ليست الذلة من خلق المسلم فلماذا أصبحنا أذلة؟
الحمد الله يعز من اعتز بدينه ، ولاذ ببابه، وعمل على اسعاد أمته، وأيقن أن المعز المذل واحد هو الله فخافه وحده، وترك خوف من عداه، والله هو القادر على كل شيئ، وغيره العاجز عن كل شيئ، لا يستطيع لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا خيرا ولا شرا، بل الله هو النافع وهو الضار، هو الله الواحد القهار لا إله إلا هو العزيز الحكم. لقد غرس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العزة والكرامة في قلوب المؤمنين، ورفع رؤوس بالأمان بالواحد القهار. وكذلك فعل أله واصحبه الذين اعتزوا بعزة الإسلام،فلم يذلوا ولم ينحنوا لغير الواحد الفرد الصمد، فرضي الله عنهم أجمعين.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:(والله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)
إن الله عز وجل كتب العزة لنفسه ولرسوله وللمؤمنين،وليست العزة كلاما ولا استكبارا على خلق الله، ولكن العزة الحقة شعور بالكرامة، فالمؤمن حقا بلا إله إلا الله يشعر بأنا الله معه، ومن كان الله معه، فمن يستطيع أن يكون ضده، فيعيش حياته مرفوع الرأس عزيزا بعزة الله له،فلا يذل المخلوق مهما علا شأنه،وارتفع مقامه فالذلة للمخلوق مهما كان عظيما ليست من خلق الإنسان المؤمن بعظمة الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد،لأن من تولاه الله، وكان في حماه لا يصح أبدا أن ينكسر رأسه أو يهبط عن المستوى الرفيع الذي وضعه الله فيه،(( أليس الله بكاف عبدهُ )) أي في كل ما يهمه،مما يترتب عليه صلاح حاله ومعاشه، ويكون تأييده في قضاياه العادلة، ونصره على من ضلمه، فمن كان إيمانه بربه هكذا،فلا مبررله في الاستحذاء وبيع الضمائر، أما من ضعف إمانه فهو يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، يقول بعض العلماء: الرزق والأجل هو النافذة التي يدخل منها الضعف إلى النفس، فأما الرزق فهو من الله ليس لمخلوق فيه دخل، ولايستطيع أن يزيد فيه أو ينقص منه أبدا قال الله الكريم)(( وفي السماء رزقكم وما توعدون،فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)) وكذلك الأجل بيد الواحد القهار قال الله تعالى:(( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله، كتابا مُؤجلا)) وهو محدود مكتوب لا يزيد فيه خوف أو ذل، ولا ينقص منه جهاد وعزة،(( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)) أما النصر على من ضلمنا فمرده إلى بعد أخذ الأهبة والعدة والاستعداد، وما النصر إلا من عند الله العزيز، ولقد أنهض الله عزائم عباده المؤمنين إلى تصدى لمن ضلمهم، وعدم المساومة والمسالمة لهم أو قبول الحلول السلمية اذا كان في ذلك ذلة أو إهانة للأمة الإسلامية ، أو ضياع لشبر من أرض الإسلام الطاهرة قال الله الكريم (( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم)) وقال تعالى:(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين)) وإن المعز والناصر هو الله رب العالمين، لاإله إلا هو العزيز الحكم ،وإذا كان هذا هو إيمانكم بالله ايها الأخوة في الله لم تخافون من جبابرة الأرض؟ لم تخافون من الظلمة؟ لم تخافون من الطغاة المفسدين في الأرض؟ والله عز وجل يقول:(( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنيين)) وقال عز من قائل:(( وإياي فارهبون)) وإن الخوف من المخلوق ضعف في الدين وضعف في الأيمان عاقبته الذل والهوان في الدنيا والخسارة في الأخرة نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والأخرة، ويقول رسول صلى لله عليه وسلم المؤمن القوي بإيمنه وعقيدته وجسمه السليم الطاهر، محبوب إلى الله عز وجل، فإيمنه بربه يأبى أن يذل نفسه أو يستسلم لضالم من هؤلاء الحكام العرب المستبدين المتغطرسين ،الأنه أمن أن العز كله في طاعة الله عز وجل، والشقاء والهوان في مخالفة أمره،كن له عبدا مطيعا يجعلك للناس سيدا، راقب مولاك في كل أعمالك، يصلح الله أحوالك ،ويهبك عز الدنيا والدين،ويعلي قدرك في الأولين والأخرين، فاصبرو ايها الاخوة الكرام ايها الاخوة العرب والمسلمين فى كل مكان فاصبرو وصابرو ورابطو وتحد هؤلاء الظلام، وأن الله اكبر من كل قدراتهم الوهمية في كبت وقمع. اللهم أكتب لنا العز والسيادة في الدنيا، والسعادة في الأخرة أمين والحمد الله رب العالمين.
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)