في محاولة فاشلة من الحكومة السورية ومن الرئيس بشار الأسد تحديدا لتهدئة الأوضاع في الشارع السوري .. قام الرئيس الأسد بزيادة رواتب الموظفين في القطاع الحكومي .. و أصدر اليوم مرسوما يقضي بزيادة الراتب بواقع 30 بالمئة لشريحة الراتب عشرة الآف ليرة و20 بالمئة لشريحة الراتب التي تزيد عن عشرة الاف ليرة بالاضافة الى الف ليرة لمن تتراوح رواتبهم بين 8500 و 9330 ليرة اعتبار من يوم غد الاول من إبريل المقبل !! هل يعتقد الأسد ان زيادة الرواتب ستعمل على تهدئة الأوضاع !! هل يعتقد أن الشعب السوري يحتاج لهذه الزيادة السخيفة !! وشباب الثورة أكدوا في مسيراتهم أن مطالبهم تكمن في الحرية و الديمقراطية و أن تصبح سوريا دولة مدنية و أن تقوم السلطات بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي و تُمنح الصحافة الحرية اللازمة لتسطيع الكشف عن بؤر الفساد الكامنة في المجتمع السوري إبتداء من رأس الحكومة السورية الذي ينهب و يسرق من خزينة الدولة و انتهاء ببياع الخضرة الذي يغش في بيع خضرته !! هذه هي مطالب الثورة و هذه هي تطلعاتهم فلماذا لا يريد الرئيس الأسد فهم هذه التطلعات و يختزل التغيير الذي يُنشده أبناء بلده بزيادة ( طفيفة ) في معاشاتهم الشهرية !!! أعتقد أن الأسد بمحاولته الفاشلة هذه يحاول أن يحاكي التجربة الكويتية في رفع رواتب الموظفين الحكوميين .. ونحن لا ننسى زيارته للكويت أيام الاحتفالات في فبراير في الوقت الذي كانت المنطقة بأسرها تشهد احتقانا خصوصا مصر .. وكيف أنه حاول في هذه الزيارة إيصال رسالة مبطنة لشعبه أن كونوا كالشعب الكويتي في ولائه لحكومته !! ناسيا أو متناسيا أن هذا الولاء من الشعب الكويتي وهذا الحب للحكومة الرشيدة لم يكن وليد اللحظة .. و لم تأتِ هذه الزيادة التي أقرتها حكومتنا للموظفين الحكوميين لتقلب مشاعر وعواطف الشعب الكويتي رأسا على عقب و بين ليلة وضحاها .. بل كانت خيرا على خير .. و كانت نقطة في بحر الخير الذي تغدقه حكومتنا علينا .. و هذا ما أشكل على النظام السوري والتبس عليه فظن زيادة الرواتب دواء للثورات و حل للمعضلات !! و أقول للسيد الرئيس بشار الأسد : لقد أخطأت التقدير .. و لم تفلح في إيجاد الحلول عندما قررت زيادة الرواتب .. فالحل بالعدل و إزالة الفساد المتفحش في حكومتكم و حل مجلس الشعب و جعله برلمان و نواب و إلغاء نظام الطواريء و الإفراج عن سجناء الرأي و جعل سوريا بلدا منفتحا و مدنيا بدلا من التقوقع والانغلاق .. وبعد كل هذا فكر يا سيدي الرئيس بزيادة الرواتب لأن الشعب السوري أرقى من ذلك .. أطيب المنى
التعليقات (0)