بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الاختلاف رحمة
كثير من المعارضين السوريين يجتمعون ويختلفون ويتناحرون .يصرّحون ويتباغضون ويتشرذمون ويدمرون في اختلافهم وبعد اختلافهم وبسبب اختلافهم يدمرون الكثير ويفوتون الكثير, هم كذلك ولا يزالون الا من يرحم ربك. ويقولون أمام الناس عندما يخرجون من اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وقد تسربت الخلافات او نضحت وفاحت بعد ان فاضت يقولون :لا مفر من الخلاف ولابد منه بل هو امر صحي وتنوعي وديمقراطي والأكثر من ذلك يقول بعضهم :(اختلاف أمتي رحمة ) هكذا يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ,وهكذا ظننا ولكننا وبعد سنين من العيش الأسود المرير في كنف وظل خلافاتهم عدنا للنص المنسوب للنبي فلم نجد له سنداعلى الاطلاق في كل كتب الحديث .نص اشتهر على ألسنة أرباب الخلاف والاختلاف ويبدو أنهم راحوا استنادا عليه يزيدون في خلافاتهم ليكثّروا من الرحمة ويديمون الخلافات لتدوم الرحمة ألا ساء ما فعلوا و يفعلون .لقد دامت علينا بسببهم نقمة لسنين وسنين.
وفوق كل ذلك يخالف النص الذي يستدلون به يخالف الآيات الصريحة التي ذكرفيها الله سبحانه عن الناس: (........ولايزالون مختلفين .إلا من رحم ربك ......) فالرحمة هي للذين لم يختلفوا, إنه قول فصل قاطع.
ومن يظن أن تنوع الأفكار وتكاثرها وتبادل وجهات النظر بعقول وقلوب منفتحة وارادات تريد فعلا الوصول الى اتفاق أوتقارب من يظن ان هذا خلاف فقد أخطأ.هذا ما هو مطلوب مندوب مشروط لعقد الاجتماعات والمؤتمرات .أما في ثورتنا المباركة فعقد الاجتماعات والمؤتمرات حول الثورة ونصرتها يجب ان يحكم بالمزيد من الضوابط والحدود وكل من يناصر الثورة مدعو لفرض ومراقبة هذه الضوابط والحدود .
فإذا اجتمع المجتمعون وقد أقفلت كل فرقة منهم على رأي وخيارات قبل ان تجتمع فلا نفع في الاجتماع ولا في المجتمعين وبإذن الله يحاسبون.
وإذا اجتمع المجتمعون وخالفوا ثوابت الثورة واعلانات الثوار فسيكون من وراء ذلك اختلاف شديد قاتل مع الداخل ويكون المجتمعون قد دبروا امرا ليس لهم وبإذن الله يحاسبون .
إذا اجتمع المجتمعون ليختاروا فريقهم فغلّبوا أهواءهم وأحزابهم وتجمعاتهم فوق مصلحة الثورة والثوار فقد أخلّوا وتخلوا وبإذن الله يحاسبون .
إذا تداعى الناس للاجتماع وتمنع البعض وأصر على التكتل بعيدا ليكرس الفرقة والاختلاف فعليه أن يرحل بعيدا عن الثورة والا فسيكون من الذين بإذن الله يحاسبون .
أيها الاخوة المجتمعون: الرحمة في الاتفاق والتآخي وليس بالفرقة والاختلاف وليس هناك من فرصة اكبروأعظم من الثورة السورية المباركة لتتآخوا في أيامها العظيمة وتجتمعوا لنصرتها وحمايتها وليس للتخلي عنها او ايذائها .
أيها الإخوة المناصرون :راقبوا المجتمعين ,سجلوا مواقفهم وأقوالهم وتناقلوها ,تأكدوا من قراراتهم وبياناتهم وما بين السطور وتابعوا انجازاتهم.راقبوا ايها المناصرون لتحاسبوا منهم الذين يخالفون ويتخلفون ويتناحرون ويتباغضون ويدمرون وتستطيعون محاسبتهم بإذن الله : بفضحهم ونشر سوءاتهم وبما هو أكثر من ذلك .
الثورة السورية المباركة عرض السوريين الاحرار في كل مكان ومن يمس عرضنا بأذى نؤذيه بإذن الله ولا نبالي . سلام على الشهداء والله أكبر
د.أسامة الملوحي
التعليقات (0)