ماهر حسين .
بعد أن بدأ أبناء سوريا بدرعا موجة الاحتجاجات في سوريا حيث طالبوا بالحرية وبعد أن تعرضوا إلى قمع شديد وسقط منهم العديد من الشهداء دفاعا" عن حقهم بالحرية بدأت التفاعلات مع هذه الأحداث تتسع في سوريا لتشمل العديد من المحافظات والمدن والقرى وان كان البعض ينتظر لأن يكون لدمشق دور إلا انه من الواضح بأن القبضة الأمنية السورية وبطش أجهزة الأمن السورية ومعها مجموعات (الشبيحة) التي ة ستجعل التحرك في دمشق العاصمة أصعب .
بكل الأحوال لست أدعو للتحرك بدمشق فهذا شأن سوريا وأهل سوريا وأنا أؤمن بكل تقدير إلى ضرورة احترام خصوصية كل شعب وكل دولة وما سأتناوله هنـــا مجرد انطباعات ومحاولات لتناول الحدث السوري لأهمية سوريا ولتأثيرها الكبير على قضيتنا وعلى استقرار المنطقة .
بغض النظر عن علاقة سوريا مع القيادة السياسية للشعب الفلسطيني برئاسة الأخ أبو مازن إلا أن القيادة ترغب دوما" بعلاقات مميزة مع سوريا وبغض النظر عن احتضان سوريا لمنظمات معارضه وبغض النظر عن تبعية هذه المنظمات إلى سوريا وعلاقتها الحالية مع إيران وتأثير هذا على قرار المنظمات السياسي وعلى تعاملهم مع قضيتنا إلا أنني وبكل أسى لاحظت بان النظام في سوريا يتخبط في التعامل مع الأحداث الجارية هناك وهذا يدل على تعنت وعدم خبرة .
غياب الرئيس بشار عن الحدث في درعا وخروجه الباهت لاحقا" لذلك وعدم قدرته على تقديم حديث واضح وبنقاط يشير إلى حالة الضعف في النظام والتخبط فتعامل النظام مع الأحداث بطيء وبشكل واضح وغير حاسم وهذا التباطؤ وعدم الحسم سيكون أساس لتعزيز الثورة الجماهيرية التي تتسع فسوريا بحاجه إلى حسم للأمور والى تقديم خطوات واضحة تتعامل مع مطالب الجماهير لتجاوز الفساد المنتشر ولمحاسبة كل من جعل هذه الدولة وشعبها رهينة له ولإعماله التجارية بحكم الانتماء إلى عائله او العلاقة بعائله أو حزب أو الانتماء لطائفة وكما أن سوريا بحاجه لمنح المواطن حريات كفلها الله عز وجل للإنسان وكفلتها كل الأنظمة فلا يعقل أن يعيش المواطن هناك بظل هذا الفساد الكبير بلا حق التعبير عن رفضه وخاصة بان سوريا معروفه بأنها بلد الانتخابات الجاهزة النتائج (نظام 99% على الأقل ).
الرئيس بشار و قصة تسلمه للحكم وتعديل الدستور ما زالت حاضرة ومجلس الشعب معروف ودوره معروف ولا معارضه ولا حق بالتعبير عن النفس وفســـاد كبير ومحسوبية وحال اقتصادي يتراجع كل يوم ماذا نتوقع من كل ما سبق !!!من الطبيعي أن يثور الناس للمطالبة ببعض الحقوق .
الأهم بان سوريا بفعل احتضانها من قبل إيران فقدت تمثيلها القومي للعرب وأصبحت معزولة إلا مما هو إيراني في المنطقة وهذا سبب أخر لتراجع الشعور لدى المواطن السوري بالانتماء وخاصة بأن السوري وطني بالفطرة وقومي بالتربية والفطرة وعندما نتحدث عن المقاومة والممانعة في سوريا فإننا نتحدث عن مقاومه كلامية وعن مؤتمر تم عقده بفندق لتحرير الجولان وتم تقديم أجود الأطعمة وهذا لم يعد مقنع للمواطن السوري فلم يعد المواطن مقتنع بانه بحالة حرب حيث أن الجولان أهدأ حدود بالعالم وسوريا تقاتل بالآخرين بعيدا" عن نظامها الغير مستعد للتضحية أو للتحرك إلى الأمام .
من هنا على القيادة بسوريا أن تدرس الأحداث بصدق وبعيدا" عن إيجاد المبررات لتمرير القمع فالقمع لن ولن ولن ينجح بالتعامل مع شعب امتلك أرادة الحرية والتحرر من الظلم فهذا الزمن لا يمكن السيطرة فيه على الغير بمنطق القوه فيجب أن يكون هناك نظام وعدالة وحرية تعبير تمنح الوطن والمواطن منعه وتجعله قويا" بشعبه وقيادته وجيشه .
أما أن يكون الجيش وأجهزة الأمن تمارس فضائع بحق المواطن وهي الأجهزة الصامتة عن الفساد فان هذا لن يحمي أي رئيس ولا أي نظام بل على العكس إن سلوك الجيش وأجهزة الأمن وشبيحة بشار قد يعجل بنهاية النظام .
ما دفعني لقول ما سبق هو أن النظام بسوريا يبحث وللأسف عن مبررات غير واقعية لكما يحدث فتارة يقول بان الفلسطينيين هم خلف أحداث درعا !!!!وهل يجرؤ منا أن يفعل ذلك علما" بان الفلسطيني وبكلمة حق يعيش بطريقه محترمه بسوريا ولا يوجد عداء بينه وبين النظام وبالتالي فشل هذا التبرير وان كانت بعض المنظمات التابعة لسوريا من فلسطين أساءت إلى نفسها والى قضيتنا بموقفها وحديثها عن ضرورة الوقوف إلى جانب النظام وكأننا أصحاب قرار ونحن مجرد ضيوف في سوريا وفقط وعلينا احترام الشعب والقيادة هنــاك فهذا الموضوع يخص شعب سوريا وان كان من المعلوم للجميع تبعية هذه التنظيمات وبشكل خاص القيادة العامة وحمــاس للنظام .
لاحقا" لذلك برر النظام ما يحدث بتدخل إسرائيلي ومسجات عبر الهواتف وسلاح وغيره من كلام مضحك ومبكي ومن ثم تحدثوا عن لبنان وعن حزب المستقبل !!!هذا الحزب لا يملك قوة سلاح في لبنان فهل يعقل أن يشكل داعم لمتمردين بالسلاح في سوريا !!!!أمر غريب وعجيب والآن نجد بان النظام هناك يطلق أوصاف عديدة على الشعب والمتظاهرين المطالبين بالحرية فتارة (مجرمين) (عصابات إجرامية ) (عملاء ) (متآمرين ) وغيرها من أوصاف غير مقبولة وتشير إلى عدم قدرة النظام على فهم الواقع الحالي .
سيادة الرئيس بشـــار نرجو لك الخير ولسوريا المنعة ونرجو منك أن تستجيب لشعبك .... أنهم شعبك …أنهم شعبك …يطالبوا بالإصلاح والحرية وهذا حق لهم ..ليسوا متآمرين وليسوا مجرمين أنهم جزء من شعب سوريا .
أخيرا" وجب الإشارة إلى أننا نرجو لسوريا الخير والمنعة والقوة ونرجو الله عز وجل أن يجنبها الفتنه فسوريا وبغض النظر عن أي موقف هي الشقيقة وشعبها يشكل لنا الكثير الكثير في فلسطين ونرجو لكل سوريا العافية والحرية والمنعة والقوة .
ليسوا مجرمين ولكنهم أحرار يا سيادة الرئيس والأحرار فقط هم القادرين على البناء والتحرير
التعليقات (0)