ليست بعار

ليست بعار

ليس بمستغربٍ خروج شخصية محسوبة على الوسط الدعوي والوعظي والقول بأن المرأة عار , الفكرة موجودة من قبل ولم تكن بحاجة لخروج إعلامي أو حديثٍ بليلة سمرٍ فضائية فالمرأة عار وعورة وأشياء أٌخرى ؟

الملفت في الأمر لم يكن غضب الشارع السعودي بل في تفاعل عضو هيئة كبار العلماء مع الغضب الشعبي والرد على الداعية الواعظ , الشيخ أبن منيع صاحب الرد وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء صاحب نظرية رياضة البنات قد تفقدهن العٌذرية ويا قلب لا تحزن على بلواك ؟

المشكلة ليست في ذلك الداعية أو في ذلك الشيخ الكبير المشكلة الحقيقية في أفكار وأراء لها قدسيتها عند غالبية أفراد المجتمع فعلى الرغم من كونها مجرد أراء الإ أنها تستحوذ على حيز قدسية أكبر والعلة خروجها من أفواه فقهاء ووعاظ هم أعلمٌ بشؤون الدين والدٌنيا وهذه هي القٌدسية , تلك هي المشكلة تقديس ما ليس بمقدس وتنشئة المجتمع وتربيته عليها منذ نعومة أظافره , المرأة عارٌ وعورة وكأنها من كوكبٍ آخر فوبيا من حضورها وفوبيا من تعليمها وفوبيا من انخراطها في المؤسسات الحكومية والأهلية الخاصة باسم الاختلاط  , النظرة الجنسية والتفكير الشهواني جعل الفوبيا والخوف كالهالة تٌحيط بالمرأة وشؤونها من كل جانب , المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات العربية نشأ على ثقافة الجهل والتجهيل و التبليد والنقل نشأ على تصورات خاطئة والخوف من الا شيء فأصبح وأمسى مجتمعاً يعيش على الهامش يخاف من كل شيء يرى الأشياء من زاوية مقلوبة معكوسة مجتمعٌ يمشي بلا رأس همه الجزء السٌفلي من المرأة والعكس صحيح أيضاً " مثلما هنالك ذكور هنالك شهوانيات أيضاً " يهربٌ من واقعه باتجاه الوعظ والتنظير والتنقيب بكٌتب التاريخ في محاولة بائسة لإيجاد وصفة علاج تداوي جروح الواقع وتٌعجل بولادة المستقبل , لم يهرب باتجاه العلم والمعرفة والتنوير ولم يحاول نزع القٌدسية عما ليس بمقدس بل قدس كل شيء ولم يفق من صدمات الحوادث والأيام !.

الوعظ والتنظير الفقهي يختزل المرأة وشؤونها وحقوقها في مفردات فالعار والعورة مفردات حولت المرأة من كائن حي متفاعل إلى كائنٌ بلا هوية أو هدف كائنٌ يفتن ويٌفتتن به وذلك مرضٌ نفسي وليس شيئاً آخر فهي ليست عار بل مصدر قلق لمن يٌعاني من اضطراب وانفصام الشخصية  ؟