ليست فاجرة

      ليست فاجرة

عندما تخرج المرأة السعودية للعمل بمكانٍ عام كالمستشفيات والمراكز الصحية والأسواق التجارية فإنها ما خرجت طلباً للرزق ورغبةً في تحقيق ذاتها وتحقيق حياة آمنة مطمئنة فهي ما خرجت إلا من أجل كذا وكذا وما بين كذا وكذا أشياء لا تعد ولا تٌحصى ؟

عندما تتحدث المرأة السعودية عن معاناتها مع الزوج الظالم والشقيق الفاجر والأب المنسلخ والمجتمع المتعطش للحم الأبيض فإنها لا تتحدث رغبةً في تحرير القيود الموضوعة على عنقها باسم العادات والتقاليد والموشومة بآراء فقهية اجتهادية لا قدسية لها بل تتحدث رغبةً في كذا وكذا وما بين كذا وكذا قصص لا تنتهي من اللحم الأبيض والمتعة الزائفة واستغلال الفروج بصور وأشكال مختلفة أعلاها الإكراه على الزوج وأدناها زواجات المتعة والمسيار ؟

عندما تٌريد المرأة السعودية التنقل بين المدن ومن مكانٍ لأخر بلا قيد أو شرط وتٌريد قيادة السيارة بنفسها فإنها لا تٌريد التخلص من ابتزاز السائق الاجنبي ولا تريد التخلص من الخلوة المحرمة المفروضة بالقوة سداً لذريعة اعتمادها على ذاتها ولا تريد الكرامة والخصوصية إنما تٌريد كذا وكذا وما بين كذا وكذا أمور الله يعلمها بعقل من يٌرددها ؟

عندما تٌريد المرأة التحرر من عقدة الولي والوصي وتصرخ بصوتٍ عالي أٌريد الحرية فإنها لا تٌريد الحياة الأمنة المطمئنة والعدالة الاجتماعية والمساواة إنما تٌريد كذا وكذا وما بين كذا وكذا مأسي لا يعلمها من يٌردد تلك العبارة على الملأ صباح مساء ؟

عندما تٌريد المرأة السعودية نيل حقوقها وحريتها وكرامتها المسحوقة تحت أقدام الذكور وعلى أبواب المؤسسات الحكومية فإنها لا تٌريد الانسانية والمشاركة كنصف المجتمع في البناء إنما تٌريد كذا وكذا وما بين كذا وكذا خيال واسع أصاب البعض بالهلع ؟

المرأة السعودية كائن بشري كل شيء مٌحرم عليه وكل شيء ممنوع وكل شيء يٌريده بحاجة لموافقه بدعية أبتدعها الغلاة وطبقها على أرض الواقع المضطربين فكرياً وسلوكياً , المرأة السعودية لا تٌريد كذا وكذا إنما تٌريد الحياة السوية فهي ليست جاهلة ولا فاجرة إنما هي انسان له حقوق وعليه واجبات , أصحاب كذا وكذا من المهزومين والمضطربين نفسياً وعقلياً لا يرون المرأة كائن سوي , بل يرونها كائن منحرف بالفطرة وقابل للانحراف متى ما تهيئت لها الفرصة , فلذا وجب حجرها وتقييدها وإلزامها ببدع سداً لذريعة الانحراف التي يؤمن بها العقل الخبيث حتى وإن تمظهر بالصلاح والتقوى , المرأة السعودية ضحية لحركة الصحوة التي هي خليط من السلفية الوهابية والحركية الاخوانية وضحية لتسييس الدين وضحية للعادات والتقاليد وضحية لخلط الدين بالعادات والتقاليد الجاهلية وضحية لعقول فهمت الشرع على غير حقيقته وجعلت من المرأة شيطاناً يملئ الأرض فسقاً وجهنم عذاباً فوق عذاب ؟