لماذا نعتبر الماضي أجمل من الحاضر
نقول لقد مضى الزمن الجميل!! طبعا هذا ليس صحيحا فالحاضر أكثر سعة وإمكانيات ورفاهية ولكن في حياة كل إنسان منذ أن بدأ وعيه في التشكل والنمو أصبح قادرا على الشعور وقادرا على الفعل وبعيدا في نفس الوقت عن المسئولية المباشرة وخاصة مسئوليته عن الغير...ولذلك فهو يمارس حياة سهلة في كنف الوالدين وتحت رعايتهما ويتكفلان بإعاشته
إضافة إلى أنه مازال في عنفوان شبابه لم يصبه وهن الكبر ولا ضعف الشيخوخة وفي نفس الوقت ما زالت مشاعره العاطفية بريئة لا يشوبها منغصات الرجولة...
هذا الشعور بجمال الماضي شعور في وجدان كل الأجيال لأنهم يمرون في نفس الدرب من النمو وتقدم السن...
وسوف يشعر الجيل الحاضر في المستقبل بجمال الحاضر الذي نعيشه الآن بعد أن يتقدم بهم العمر وهكذا ...هذه الموجات المتكررة من الشعور الإنساني بأفضلية الماضي على الحاضر هي القوة الدافعة لتجديد الجمال في صور ترتبط بتغير الحضارات وكأن الحضارة نفسها متغيرة تغير البشر وتغير ثقافته وطموحاته ورفاهيته فحياتنا نحن الجيل الحاضر لم تعد تعجب أبناءنا ولا تروي عطشهم لحياة سعيدة وتلك هي القوة الدافعة لأن يفكروا في استحداث رفاهية تتمشى مع عصرهم وثقافتهم الجديدة وهنا نقطة صراع الأجيال بين جيل أوشك على الذهاب وقلت رغبته في مباهج الحياة وجيل قادم يبحث عنها بكل جد ونشاط ولو توقفت تلك القوة لانتهت الحضارة إلى سكون قاتل تندثر بعدها ليبدأ بشر آخرون في زمن قادم لبناء حضارة أخرى لا نعرف لها شكلا ولا نتخيل لها صورة!!
التعليقات (0)