم ، سنجاريهم في إدعاءهم بأن الصلاة (وهي عمود الدين مما يجعلها مبررة كعمود لبرنامج النهضة) غير كافية ولكن يجب أن يتذكر هؤلاء أن فترة رئاسة الشيخ مرسي ما زالت في بدايتها ، فموسم الحج على الابواب (الا يتوقع هؤلاء بأن يفاجئهم الرئيس بإضافة الحج الى برنامجه للنهضة فيبهتهم عندما يشاهدونه وهو يؤدي مناسك الحج على شاشات التلفاز وحوله الالاف من الحرّاس ؟)، أتوقع شخصيا أن يتضمن البرنامج النهضوي للشيخ مرسي الحج ولمرة واحدة على الاقل خلال فترته الرئاسية ، وأن يضيف له أيضا عدة رحلات لأداء مناسك العمرة.
ولمعرفتي الجيدة بهؤلاء المتحاملين على الرئيس ، الذين لا يعجبهم العجب ولا صيام مرسي في رجب ، فأتوقع منهم أن يتبجحوا ويقولوا : ولكن الاعتصامات المطلبية باتت مشهدا متكررا مما يعني أن للمواطنين مظالم ومشكلات لم يتدخل الرئيس لحلها ، سواءا بشكل مباشر او عبر حكومته ، ونقول لهؤلاء (وما أدراكم بذلك وهل تعلمون الغيب ؟) ، فأنا على يقين بأن الرئيس لديه برنامج لحل تلك المشكلات عبر الدعاء للمواطنين في صلاته ، وأعتقد أن هذا البرنامج قطع مسافة كبيرة (وأتوقع أن أعضاء الحكومة أيضا يقدمون اسهاماتهم بحل مشكلات المواطنين عبر الدعاء لهم أيضا).
ملاحظة أخيرة تتعلق بالتناقض الظاهري بين الخطاب الاخواني حول امريكا قبل الثورة (حينما كانوا يطلقون عليها وصف الشيطان الاكبر) وبين طوافهم حول سفاراتها وسعيهم لاسترضائها بعد الثورة ووصولهم الى السلطة ، ونقول لهؤلاء : الشيخ مرسي لم يتبدل ، وما زال يؤمن بان امريكا هي الشيطان الاكبر ، وفي زيارته القادمة الى البيت الابيض سيحرص على حمل مجموعة من الحصى في جيبه (جمرات) ، وسيقوم اثناء انتظاره في حديقة البيت الابيض قبل السماح له بالدخول، برميها كما ترمى الجمرات على الشيطان في الحج.
التعليقات (0)