ليس في القنافذ أملس

تحية طيبة، وبعد

سر ني ، بل وأسعدني جدا، أن يهتم شبابنا العربي بالانتخابات الأخيرة التي دارت بأمريكا. بغض النظر عن مواقفنا السابقة أو اللا حقة منها،لأنها جزء من كوكبنا. ولأننا شئنا أم أبينا ذلك جزء من هذا الكوكب. وشر مايؤلمني في مثل هذه الأمور، مقولة : هذا ليس شأني أو لا  يعنيني، أو ما شي شغلي، إلى غير ذلك من الأمثلة التي أدمناها والتي لن تجرنا أو جرتنا إلى الوراء

ما يقع في أمريكا أو أفغانستان أو القوقاز، حتى، بات شأنا يعنينا جميعا. بدليل الأزمة المالية التي ضربت أمريكا، واكتوى بنيرانها الشر ق قبل الغرب

أعود لأمريكا وفوز أوباما الذي استقبله العرب ما بيت مهلل مرحب، ومتحسر  متشائم

 لكن صدقوني، ليس في القنافذ أملس. أن يفوز أوباما أو ماكين، فالأمر سيان، على الأقل بالنسبة للسياسة الخارجية. فكما يعلم الجميع، بلاد العم سام بلد ديمقراطي بما في الكلمة من معنى، بدليل المسار الشاق والطويل الذي تقطعه الانتخابات في هذا البلد. الذي نذمه جميعا، ونحلم، وهنا المفارقة المستعصية على الفهم، بالهجرة إليه جميعا. الديمقراطية التي لا يحمل منها حكامنا العرب إلا الشعارات البراقة، بدليل أن الرئيس عندنا ينجح بنسبة تكاد تفوق 99،99 في المائة. بل لقد ابتدعنا صيغة جديدة في الحكم، يمكن تسميتها ب "الجمهولكية" .وهي على كل حال منتوج عربيإسلامي خالص، جعلنا "ملطشة للي يسوا واللي ما يسواش".

السياسة الخارجية الأمريكية ثابتة ولا تتغير بتغير الرؤساء. ويمكن اختزالها كالتالي:

 الدعم اللامشروط للكيات الصهيوني، بما يعنيه ذلك من استخدام حق الفيتو في وجه القرارات التي قد تدين إسرائيل

إسرائيل الحليف الاستراتيجي لأمريكا، وبالتالي يجب دعمها عسكريا، من خلال تدعيمها ماديا ولوجستيكيا. وضرب كل من سولت له نفسه المس بأمنها. ولنا في حاصل العراق والتحرش بسوريا وإيران خير شاهد

 التعامل مع العرب والمسلمين وفق قاعدة، مصالح دائمة وليس صداقات دائمة، بتعبير آ خر: أينما وجدت مصلحة أمريكا فذاك شر عها

 هذه أيتها الأخوات أيها الإخوة، بعض المبادئ الأساسية للسياسة الأمريكية الخارجية، والتي لا يمكن أن تتزحزح عنها قيد أنملة. والتي يجمع عليها أصحاب الحمار وأصحاب الفيل  

                               أبو أمين