مواضيع اليوم

ليس المهم ان انجح ... المهم ان يفشل الاخرون

حسنين السراج

2013-06-02 23:39:07

0

نكتة قرأتها قبل سنوات تقول
رفع أحد الخبثاء لافتة على باب بيته كتب عليها ( ليس المهم ان انجح المهم ان يفشل الاخرون)

قبل فترة حدثني احد الاصدقاء عن حادثة حدثت امامه يقول كنت في احدى الجامعات فشاهدت مجموعة من الطالبات المقبولات في دراسة الماجستير يقفن في طابور لأكمال المعاملة فمر أحد الاساتذة من هناك فسالهن ( ما سبب وقوفكن هنا ) فقلن له ان السبب هو قبولهن في دراسة الماجستير وينتظرن اكمال المعاملة فقال لهن وبكل صراحة وبدون اي رتوش ( هذا شاربي مو علية اذا نجحتوا)

من قال ان للوضاعة عنوان ؟؟؟ فقد تجد الوضيع أستاذ جامعي وقد تجده عامل نظافة وقد تجده موظف استعلامات وقد تجده تاجر وقد تجده رئيس قسم وقد تجده عضو مجلس نواب وقد تجده وزير وقد تجده مدير وقد تجده فلاح ووو ألخ . هؤلاء أمة واحدة لا يفرقها شيء فلا الطبقية فرقتهم ولا المستوى التعليمي فرقهم . هؤلاء امة واحدة عفنة يجمعها شعار ( ليس المهم ان انجح المهم ان يفشل الاخرون )

قبل فترة من الزمن عرض احد اصدقائي فكرة رسالة الدكتورا التي ينوي اختيارها على احد الاساتذة ليرى رأيه فيها فلم يشجعه هذا الاستاذ عليها فأختار صديقي موضوع اخر , بعد فترة أكتشف صديقي ان هذا الاستاذ سرق الفكرة واعطاها لأحدى طالباته في مرحلة الماجستير , عضو اخر من اعضاء امة الوضاعة ينام يوميا مطمأن النفس وهو سارق لافكار الاخرين وجهودهم (أستاذ حواسم مع سبق الاصرار والترصد) , ولماذا يهتم وهو وذاك البقال الجشع الذي ينتمي لنفس الامة رفوا نفس الشعار ( البي زود يعبي السكلة رقي) انه الشعار الاكثر فوضوية والأكثر عفونة على مر العصور البشرية أنه شعار الغاب ( القوي ياكل الضعيف) انه شعار المجتمع قبل سن القوانين ( مجتمع الغاب) وفي عصرنا الحالي لم يعد هذا الشعار صالحا حتى للقردة فللقردة نظام يسرون عليه أفضل من نظام تعبئة السكلة بالرقي قدر المستطاع

ان هذه الامة المنحدرة أخلاقيا والمتنوعة من حيث الانتماء الديني والمذهبي والعرقي والتعليمي والطبقي لا يجمعها الا عامل مشترك واحد وهو الوضاعة ثم الوضاعة ثم الوضاعة ثم الوضاعة ولا شيء غير الوضاعة , لكن في نفس الوقت تقابلها أمة أخرى مختلفة تماما متنوعة الانتماء الطبقي والعرقي والمذهبي والديني والتعليمي , امة تجتمع تحت عنوان المصداقية والطيبة والضمير , لكنها أمة في طريقها للأضمحلال والتلاشي , أنها أمة الطيبين الذين يحركهم شيء واحد وهو الضمير , ففي كل خطوة يخطوها أحد ابناء هذه الامة يفكر في عواقب الأمور على الاخرين ومدى تاثيرها عليهم

سبب نجاح الامة الوضيعة ظاهريا هو عدم الاكتراث للاخرين والدوس عليهم بكل برود فهذا يجعلهم يتقدمون في كل خطوة ولا يوقفهم شيء , أما سبب تردي وتلاشي امة أصحاب الضمير ظاهريا فهو الاكتراث للاخرين والاهتمام لتأثيرات افعالهم عليهم فهذا من شانه ايقافهم وتأخيرهم في ظل وجودهم في وطن مشترك مع أمة الوضاعة .

قبل سنوات كان احد اصدقائي في زيارة لاحد الاطباء في مستشفى حكومي وكان هناك طابور طويل امام مكتب الطبيب وحين وصل الدور لصديقي احب ان يسأله عن حالته لكنه كان محرجا من المرضى الواقفين خلفه فأضطر ان ينحني ليسأل الطبيب فقال له الطبيب ( اوكف عدل وأحجي ) فأجابه صديقي ( انت لست ضابط وانا لست جندي عندك لتحدثني بهذه الطريقة وقام بتمزيف ملفه الطبي وخرج من المستشفى ليس يلوي على شيء وسط ذهول وأستغراب الجميع )
فرد اخر من افراد امة الوضاعة مستمر في وضاعته دون اي مراجعة للذات ولو للحظة , لماذا ؟؟؟ لان منطق هؤلاء هو الحصول على اي شيء أستطيع الحصول عليه طالما أني استطيع الحصول عليه حتى لو كان رغبة داخلية باذلال الاخرين ولا يوقفهم الا شيء واحد وهو القوة والخوف , هؤلاء لا يفهمون الا لغة الخوف والقوة

يقول الامام الصادق ( ما من رجل تكبر او تجبر الا لذلة وجدها في نفسه )

لا يجد احدهم اي مشكلة في ارجاع مواطن جاء من البصرة الى بغداد يراجع على معاملة معينة لسبب تافه يمكن ايجاد بديل له , لماذا؟؟؟ لان مشاعره منفصلة عن الواقع فهو يرى المراجعين مجرد قطيع من الارقام التي اوجده حظه الطيب ليتأمر عليهم , . بل قد تجد احدهم ينزعج حين يصمم على عرقلة معاملة احدهم ويجد موظف اخر اكثر مرونة منه واكثر شعور بالاخرين ييسر له معاملته لأنه اصلا ليس هناك ما يستدعي عرقلتها , ولماذا ينزعج؟؟؟ لانه يرفع شعار ليس المهم ان انجح المهم ان يفشل الاخرون وعلى يدي وبقدرتي الجبارة . لا يوجد شيء يوقف هؤلاء عن ممارسة البيروقراطية المصطنعة ألا القوة والخوف ( قوة القانون التي تنصف الجميع )

قد تجد أحدهم موظف في دائرة معينة حين يجد مثلا ان زميلا له قدم معاملة لأكمال دراسته ستجده يحارب حصول صديقه على موافقة اكمال الدراسة ويتوسط بشتى السبل كي لا يحصل صديقه على الموافقة , لماذا ؟؟؟ لأنه يرفع شعار ( ليس المهم ان انجح المهم ان يفشل الاخرون) هو لا يريد ان يكمل صديقه دراسته كي لا يصبح اعلى منه في الدرجة الوظيفية فيشعر هو بالدونية , فبدل ان يقول (هذا حافز لي لأكمل دراستي أنا ايضا وأحقق النجاح) , يقول (يجب ان يبقى صديقي بنفس مستواي العلمي حتى لا يعلو علي)

هؤلاء الوضيعين سيبقون وضيعين ولن يوقفهم شيء الا القوة والخوف وحتى لو توقفوا ظاهريا سيبقون وضيعين داخليا ويتمنون ممارسة الوضاعة ويحلمون بها ليل نهار ... أما أمة الطيبين اصحاب الضمير فهؤلاء يحلمون ليل نهار بالسلام الداخلي ويحلمون ليل نهار بتحقيق اهدافهم بكل هدوء دون أن يؤثروا على الاخرين

يبدو ان تواجد امة الضمير مع امة الوضاعة في وطن واحد تحكمه اسس اخرى تسير بخط متوازي مع القانون كالعرف والعشيرة وووو ألخ من شانه ترجيح كفة الوضاعة ويبقى فيه اصحاب الضمير يحلمون ثم يحلمون ثم يحلمون بتحقيق السلام الداخلي والرضا عن الذات لكن في الوطن الذي تحكمه قوة القانون سيبقى الوضيع يحلم ثم يحلم ثم يحلم بممارسة وضاعته لكنها في النهاية ستموت مع موت جسده دون ان يتمكن من تحقيقها او انه سيحققها لكنه سيدفع ثمن وضاعته مدة طويلة في السجن . في كل الدنيا هناك وضعاء وهناك أصحاب ضمير لكن كل فئة تستفحل وتزدهر في وطن لا تزدهر به الفئة الاخرى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !