كثيرا ما نمتنع عن الكلام إذا كان العلم بالشيء سوف يضر...من أمثلة ذلك أنك لا تشرح لولدك الصفير كيف يستخدم السكين أو كيف يشعل البوتاجاز وهذا مثال بدائي لكي نقرب المسألة...ولكن إذا قلت لك بعض ما يجب ألا يقال فقد أضرك وأضر عملك الصالح الذي تؤديه بطريقة آلية دون تفكير......هذه معضلة تقابل الذين يتعرضون للعمل العام وخاصة في مجال الدعوة إذا جاز القول أن هناك دعاة حقيقيون!!
ودائما ما يدخل الدعاة في حالة من الإعجاب الذاتي (النرجسية ) إذا جاز أيضا أن نقول هناك نرجسية دينية..هذه النرجسية تقود إلى ما نهى الإسلام عنه من الهوى والإعجاب بالنفس والشح المطاع وغيرها من آفات الرأى...
...ثم يدخل الداعية الذي يمتهن الدعوة (عمل مستحدث لا أصل له) في حالة أسوأ هي الاستعراض وحب الظهور بما يتبعها من (شهوة الكلام) فيقول ما يجب ألا يقال وما لا يتناسب مع المستمع أو القارئ وهذا خلل واضح في رسالة التعليم والوعظ...هناك ما يدرس في الحجرات المغلقة من حوارات بين العلماء الكبار في معاهد البحث الديني وعلوم القرءان إذا اطلع عليها الشخص العادي يصاب بالزلل والفتنة لأنه لم يؤهل لسماع شيء من ذلك ولا تسعفه ثقافته بالتمييز بين فكر وآخر وبين رأى وآخر......و(لكل مقام مقال) هذه حكمة بالغة لا بد أن تترسخ في عقول المعلم أو الواعظ حتى يكون درسه مفيدا وليس مؤديا للشك والريبة وقد لا يقبله عقل فتكون النتيجة سماعا آليا يدخل من أذن ويخرج من الأذن الأخرى!!! أو تمر عليه العين مكتوبا ولا يجاوزها إلى الذاكره لأنه قد تم رفضه آليا وعقليا بالفعل...يعني دخل المستمع أو القارئ بالجهل وقد خرج به أو بأسوأ منه !!!!!!!!!!.......اللهم ألهمنا حسن الكلام....
التعليقات (0)