ماهر حسين .
سارع سامي ابو زهري لانتقــــاد التهنئة التي تقدم بها الرئيس أبو مازن لرئيس دولة إسرائيل شمعون بيريز بمناسبة عيد الفصح العبري واعتبر ابو زهري أن تصريحات الرئيس أبو مازن رسالة خاطئة وطالب بالتوقف عن مبادرات حسن النية وأشار ابو زهري للتهنئة التي قدمها الرئيس ابو مازن باعتبارها (عمل خاطئ وغير مبرر ).
ليس غريبا" بالمطلق عن ابو زهري هذه التصريحات فهو واحد من المختصين بالانتقادات وهو واحد من ابرز من عبروا عن رغبات حماس الانقلابية وبل انه واحد من ابرز من دافعوا عن الانقســـام وما تلاه من إجراءات ظالمة لحماس حيث قامت حماس بممارسة كل أشكال القمع بحق معارضيهم ومعارضي انقلابهم المشئوم في غزة وبل أن ابو زهري هذا ممن دافعوا بشدة عن ممارسة حماس لكل أشكال القمع بحق أبناء حركة فتح...وبالطبع ليس غريبا" عن ابو زهري هذه التصريحات البعيدة عن أي منطق .
إن موقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن اكبر من كل تصريحات ومزودات أبو زهري فهي مواقف صلبة تستند إلى إيمــــان مطلق بالحق الفلسطيني .
إن مواقف القيادة الفلسطينية الشرعية بعيدة عن صفقات التبعية وتجارة الحصــــار ...أنها مواقف نابعة من إيمان بالحق وبضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس تلك الدولة التي يراها كل أحرار العالم أساسا" للاستقرار وللسلام بالمنطقة .
إن حماس وابوزهريهــــــا هذا ومن خلفه الإخوان المسلمين يعملوا بكل جد لتقديم أنفسهم بصورة معتدلة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل باعتبارهم صناع سلام وهم بعيدين عنه كل البعد وزيارة قيادة الإخوان المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية وطمأنة وفد الإخوان للأمريكان عن احترامهم لاتفاق السلام المصري الإسرائيلي تعبير عن طبيعة هذه الحركة التي استغلت هذا الاتفاق في العهود السابقة لترفع من شعبيتها ولتظهر بمظهر التنظيم الساعي للتحرير وللجهاد وهم بكل الأحوال لا يمثلوا سوى تنظيم يستغل الإسلام وعاطفة الجماهير للوصول للحكم وبكل الطرق ...فالانقلاب مسموح وقد يكون واجب شرعي من اجل الكرسي والانتخابات لا مشكلة بها من اجل الرئاسة والتنسيق والتطبيع هو هدف الإخوان ومعهم حماس الهدنة .
كنت أتمنى على ابو زهري أن يخرج علينا ليقول لنا موقفه من زيارة الإخوان وليقول لنا رأيه بحال المواطن في غزة وليشرح لنا نظريته الجهادية للهدنة الدائمة ...كنت أتمنى على أبو زهري هذا ليشرح لنا التناقضات الحادة في حماس والتي أدت إلى إفشــــــــال المحاولات الصادقة للمصالحة الفلسطينية .
إن تهنئة السيد الرئيس أبو مازن لشمعون بيريز تعبير عن رؤية نؤمن بهــــا ...رؤية شرحها الرئيس عبـــاس بخطابه الشامل بالأمم المتحدة ....رؤية تؤكد بان صراعنـــا نابع من احتلال أراضينا ومن الممارسات الإحتلالية على أراضينا المحتلة عام 67...لسنا نختلف على عيد الفصح ولا نختلف كذلك على أي عيد إسلامي أو مسيحي أو يهودي وبل أن المعتـــــاد وبكل الظروف هو أن يقوم الرؤساء بتهنئة بعضهم بالأعياد والمناسبات ...هذه التهنئة لا تروق لحمــــاس كونها علنية وبلا خوف فحماس تجيد التنسيق السري وتجيد لعبة الكرسي القائم على الانقســـام وعلى مصلحة المواطن .
نتمنى أن تقول حماس الحقيقة لمرة واحدة ونتمنى أن تتوافق تصريحات الزهار وأبو زهري مع تصريحات مشعل فتكون حماس جزء من القرار الفلسطيني والموقف الفلسطيني الساعي لإقامة السلام العادل والشامل بالمنطقة ...ذلك السلام الذي نرجوه والقائم على الحق الفلسطيني ...ذلك السلام الذي ما زال ورغم كل المصاعب هو الحل الوحيد لتجنيب المنطقة المزيد من الدمــــاء لكل الأطراف .
إن محاولات أبو زهري للمزايدة على مواقف القيادة الفلسطينية تأتي بظل شكوك كبيرة تواكب تحركات حماس ومن خلفها الإخوان المسلمين الذين يبدو بان الشعب فهمهم وبشكل مبكر فها هو حزب النهضة يعاني ما يعاني في تونس وها هم إخوان مصر يمروا بتحديات اكبر مما توقعوه ...وبالطبع الشكوك التي يعيشها المواطن الفلسطيني وبشكل خاص في غزة من حماس ومواقفها وسياستها اكبر من أن توصف .
ليس خطئا" يا ابو زهري فنحن أبناء فلسطين ...أرض المقدسات وأرض الديانات المقدسة نحترم الأعياد ونعتبرها فرصة للتقريب ونعتبرها فرصة للتعبير عن جوهر قضيتنا القائم على استعادتنا لحقوقنا المشروعة من احتلال طـــال ...أنها فرصة للتأكيد على رؤيتنا وعلى موقفنــــا وبشكل علني لا سري .
أنت تعلم يا أبو زهري بان مواقفكم لم يعد لها مكانه في قلب المواطن ...وأنت تعلم بان محاولاتكم لشد الانتباه تصطدم بسلوككم وأفعالكم البائسة في غزة ...فكفي يا ابو زهري كفى ....
التعليقات (0)